يترافق السلس البولي مع مستوى عالٍ من الإحراج يطال كامل جوانب الحياة اليومية ويؤثر بها، حيث يعاني مرضى سلس البول من تسرب كميات قليلة من البول أثناء السعال أو العطاس، وفي بعض الأحيان يشكو المرضى من إلحاح بولي شديد ويكادون لا يصلون إلى الحمام في الوقت الملائم.
ينبغي على المرضى اللجوء لمقدم الرعاية الصحية عندما يؤثر السلس بشكل سلبي على جودة حياتهم، أو عندما يُقيد أنشطتهم ويحد من حياتهم الاجتماعية. أما بالنسبة لكبار السن، فيُنصح بعلاج السلس عندما يتكرر بشكل كبير مسبباً زيادة في خطر السقوط لديهم.
اقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحتك بعد سن الخمسين
متى نقول إن الشخص يعاني من سلس البول؟
لا تعتبر كل رغبة مُلحة لدخول الحمام سلساً بولياً، وكذلك الأمر بالنسبة لتسريب البول. ونقول إن الشخص يعاني من السلس البولي عند وجود الأعراض التالية:
- تسريب البول بصورة لا إرادية.
- زيادة عدد مرات دخول المرحاض.
- غياب القدرة على إفراغ المثانة بشكل تام.
- عدم القدرة على الحصول على قسط كافٍ من النوم نتيجة الاستيقاظ المتكرر.
- الشكوى من التعب العام والضعف.
نصائح تُساعد في علاج وتدبير سلس البول
يمكن اللجوء إلى العلاجات الطبيعية قبل استشارة الطبيب حول العلاجات الدوائية المُتاحة، كما يُمكن أيضاً للمرضى دمج كل من العلاجات الطبيعية والعلاجات الموصوفة للحصول على نتائج أفضل. ومن أبرز النصائح التي أثبتت فاعليتها في تخفيف أعراض السلس البولي نذكر ما يلي:
1. ممارسة تمارين قاع الحوض يومياً
تُقوي تمارين قاع الحوض –أو ما تُعرف بتمارين كيجل- العضلات التي تمنع تسرب البول، والتي تكون في حالة ارتخاء أثناء السلس البولي. لكن حصد النتائج يتطلب ممارسة التمارين بشكل صحيح وباستمرارية لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
اقرأ أيضاً: ما هو داء القبلة؟ وكيف يُشخَّص ويُعالَج؟
2. الإقلاع عن التدخين وتجنب الأماكن التي يسبب جوها السعال
يتسرب البول بصورة أكبر أثناء السلس البولي عند السعال، وذلك يعود لأن السعال يزيد الضغط على عضلات قاع الحوض فيزداد التسرب. ويزداد احتمال السعال عند المدخنين أو العاملين في المجالات التي تتضمن استنشاق الغازات نظراً لتخريش الطرق التنفسية.
3. تجنب رفع الأجسام الثقيلة
يزيد رفع الأجسام ذات الأوزان الثقيلة من الضغط المُطبق على عضلات قاع الحوض، ويزداد مع ذلك تسرب البول، فعندما يرتفع الضغط في ظل وجود عضلات مُسترخية يصعب احتواء البول في المثانة ويجد طريقه إلى الخارج، لهذا يُنصح بتجنب رفع أي أجسام ثقيلة عند العلاج لإراحة العضلات والسماح لها بالاستشفاء.
4. الحفاظ على وزن صحي
تؤدي زيادة الوزن دوراً مهماً في إضعاف عضلات قاع الحوض ما يفاقم حالة السلس البولي، نتيجة ضغط الأنسجة الدهنية على المثانة. ولهذا السبب من المرجح أن تتحسن الأعراض لدى المريض بمجرد أن يُخفض وزنه، كما يمكن أن يختفي السلس البولي تماماً في بعض الحالات.
5. تدبير الإمساك بشكل صحي
يزيد الإمساك –أو تراكم البراز في القولون والمُستقيم- الضغط على عضلات قاع الحوض رافعاً معه احتمال حدوث تسرب البول عند مرضى السلس البولي، لهذا يُنصح بعدم تجاهل الرغبة في التبرز أبداً وزيادة تضمين الألياف وممارسة التمارين الرياضية لتحسين حركة الأمعاء وتقليل الإمساك.
6. تقليل تناول الكافيين والكحول والتركيز على الأطعمة الصحية
يُحرض الكافيين الرغبة في دخول الحمام والتبول، فهو يهيج المثانة ويزيد من الإلحاح البولي، لهذا السبب لا تعتبر المشروبات الغنية بالكافيين الخيار الأفضل لمن يعاني من السلس البولي، ويُنصح بالاعتماد على المشروبات منزوعة الكافيين أثناء فترة العلاج. الأمر ينطبق أيضاً على الكحول، حيث يُعتبر الكحول مُدراً للبول ويزيد حالة السلس البولي سوءاً.
بالمقابل من المفيد أيضاً تجنب الأطعمة الحارة والحامضة مثل الكاري والحمضيات، لأنها تُهيج المثانة وتؤدي بذلك إلى تفاقم تسرب البول وأعراض سلس البول الأخرى.
7. عدم إهمال شرب الماء
قد يستغرب البعض من هذه النصيحة، فكيف للشخص الذي يعاني بالأصل من الرغبة المتكررة بالتبول ومن تسرب كميات قليلة من البول أن يُنصح بعدم إهمال شرب الماء؟ الإجابة تكمن بأن الحد من السوائل يجعل سلس البول أسوأ لأنه يضعف المثانة، أي يُضعف قدرتها على التحمل وبذلك تُصبح حساسة أكثر لأقل كمية من البول.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل لفهم مرض البواسير والتمييز بينه وبين الشقوق الشرجية
من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي إهمال شرب الماء إلى الإمساك، وكما ذكرنا أعلاه يؤدي الإمساك دوراً سلبياً واضحاً بما يخص السلس البولي، لهذا ينبغي شرب من 6-8 أكواب من الماء يومياً، ما لم ينصحك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بخلاف ذلك، ففي النهاية لكل مريض تاريخ طبي خاص به وحالة طبية فردية.