الزوائد الجلدية والثآليل والشامات مصدر قلق لدى الكثيرين منّا، فإلى جانب تسببها بالألم والإزعاج وخاصةً إن اصطدم بها شيء، فإنها تتداخل بشكلٍ كبير مع نوعية حياة الشخص وتعبث براحته.
وبأصح تعبير يَصِفُ تلكَ التظاهرات يمكننا القول "إنها مربكة" وتُشعِر المصاب بالضيق والرغبة الملحة بالتخلص منها، إذ لا يعلم معظم الأفراد كيفية التمييز بينها ولا يعلمون إن كانت معدية أو تحمل أي مخاطر كامنة مستقبلية.
اقرأ أيضاً: هكذا تتخلص من الزوائد الجلدية بدون ألم
إلا أن الخبر السار هو أن جميع التظاهرات الجلدية التي ذكرناها سابقاً لا تشتمل على أي مخاطر صحية جسيمة، ومع ذلك يبقى من المهم معرفة كيف يمكن تمييز الزائدة الجلدية عن الثؤلول والشامة وكيف تتخذ التدبير الأنسب بناء على ذلك؟
بماذا تتصف الزوائد الجلدية النموذجية؟
تظهر الزوائد الجلدية على قطاع جلدي نتيجة لأسباب متنوعة على رأسها الاحتكاك المستمر، ولهذا السبب تتواجد الزائدة عادةً تحت الإبط أو حول العنق وعلى الوجه الداخلي للفخذين. تبدأ الزائدة الجلدية على شكل نتوء صغير يبدأ حجمه من رأس الدبوس وقد يصل إلى 3 سنتيمترات، لينمو نتيجة الاحتكاك وتصبح له في النهاية سويقة، وهي قاعدة رفيعة تربط النتوء بسطح الجلد.
ما يميّز الزوائد الجلدية لونها المشابه للون الجلد أو الذي يكون أغمق قليلاً، كما أن سطحها ناعم ولا يشتمل على أي تعرجات، إضافة إلى إمكانية نمو الأشعار على الزوائد الجلدية وذلك على عكس الثآليل.
ما العوامل التي تؤدي إلى ظهور الزوائد الجلدية؟
من المهم تسليط الضوء على عوامل الخطر التي تزيد من حدوث الزوائد الجلدية، حيث يدعم وجود أي منها التوجه إلى أن التظاهر الجلدي هو زائدة جلدية لا أكثر. ومن أبرز هذه العوامل نذكر:
- الاحتكاك المزمن وما يرافقه من تهيج.
- العمر، إذ يزداد شيوع الزوائد الجلدية إلى حد كبير بعد سن الأربعين.
- الحمل وما يرافقه من تبدل في مستوى الهرمونات.
- البدانة، حيث يعتبر الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بالزوائد الجلدية.
- الإصابة بداء السكري النمط 2 إذ قد تشير الزوائد الجلدية إلى ارتفاع مستوى إنسولين الدم.
- العامل الوراثي إذ يزداد احتمال الإصابة بالزوائد الجلدية إلى حد كبير في حال كان أحد أفراد العائلة مصاباً بها.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للتعرف على كل ما يهمك عن الحساسية الجلدية
ما الصفات التي تميّز الثآليل عن الزوائد الجلدية؟
تنجم الثآليل عن الإصابة بعدوى فيروسية بالفيروس الحليمي البشري، ويتم توصيف آفاتها النموذجية بكونها مرتفعة عن سطح الجلد وذات لون مشابه للون الجلد الذي نما عليه الثؤلول.
وبشكلٍ مخالف للزوائد الجلدية، لا توجد قاعِدة رفيعة للثآليل تفصلها عن سطح الجلد، إذ تكون للثآليل قاعدة عريضة تربط بين رأس الثؤلول والجلد، ولا ينمو الشعر عادةً على الثآليل.
وبشكلٍ عام يمكن وصف الثآليل بأنها بنى عميقة وأكثر توغلاً في الطبقات العميقة للجلد مقارنةً بالزوائد الجلدية التي تكون أكثر سطحية، الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند علاج وتدبير كل منها.
هل الزوائد الجلدية والثآليل معدية؟
في حال بحثنا في الآلية الإمراضية التي تحدث الزوائد الجلدية من خلالها، فسنجد أن الاحتكاك واضطراب الهرمونات وتقدم الجلد بالعمر العوامل الرئيسية التي تقف وراء حدوثها، ولا تشغل الإنتانات أي حيز في خانة المسببات، ومن هذه النقطة نجد أن الزوائد الجلدية لا تعتبر معدية وإنما تحدث نتيجة تبدل في عوامل شخصية تتعلق بالفرد.
من جهة أخرى، تظهر الثآليل بعد الإصابة بالفيروس الحليمي البشري، ما يدعم الدور الإنتاني لهذه الآفات، وعندئذ قد تكون مصافحة شخص مصاب بالثآليل الراحية، أي الثآليل التي تظهر على راحتي اليدين، أو ممارسة الجنس مع أحد المصابين بالثآليل التناسلية كفيلة بنقل العدوى وظهور الثآليل.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن حساسية الأرتكاريا؟ وكيف تتعامل معها؟
كيف يمكن تمييز الشامة عن كلٍّ من الزوائد الجلدية والثؤلول؟
تمييز الشامة عن الثآليل والزوائد الجلدية أسهل بشكلٍ نسبي، إذ تظهر الشامات في المناطق المعرضة للشمس مثل الذراعين والوجه والظهر، ويعتمد التمييز بشكلٍ رئيسي على اللون، حيث يميل لون الشامات إلى البني، كما تتميز بالنمو البطيء والمنتظم، وبشكلٍ مشابه للزوائد الجلدية من الطبيعي أن تنمو الأشعار على الشامات.
ربما تكون الشامات الأكثر ارتباطاً بالخطورة في أذهاننا إذ يربطها الجميع بحتمية التحول إلى "سرطان الجلد" وهذا غير دقيق، فنادراً ما تتحول الشامات إلى خباثات جلدية في حال تمت حمايتها بشكل جيد من التعرض لأشعة الشمس. ومع ذلك، هناك إمكانية كامنة للتحول والتي نستدل على حدوثها من خلال حدوث مجموعة من التبدلات والتي اختصرت بقاعدة (ABCDE) وهي:
- عدم التماثل (Asymmetry): فإذا رسمنا خطاً في منتصف الشامة لن تنطبق الجهتين.
- الحدود (Border): تشير الحدود الخشنة أو المسننة أو غير الواضحة إلى الخباثة.
- اللون (Colour): يعتبر عدم توحد لون الشامة أحد علامات الخباثة الجلدية.
- القطر (Diameter): يُشك بحدوث الخباثات عند كل آفة يزيد قطرها على 6 مليمترات.
- التطور (Evolving): إذ تميل الآفة غير الحميدة لأن تتغير صفاتها على مدار الوقت.
كيف يتم تدبير كل من الثآليل والزوائد الجلدية؟
في الحالة الطبيعية لا تحتاج الزوائد الجلدية إلى أي علاج ما لم تكن تُسبب الضيق أو الإزعاج، عندئذ قد يرغب الطبيب في إزالتها لإراحة المريض. ومن المهم التنويه بضرورة إزالة الزوائد الجلدية تحت إشراف الطبيب؛ لما قد يكون لإزالتها في المنزل من مضاعفات تشتمل على التقرح والنزف والإزالة غير التامة، ما يضطر المريض إلى اللجوء لإزالتها واستئصالها مرة أخرى.
الأمر كذلك بالنسبة للثآليل الجلدية والتي لا ينصح بإزالتها إلا تحت إشراف الطبيب، مع وجود اختلاف وحيد أن الثآليل قد تزول من تلقاء نفسها في حال عُولجت بالأدوية المضادة للفيروسات، والتي بدورها تقضي على الفيروس الكامن في خلايا الجسم. ومع ذلك توجد العديد من الفوائد لإزالة الثآليل وعلى رأسها تخفيف الحكة وتقليل العدوى.
اقرأ أيضاً: ما هي نصائح أطباء الجلدية لروتين عناية يومية يعزز من صحة البشرة؟
أمّا بالنسبة للخيارات العلاجية، فمن المرجّح أن يبدأ الطبيب بتطبيق الأدوية مثل بودوفيلوكس أو إيميكويمود أو تطبيق حمض ثلاثي كلور أسيتيك والذي يُطبق موضعياً بشكل أسبوعي، وبعد ذلك من المحتمل أن يلجأ الأطباء إلى تجميد الثآليل والزوائد بالنيتروجين السائل ومن ثم إزالتها جراحياً أو عن طريق الكي كهربائياً.