تواصل معنا
Search Open Side Panel

لماذا تزيد السمنة خطورة الإصابة بالإنفلونزا؟

2 دقيقة
لماذا تزيد السمنة خطورة الإصابة بالإنفلونزا؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Maya Kruchankova

كشف بحث حديث كيف يعطل النظام الغذائي الغني بالدهون بكتيريا الأمعاء، بما يؤثر في شدة الإنفلونزا، ويبرز الدور الوقائي لجزيء يسمى الأسيتات. إليك أهم ما عليك معرفته:

  • أدى اتباع نظام غذائي غني بالدهون لدى الفئران إلى السمنة، وزيادة دهون البطن، وارتفاع نسبة السكر في الدم، واخت…

يصاب ملايين الأشخاص سنوياً بالإنفلونزا التي يسببها فيروس الإنفلونزا (أ). يتعافى معظمهم بسرعة، ولكن بالنسبة لبعض الفئات، مثل من يعانون زيادة الوزن، قد تكون عدوى الإنفلونزا أشد وطأة. اعتقد العلماء سابقاً أنه يمكن للنظام الغذائي ووزن الجسم أن يغيرا طريقة مكافحة الجهاز المناعي للعدوى، دون أن يتمكنوا من تحديد الأسباب الدقيقة تماماً. لكن دراسة حديثة نشرتها مجلة الاتصالات الخلوية والإشارات كشفت كيف يمكن للنظام الغذائي الغني بالدهون أن يخل بتوازن بكتيريا الأمعاء، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس الإنفلونزا أ.

اقرأ أيضاً: ما هي المشكلات الصحية التي قد يسببها النقص العالمي في دهون أوميغا 3؟

ماذا يحدث عندما نتناول كمية كبيرة من الدهون؟

بدأ الباحثون بإطعام الفئران أغذية إما متوسطة الدسم وإما عالية الدهون مماثلة لما يستهلكه بعض الناس. على مدار 12 أسبوعاً، أصبحت الفئران التي تتبع النظام الغذائي عالي الدهون تعاني السمنة المفرطة، واكتسبت المزيد من الدهون في البطن، وكان لديها مستويات عالية من السكر في الدم.

الأهم من ذلك، أن النظام الغذائي عالي الدهون سبب تحولاً كبيراً في ميكروبيوم الأمعاء، وهي حالة تعرف باسم خلل التوازن البكتيري. على وجه التحديد، وجد الباحثون زيادة في نسبة بكتيريا "متينات الجدار" إلى بكتيريا العصوانيات، وهي سمة شائعة في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة. لاحظ الباحثون أيضاً انخفاضاً في نشاط الجينات المرتبطة باستقلاب الكربوهيدرات، وهو أمر منطقي نظراً لانخفاض نسبة الألياف والكربوهيدرات في النظام الغذائي، التي تعد المصدر الغذائي الرئيسي للعديد من بكتيريا الأمعاء المفيدة.

أثر هذا النظام الغذائي أيضاً في قدرة البكتيريا المفيدة على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مثل الأسيتات والزبدات والبروبيونات، والتي انخفضت على نحو ملحوظ. لكن هذه الأحماض ليست مجرد نواتج ثانوية، بل تنتقل عبر الدم إلى أعضاء مختلفة، بما فيها الرئتين، حيث تتواصل مع الخلايا المناعية وتساعد على تنظيم مكافحة الالتهابات والدفاعات ضد العدوى.

بعد ذلك، أصاب الباحثون كلا المجموعتين من الفئران بفيروس الإنفلونزا أ، ووجدوا أن الفئران السمينة كانت لديها كميات أعلى بكثير من الفيروس في رئاتها في وقت مبكر بعد الإصابة مقارنة بالفئران النحيفة. كما عانت الفئران السمينة التهاباً رئوياً أكثر حدة واستجابة مناعية أقوى، ما قد يؤدي أحياناً إلى تلف الأنسجة وأعراض أسوأ.

ويشير هذا إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون لا يؤدي إلى تغيير بكتيريا الأمعاء فحسب، بل يضعف أيضاً قدرة الجسم على التحكم في تكاثر فيروس الإنفلونزا وإدارة الالتهاب.

الأسيتات: جزيء وقائي مفقود في السمنة

ونظراً لانخفاض إنتاج الأسيتات في الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً عالي الدهون، تساءل العلماء عما إذا كانت الأسيتات نفسها قادرة على حماية الرئتين من الإصابة بالإنفلونزا.

اختبروا ذلك على عينات من أنسجة رئة بشرية محفوظة في المختبر، فعند معالجتها بالأسيتات، انخفضت مستويات فيروس الإنفلونزا فيها بدرجة ملحوظة مقارنة بالعينات غير المعالجة. ومن اللافت أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الأخرى (الزبدات والبروبيونات) لم تظهر التأثير الوقائي ذاته.

اقرأ أيضاً: ما هي مخاطر تناول أدوية البرد والإنفلونزا دون وصفة طبية؟

كيف تعمل الأسيتات في الجسم؟ 

وفقاً للدراسة، يعتمد التأثير الوقائي للأسيتات على "آلية مزدوجة":

  •  يساعد جزيء الأسيتات على منع الفيروس من دخول الخلايا من الأساس، حيث يرتبط الأسيتات بمستقبل خاص على خلايا الرئة يسمى مستقبل الأحماض الدهنية الحرة 2، فتقل قدرة فيروس الإنفلونزا على دخول خلايا الرئة، ما يخفف حدة العدوى. بينما لم يعمل الأسيتات على خفض مستويات فيروس الإنفلونزا في الخلايا التي تفتقر إلى هذا المستقبل.
  • كما يعزز الاستجابة المناعية داخل الخلايا، حيث وجدت الدراسة أن العلاج بالأسيتات يعزز التعبير عن جينات رئيسية مضادة للفيروسات.

ليس ذلك فحسب، فقد أشارت دراسة حديثة سابقة نشرتها دورية استقلاب الخلايا إلى طريقة جديدة لمكافحة السمنة عبر التلاعب بالميكروبات المعوية من خلال تزويد الغذاء بمركب يسمى "السيليلوز الأسيتيلاتي". يساعد هذا المركب على تعزيز نمو بعض البكتيريا المفيدة التي تحول السكريات إلى أسيتيت وتعيد برمجة استقلاب الجسم لحرق المزيد من الدهون، إذ عند إضافته إلى غذاء الفئران (سواء العادية أم التي تعاني السمنة) لوحظ انخفاض ملحوظ في زيادة الوزن والدهون، دون أن يصاحب ذلك فقدان في الكتلة العضلية أو انخفاض في الشهية.

المحتوى محمي