كيف نُميّز بين التهاب اللحمية والتهاب الجيوب الأنفية؟

3 دقيقة
كيف نُميّز بين التهاب اللحمية والتهاب الجيوب الأنفية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Brazhyk

ربما يكون تمييز وتحديد مصدر الالتهاب والأعراض التحدي الأكبر لأي طبيب، والأمر الذي يرفع من صعوبة هذا التحدي هو تشخيص التهاب تراكيب الوجه الداخلية المتجاورة والتي يصعب تمييزها، وأكثر ما يصعب التمييز بينهما هو التهاب الجيوب الأنفية والتهاب اللحمية نظراً لتجاورهما تشريحياً.

ما هي اللحمية؟

اللحمية أو اللوزة الأنفية البلعومية هي كتلة من الأنسجة اللمفاوية تتوضع خلف تجويف الأنف في سقف البلعوم الأنفي جنباً إلى جنب مع اللوزتين، وتعتبر أحد مكونات الجهاز المناعي حيث تساعد الجسم في محاربة الإنتان، فهي خط الدفاع الأول ضد العوامل الممرضة، إذ تخزن اللحمية الأنفية خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة التي تساعد في محاربة الإنتان المحتمل.

اقرأ أيضاً: هل ينصح بوضع الثلج على الأنف عند الرعاف؟

تبلغ اللحمية الأنفية ذروة حجمها وفعاليتها عند الولادة وأثناء الطفولة وتبدأ بالانكماش والتراجع مع الاقتراب من البلوغ. تجاور اللحمية الأنفية الجيوب الأنفية، لهذا السبب كثيراً ما تتداخل أعراض أمراضهما عند توصيفها.

ما هي الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية هي نظام متصل من التجاويف في عظام الجمجمة والتي لا يتجاوز عرض أكبرها 2.5 سنتيمتر. تتوضع الجيوب الأنفية الأمامية أسفل الجبهة، بينما تتوضع الجيوب الأنفية الغربالية بين العينين وفي التجويف العظمي خلف الأنف توجد الجيوب الأنفية الوتدية. وتصب معظم الجيوب الأنفية في مسار تصريف واحد في الأنف يُسمى بالصماخ الأوسط، لهذا تكون لالتهابها أعراض أنفية.

تُبطن الجيوب الأنفية بغشاء مخاطي غزير التروية الدموية، وعادةً ما تكون هذه الجيوب الأنفية فارغة باستثناء وجود هذه الطبقة الرقيقة من الغشاء المخاطي ومفرزاتها المخاطية. تساعد الجيوب الأنفية في ترطيب الهواء الذي نتنفسه وتنقيته، كما أنها مسؤولة بشكل أو بآخر في تعزيز أصواتنا.

اقرأ أيضاً: ألم لا يتوقف: إليك كيفية التخلص من صداع الجيوب الأنفية

ما أمراض اللحمية الأنفية وكيف نُميّزها عن أمراض الجيوب الأنفية؟

تتراجع وظيفة هذا العضو عند إصابته بالأمراض، ما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث الالتهابات وبشكل خاص التهابات الطرق التنفسية العلوية، وذلك إضافة إلى الأعراض التي تسببها. ومن الحالات الصحية التي تصيب اللحمية الأنفية نذكر:

  • التهاب اللحمية الأنفية: تلتهب الأنسجة اللمفاوية التي تكوّن اللحمية الأنفية بسبب الإنتان غالباً، وقد يكون التهابها ارتكاسيّاً أي نتيجة لالتهاب التراكيب المجاورة. تتقاطع أعراض التهاب اللحمية بشكل كبير مع التهاب الجيوب الأنفية، إذ تتجلى أعراض التهاب اللحمية الأنفية بتغير الصوت كما لو أنك تتحدث من خلال أنفك، وارتفاع درجة حرارة الجسم والتعب العام، بالإضافة إلى التهاب وجفاف الحلق نتيجة للتنفس عبر الفم، والشخير أثناء الليل وسيلان الأنف وخروج سائل مُخضر اللون.
  • تضخم اللحمية الأنفية: يمكن أن تتضخم اللحمية الأنفية جراء الإصابة بالإنتان أو لأسباب تحسسية وقد تتضخم لأسباب غير معروفة، وتتظاهر بمجموعة من الأعراض تشابه التهاب الجيوب مثل سيلان الأنف وصعوبة التنفس. وحتّى قد تمنع اللحمية الأنفية المتضخمة من تدفق الهواء عبر الحلق، الأمر الذي قد يسبب توقف الشخص عن التنفس لبضع ثوانٍ أثناء النوم بشكل متكرر والذي يعرف بانقطاع التنفس أثناء النوم.
  • التهابات الأذن المتكررة عند الأطفال: من جهة أخرى، قد تسد اللحمية الأنفية المتضخمة القنوات التي تصرف السوائل من الأذنين إلى الحلق، وعندما تفشل هذه القنوات في التصريف يؤدي ذلك إلى حدوث التهابات متكررة في الأذن.

من جهة أخرى، يمكننا من خلال الفحص السريري وفحص الفم والبلعوم بخافض اللسان معاينة اللحمية الأنفية للكشف فيما إذا كانت ملتهبة أم لا، حيث يساعد هذا في توجيه التشخيص على عكس الجيوب الأنفية التي لا يمكن أن تُرى بالعين المجردة. إضافةً إلى ذلك، يساعد العمر في نفي حدوث التهاب اللحمية، إذ تشيع عند الأطفال وتقل بشكل كبير عند البالغين نتيجة تراجع أنسجتها.

اقرأ أيضاً: ما تأثير البرد في احتمال الإصابة بحالات العدوى التنفسية؟

ما الأعراض التي يتظاهر بها التهاب الجيوب الأنفية؟

قد تلتهب الجيوب الأنفية نتيجة الإصابة بإنتان جرثومي أو فيروسي أو فطري حتّى، وقد تلتهب في حالات التحسس الأنفي عند الإصابة بحمى القش إذ ينتبج الغشاء المخاطي الذي يبطنها محدثاً سلسلة من ردود الفعل التحسسية التي ينتج عنها تراكم المخاط، والذي يسبب الالتهاب في حال لم يُصرف بشكل جيد.

لالتهاب الجيوب الأنفية مجموعة من الأعراض التي تُشارك فيها التهاب اللحمية، مثل احتقان الأنف وسيلانه وارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتعب العام وخروج مفرزات أنفية سميكة ذات لون مائل للأخضر أو الأصفر.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يمكن التمييز بينهما؟

إلا أن هناك مجموعة من الأعراض التي تقوّي توجهنا نحو الإصابة بالتهاب الجيوب مثل الشعور بألم وضغط أسفل الجبهة والصداع المستمر، وفقدان حاسة الشم والشكوى من ظهور رائحة كريهة في الفم، خاصةً عند الإصابة بالتهاب الجيوب المزمن، كما يمكن أن يسبب التهاب الجيوب آلاماً في الأسنان.

تساعدنا الدراية الجيدة بأعراض كلتا الحالتين في التمييز نوعاً ما بينهما، إلا أن هذا لا يلغي أهمية استشارة مقدم الرعاية الصحية عند ظهور الأعراض، ففي النهاية هو يعلم بشكل أفضل بتوصيف الحالات المرضية.

المحتوى محمي