ما هو التهاب الأقراص الفقرية؟ وما أعراضه وطرق علاجه؟

3 دقيقة
ما هو التهاب الأقراص الفقرية؟ وما أعراضه وطرق علاجه؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

تتباين أسباب آلام الظهر الشائعة بين إجهاد العضلات والانزلاق الغضروفي وتشنج العضلات وبعض أنواع السرطان، وتطول القائمة. لكنْ، ثمة نوع أقل شيوعاً يتطلب دقة عالية في التشخيص والعلاج، هو التهاب الأقراص الفقرية. فما هو وكيف يمكن التعرف إليه وعلاجه؟

ما هو التهاب الأقراص الفقرية؟

التهاب الأقراص الفقرية أو التهاب الديسك (Discitis)، هو التهاب يتطور في الأقراص الفقرية للعمود الفقري، وهو حالة ليست شائعة.

توجد الأقراص الفقرية بين الفقرات، ويُمكن تشبيهها تماماً بالوسادة التي تمنع كل فقرة من الاحتكاك بالفقرة التي تجاورها؛ فهي تمتصُّ الصدمات التي يتعرض لها العمود الفقري يومياً في أثناء المشي ورفع الأجسام والالتواء، وتسمح للأعصاب المحيطية المتفرعة من العمود الفقري بالخروج من الثقوب الفقرية دون أن تتعرض للضغط الخارجي. لكن المشكلة تكمن في أن القرص لا يحتوي على إمدادات دم جيدة. لذا، يمكن للبكتيريا أو الفيروسات أن تشق طريقها إلى القرص الفقري في بعض الحالات مسببة الإصابة بالعدوى، ومع عدم وجود تروية دموية كافية للمنطقة، تواجه الخلايا المناعية في الجسم وكذلك المضادات الحيوية صعوبة في الوصول إلى منطقة العدوى.

اقرأ أيضاً: كيف يحدث الانزلاق الغضروفي وما طرق علاجه؟

مَن الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الأقراص الفقرية؟

يُعدُّ الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى، لأن الشرايين الشوكية التي تزوّد الفقرات في الأقراص الفقرية بالدم، تمتدُّ من الصفائح الغضروفية إلى النواة اللبية، ما يزيد من فرص وصول العدوى عبر مجرى الدم. أمّا لدى البالغين، تضمر هذه الإمدادات الوعائية ولا تتجاوز الحلقة الليفية.

بالإضافة إلى ذلك، يصبح الشخص أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الأقراص الفقرية في الحالات التالية:

  • ضعف في الجهاز المناعي.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
  • التعافي من الجراحة.
  • اضطراب في المناعة الذاتية.

الأعراض

عادة ما يعاني المرضى المصابون بالتهاب القرص الفقري آلاماً شديدة في جزء من العمود الفقري، وقد تمتد لتشمل الجزء السفلي والجزء العلوي من الظهر، لكن لا تنتشر إلى أسفل الساق أو مناطق أخرى من الجسم كما في بعض اضطرابات الظهر.

ومن الأعراض الأخرى:

  • حمى شديدة وقشعريرة قبل نحو 7-10 أيام من ظهور آلام الظهر الشديدة.
  • تصلب في الظهر.
  • صعوبة في أداء مهام التنقل العادية.
  • ألم في البطن أو عدم الراحة.

تشمل مضاعفات التهاب الأقراص الفقرية الأقل شيوعاً:

  • تشوه العمود الفقري؛ أي خلل في الشكل أو المحاذاة الطبيعية للعمود الفقري.
  • العجز العصبي، ويحدث إذا انتشر الالتهاب والعدوى إلى الأعصاب القريبة، قد يسبب أعراضاً مثل الخدر أو الضعف أو حتى الشلل.
  • الحدب لدى الأطفال حديثي الولادة.

اقرأ أيضاً: علماء يتمكَّنون من إجراء تقدُّم طبي كبير لمعالجة العمود الفقري

أسباب التهاب الأقراص الفقرية

السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الأقراص الفقرية هو عدوى ميكروبية، بالبكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات.

أبدت نتائج الزرع أن الكائن الحكي الأكثر شيوعاً في العدوى هو المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، وفي حالات أقل شيوعاً وتكراراً كانت إحدى بكتيريا الأنواع التالية هي المسبب:

  • المكورات العنقودية سلبية التخثر (Staphylococcus).
  • الإشريكية القولونية (Escherichia coli).
  • المكورات العقدية الرئوي (Streptococcus pneumoniae).
  • السالمونيلا (Salmonella spp).

تنتقل عدوى التهاب إلى الأقراص الفقرية عبر إحدى الطرق التالية:

  • مع مجرى الدم من مناطق العدوى الجهازية؛ مثل عدوى المسالك البولية والالتهاب الرئوي والتهابات الأنسجة الرخوة الأخرى.
  • الانتشار المتلامس من عدوى موضعية؛ مثل انتقالها من عدوى التهاب العظم والنقي المجاور إلى الفقرات فالأقراص الفقرية.
  • جراحة في العمود الفقري، أو إجراء تشخيصي مثل البزل القطني، أو علاج موضعي مثل الحقن في المنطقة.

علاوة على ذلك، يمكن ألّا يكون سبب التهاب الأقراص الفقرية عدوى ميكروبية فقط؛ فقد يحدث نتيجة اضطراب المناعة الذاتية، وهي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي في الجسم أنسجته عن طريق الخطأ وإتلافها.

تشخيص التهاب الأقراص الفقرية

عادة ما يبدأ التشخيص بفحص بدني لجسم المصاب لتحديد مراكز الألم، ثم السؤال عن تاريخه الطبي، يليه اختبارات تشخيصية تضم:

  • اختبارات دموية: مثل اختبار عدد الخلايا البيضاء لتحديد علامات العدوى، ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء للبحث عن علامات الالتهاب. على الرغم من أنها ليست دقيقة، لكنها تساعد على الكشف عن علامات العدوى، وهذا لا يظهر عادة مع الأسباب الأخرى لآلام الظهر.
  • فحص العظام: قد يفحص الطبيب الفقرات والفراغات المحيطة بها لتقييم حيوية العظام وتحديد ما إذا كان يوجد فيها التهاب. ويتضمن الاختبار حقن مادة مشعة في العروق بحيث تنتقل مع الدم وتتجمع في العظام، خاصة في مناطق نمو العظام أو تحللها. وباستخدام آلة مسح، يمكن تتبع المادة المشعة في الجسم.
  • اختبارات التصوير: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية، حيث يمكنها التقاط صور للعمود الفقري والأنسجة المحيطة به.
  • تحليل الأنسجة: يتضمن الإجراء أخذ خزعة من الأنسجة المحيطة بالعمود الفقري لتحليلها.

اقرأ أيضاً: 5 علامات تشير إلى أن آلام ظهرك تحتاج إلى استشارة الطبيب

علاج التهاب الأقراص الفقرية

إذا لم يتم التعرف على التهاب القرص وعلاجه في المراحل المبكرة، فإن التهاب القرص يمكن أن يؤدي إلى تدمير القرص والفقرات المحيطة به وتشوه العمود الفقري، ويمكن أن يؤدي إلى مشكلة كبيرة تتطلب تدخل جراحي كبير.
يتحدد نوع العلاج وفقاً للمرحلة التي اكتُشف فيها المرض:

  • في حالة الكشف المبكر لالتهاب الأقراص الفقرية، يمكن التعافي جيداً باستخدام المضادات الحيوية الواسعة الطيف في البداية. وبعد الحصول على نتائج الزرع، وتحديد الميكروبات المسببة للعدوى، يستطيع الطبيب تضييق النطاق وإعطاء المضاد الحيوي المناسب. عادة ما  يستمر العلاج بالمضاد الحيوي نحو 4-6 أسابيع، يمكن خلالها استخدام دعامة لتثبيت العمود الفقري في محاذاة تشريحية مناسبة. وللتخفيف من حدة الألم قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين.
  • في حالة الكشف المتأخر لالتهاب الأقراص الفقرية، يزداد خطر تدمير القرص والفقرات المحيطة به وتشوه العمود الفقري، لذا لا بُدّ من تدخل جراحي سريع لإزالة العظام المصابة والأنسجة الميتة وتصريف أي خراجات.