لماذا تسبب رسائل البريد الإلكتروني المتأخرة الاحتراق الوظيفي المبكر؟

3 دقيقة
لماذا تسبب رسائل البريد الإلكتروني المتأخرة الاحتراق الوظيفي المبكر؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Brian A Jackson

يرسل بعض المدراء في العمل والزملاء رسائل البريد الإلكتروني خارج أوقات الدوام الرسمي، ويتوقعون جواباً سريعاً عنها، لكن هذا الأمر يصيب الموظف بالاحتراق الوظيفي المبكر، وذلك لعدة أسباب: 

  • الشعور بالضغط للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها خارج ساعات العمل الرسمية، …

يرسل بعض مدراء العمل والزملاء رسائل البريد الإلكتروني خارج أوقات الدوام الرسمي، ويتوقعون جواباً سريعاً عنها، لكن توقع الرد المباشر من الموظف يزيد ضغوط العمل عليه ويزيد توتره، ويؤثر بالتالي في جودة نومه وصحته العامة لعدم تمكنه من الانفصال ذهنياً عن العمل خلال وقته الشخصي، واختلال التوازن بين العمل والحياة، وإصابة الموظف بالاحتراق الوظيفي.

لماذا تسبب رسائل البريد الإلكتروني المتأخرة الاحتراق الوظيفي المبكر؟

يشير تأخر وصول رسائل البريد الإلكتروني إلى مشكلات تنظيمية في العمل وسوء التخطيط، ما يثير القلق والتوتر بين الموظفين، ويزيد الإرهاق، ويشكل سبباً للاحتراق الوظيفي، وذلك لعدة أسباب: 

الشعور بالضغط

يتوقع بعض أصحاب العمل رداً سريعاً من الموظفين على رسائل البريد الإلكتروني، بغض النظر عن وقت إرسالها، لكن ذلك يشكل لدى الموظفين شعوراً بالضغط للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها خارج ساعات العمل الرسمية، ويقوّض التوازن بين العمل والحياة الشخصية ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.

لا يشعر بهذا الضغط الموظف فقط، بل يمتد إلى شركائه وزملائه، ما يترك آثاره السلبية في كلا الطرفين. ويمتد أيضاً إلى أزواج أو زوجات الموظفين، ويتسبب بانخفاض الرضا عن العلاقة الزوجية.

العمل عن بعد

تتفاقم هذه المشكلة في العمل عن بعد، لا سيما في الفرق التي تعمل عبر مناطق زمنية متعددة، حيث تزداد صعوبة الفصل بين الحياة المهنية والشخصية. ويتوقع من الموظف أن يبقى على اتصال دائم، فيشعر بأنه مجبر على التفاعل مع اتصالات العمل حتى خارج ساعات العمل، ما يزيد الضغط والإرهاق.

عدم وجود سياسات واضحة للرد

لا تضع بعض الشركات سياسات محددة للتواصل بعد ساعات العمل، لذلك غالباً ما يجد الموظف نفسه مضطراً للرد على رسائل البريد الإلكتروني المتأخرة، ليس بدافع ضرورة الاستجابة، بل خوفاً من أي عواقب سلبية قد تنجم عن عدم الرد. إن هذا الأمر يضعف الدافع الداخلي للموظف، ويضعف اهتمامه بالمهمة وأداء الشركة.

اقرأ أيضاً: ما هي الأعراض الجسدية المصاحبة للاحتراق الوظيفي؟ 

ما هي الحلول المتاحة لهذه المشكلة؟

للتخفيف من الآثار السلبية للتواصل خارج أوقات العمل، يمكن للشركات تطبيق مجموعة من الممارسات التي تساعد على التوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين، بما يراعي تعزيز رفاهية الأفراد والإنتاجية العامة والرضا الوظيفي ضمن فرق العمل. ويكمن حل المشكلة في تعزيز التوازن الصحي بين العمل والحياة، ما يزيد رفاهية الموظفين، ويبعد عنهم القلق والتوتر. بالإضافة إلى تشجيع الشركات على احترام وقت الموظفين الشخصي، والامتناع عن إرسال رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل وتحديد سياسات الاتصالات الإلكترونية بوضوح.

قد يكون استخدام أدوات الأتمتة للتعامل مع مهام البريد الإلكتروني المتكررة وغير المستعجلة مفيداً أيضاً. تسهم هذه الأدوات في تبسيط البريد الإلكتروني وإدارته، ومنع إرسال البريد الإلكتروني في وقت متأخر من الليل، وتجنب ضغط الرسائل بعد ساعات العمل. ويعد وضع حدود واضحة لتوقيت إجراء الاتصالات المتعلقة بالعمل وكيفيته أمراً بالغ الأهمية، لا سيما بين العاملين عن بعد أو بيئات العمل الهجينة. 

من خلال ذلك، يمكن للشركات تخفيف الآثار السلبية لرسائل البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل وتعزيز بيئة عمل أكثر دعماً وإنتاجية. ولمنع الاحتراق الوظيفي عموماً يمكن للشركات تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة، والحفاظ على جداول عمل منظمة، وتعزيز التواصل المفتوح بشأن أعباء العمل. يمكن للشركات أيضاً الحصول على آراء الموظفين بشأن سياسات التواصل وآثارها، وتعديلها بطريقة مناسبة لسير العمل. 

الاحتراق الوظيفي باختصار

ينجم الاحتراق الوظيفي عن ضغوط العمل، ويترك آثاراً سلبية على الموظف مثل استنزاف الطاقة، وزيادة البعد الذهني عن العمل، وانخفاض الكفاءة المهنية. يظهر بين الموظفين في مختلف المجالات المهنية، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق وكره العمل وانخفاض ملحوظ في الأداء، بالإضافة إلى الاكتئاب والقلق وأمراض جسدية مختلفة.

أما على مستوى الشركة، فيؤدي الاحتراق الوظيفي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة تغيب الموظفين، وترك العمل، وبالتالي تعطيل الانسجام في مكان العمل، وانخفاض الأرباح والميزة التنافسية للشركة.

اقرأ أيضاً: عادات ضارة صحياً في العمل عليك تجنبها

عموماً، تسبب رسائل البريد الإلكتروني الكثيرة إرهاق الموظف، خاصة تلك التي تحتاج رداً سريعاً، ويزداد هذا الإرهاق عندما تصل هذه الرسائل خارج أوقات العمل، كما يمكن أن تدخل الموظف في دوامة من التوتر المزمن والإرهاق العاطفي. ويكمن حل المشكلة في أيدي مدراء الشركات، الذين يترتب عليهم وضع سياسات واضحة بما يخص التواصل خارج أوقات العمل.

المحتوى محمي