المُسبب الأكثر شيوعاً للوهن والتعب: ما أسباب التجفاف عند كبار السن؟

3 دقيقة
المُسبب الأكثر شيوعاً للوهن والتعب: ما أسباب التجفاف عند كبار السن؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ dturphoto
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد تكون النصيحة الأهم التي توجّه لكل شاب أو شابة هي عدم إهمال شرب كميات كافية من الماء، إلّا أن هذه النصيحة تكتسب قدراً كبيراً من الأهمية عند الحديث عن ضرورة الالتزام بذلك عند كبار السن

وذلك يعود لأن كبار السن معرضون للتجفاف أكثر بسبب التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث للجسم في الشيخوخة، وتتعقد أكثر هذه الحالة في ظل ازدياد احتمالات الإصابة بالحالات الصحية مع التقدم بالعمر والتي قد تتسبب بالضعف العقلي والجسدي الذي يمكن أن يزيد من خطر الجفاف. وقد سلّط الضوء الباحث “براك القلاف“، الحاصل على الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من جامعة أوكسفور البريطانية، على هذه الحالة في تغريدة نشرها على تويتر.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن القيام به لتخفيف مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما يتناسب مع كل سن؟

لماذا يعتبر كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالتجفاف؟

كبار السن أكثر عرضة للتجفاف وذلك يعود لأسباب متعددة على رأسها فقدان الخلايا سوائلها، أي انخفاض نسبة السوائل في الجسم وانخفاض المخازن الاحتياطية للجسم من الماء، الأمر الذي يُمكن فهمه بشكلٍ أفضل عند مقارنة الجلد النضر لأي شاب بالجلد المُجعد الذي فقد ماءه عند أحد كبار السن.

سبب آخر هو انخفاض الشعور بالعطش مع التقدم بالسن، فالشعور بالعطش هو طريقة الجسم لإعلامنا بالحاجة إلى الماء، ولأن الشعور بالعطش يتراجع مع التقدم بالسن، لا يعرف كبار السن أنهم بحاجة إلى الشرب ما يؤدي إلى عوز في ماء الجسم.

كما تؤدي الأمراض والحالات الصحية أحياناً إلى حدوث التجفاف، مثل أمراض الكليتين، والتي تتراجع فيها وظائف الكلى، ما يعني فقدان المزيد من الماء عن طريق التبول. من جهةٍ أخرى يمكن أن تتسبب الأدوية بزيادة فقدان الماء عن طريق التبول، وعلى رأس قائمة الأدوية هذه تتربع كلٌّ من مدرات البول والملينات.

أعراض التجفاف عند كبار السن

يُستدل على حدوث التجفاف من خلال ملاحظة الأعراض التالية:

  • جفاف الفم.
  • التعب الجسدي والشعور بالدوار.
  • غؤور العينين.
  • انخفاض في كمية البول. 
  • اغمقاق لون البول.
  • تشنج العضلات.

قد تتفاقم هذه الأعراض في حال أُهمِل تدبيرها وعندئذ تُوصف بكونها ذات خطورة أعلى وتتطلب عناية فورية، وهذه الأعراض هي: 

  • تسرع معدل ضربات القلب.
  • اضطراب في الحركة والمشي الناجم عن اضطراب التوازن.
  • الارتباك الذهني.
  • الإغماء والغياب عن الوعي.
  • الإسهال أو القيء الذي يستمر أكثر من 24 ساعة.

اقرأ أيضاً: أكثر الأمراض التي تُهدد صحتك بعد سن الخمسين وكيف تتجنبها 

ما مضاعفات التجفاف عند كبار السن؟

تطول مضاعفات التجفاف عدة مستويات، حيث إن الماء أساسي لصحة مجموعة متنوعة من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك تنظيم درجة الحرارة والتخلص من الفضلات وحتى الحفاظ على صحة المفاصل، فوفرة الماء في الجسم تعني تركيزاً جيداً للسائل المفصلي، الذي يُعد عامل حماية للمفصل يسهّل من حركته.

من المضاعفات ذات الخطورة العالية نسبياً التي تترتب على التجفاف اضطرابات ومشكلات الجهاز البولي، وذلك يشمل كلاً من التهاب المسالك البولية وحصيات الكلى وحتى الفشل الكلوي. من جهةٍ أخرى، يزداد حدوث نوب الصرع مع حدوث التجفاف، وذلك نتيجة لاضطراب مستويات البوتاسيوم والصوديوم التي تترافق معه.

إلى جانب ذلك، قد تحدث صدمة نقص حجم الدم والتي تعتبر من المضاعفات التي تهدد الحياة وتسبب انخفاضاً في ضغط الدم ومستويات الأوكسجين، ما يتسبب بحدوث ارتباك ذهني واضطراب في الوعي، بالإضافة إلى نقص في تروية أعضاء الجسم وضعف في وصول المغذيات.

من المضاعفات المُزعجة للمريض هي حدوث الإمساك، إذ يعتبر التجفاف أحد أكثر أسباب حدوثه شيوعاً، وقد لا تكون هذه الحالة على درجة الخطورة الصحية نفسها مقارنة بالمضاعفات السابقة، إلّا أن كبار السن يُصنفّون الإمساك على أنه واحد من أكثر الأعراض إزعاجاً وتأثيراً في نوعية الحياة.

كيف يُدبر التجفاف عند كبار السن؟

تُعالَج الأشكال الخفيفة والمتوسطة الشدة من التجفاف عن طريق تعويض السوائل المفقودة، ويشمل ذلك شرب الماء أو السوائل الأخرى مثل العصائر الطبيعية أو المرق، ويفضل تجنب الاعتماد على المشروبات الغازية أو المشروبات السُكرّية.

أمّا في الحالات الأشد التي تنطوي على وجود حالة مستمرة من القيء والإسهال المسببين لحدوث حالة متقدمة من التجفاف، فيكون تعويض كلٍّ من الماء والشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم ضرورياً، إلى جانب علاج الحالة الصحية التي تسببت بحدوث القيء والإسهال.

ويتطلب وجود خسارة مستمرة للسوائل وسوء الحالة العامة دخول المستشفى، حيث تُعطى في هذه الحالة السوائل والشوارد عن طريق الوريد ويجرى المزيد من البحث حول أسباب التجفاف.

اقرأ أيضاً: كيف تعتني بمريض مصاب بمرض كلوي مزمن؟

وبشكلٍ عام توجد سبع نصائح يساعد تطبيقها على تجنب حدوث التجفاف عند كبار السن وتجنب المضاعفات التي ترافقه، وهي:

  1. التشجيع المستمر على شرب ما لا يقل عن لتر من السوائل يومياً خلال فترات متباعدة من النهار.
  2. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة لأنها تُحرض طرح السوائل.
  3. ارتداء ألبسة قطنية تسمح للجلد بالتنفس وتُخفف إلى حد كبير من الحرارة ومن التعرق وخسارة السوائل.
  4. الحد من الأنشطة والحركة في الطقس الحار.
  5. تضمين الأغذية الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الماء كالخضار والفاكهة في النظام الغذائي.
  6. التحسس لعلامات وأعراض التجفاف باكراً.
  7. مراجعة مقدم الرعاية الصحية حول الأدوية التي تُتناول لتقييم آثارها الجانبية.