كيف تتم العناية بالقدمين عند مرضى السكري؟

تبدأ معظم مشكلات داء السكري صغيرةً لتكبر وتتفاقم عند إهمالها، ولا يقتصر علاج مرض السكري على تناول الإنسولين بانتظام فحسب، إذ تتطلب إدارته عناية مستمرة لتجنب المضاعفات المحتملة للإصابة به كالاعتلال العصبي المحيطي والحماض الكيتوني السكري وأمراض الكليتين وارتفاع ضغط الدم والتبدلات البصرية. وعلى رأس هذه المضاعفات نذكر التبدلات الجلدية وإصابة القدمين والتي بدورها تحمل خطورة كامنة ألا وهي بتر الطرف إن لم تُدبر بالشكل السليم.

ونظراً لوجود العديد من الأمور التي تقع إدارتها على عاتق مريض السكري، من فحص سكر الدم وتناول الأدوية الخافضة للسكر لإعداد طعام صحي وإيجاد الوقت لممارسة بعض النشاط البدني والذهاب إلى مواعيد الطبيب، يصعب إيجاد الوقت اللازم للاعتناء بالقدمين، لكن الرعاية اليومية بها هي واحدة من أفضل الطرق للوقاية من مضاعفات إهمالها.

لماذا يسبب داء السكري تورماً في القدمين؟

عادةً ما تحدث الوذمة أو التورم عندما تبدأ السوائل بالتراكم في الأنسجة، إما نتيجةً للنظام الغذائي مرتفع الصوديوم أو نتيجةً للبقاء في وضعية معينة لفترة طويلة جداً، وحتى تعتبر التغيرات الهرمونية مسؤولة عن بعض حالات الوذمة.

سبب آخر للوذمة هو مرض السكري، ففي حين أن مرض السكري بحد ذاته لا يلحق الضرر بالدورة الدموية للطرفين السفليين، إلا أن المستويات المرتفعة من السكر قد تلحق الضرر بالأوعية الدموية مسببةً تلفاً في بطانتها، ما يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وزيادة ارتشاح السوائل. ومن العوامل التي تزيد من تورم القدمين عند مرضى السكري:

البدانة وزيادة الوزن.
أمراض الأوعية واضطرابات الدوران.
القصور الوريدي.
الأمراض القلبية.
المشكلات الكلوية.
بعض الأدوية.

نصائح لتجنب حدوث تورم في القدمين عند مرضى داء السكري

يتوجب عدم التردد في اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في حال لاحظت أي علامات تورم في قدميك، كما يمكنك اتباع هذه النصائح للمساعدة في تجنب وتحديد تورم القدمين:

ارتدِ الجوارب الضاغطة.
حافظ على القدمين في مستوى أعلى من الجسم أثناء الجلوس المطول.
لا تخش شرب الماء فهو لا يزيد من الوذمة، بل على العكس، كلما ازدادت كمية الماء التي تتناولها كلما قل احتفاظ جسمك بها وازداد طرحها عبر الكليتين ما يقلل من تورم القدمين.
قلل من استهلاكك للملح.
لا تنسَ المغنيسيوم: فهذا المعدن يساعد على تنظيم وظائف الأعصاب وضبط مستويات السكر في الدم.
تجنب نمط الحياة الخامل: من المفضل ممارسة بعض النشاط البدني نظراً لكونه ينشط من الدورة الدموية للقدمين ويحسنها.
حاول خسارة بضعة كيلوغرامات: فكلما نَقُص الوزن قلّ الجهد المُطبق على القدمين.
احرص على ارتداء أحذية مُريحة لقدميك.
احصل على تدليك للقدمين: إذ لا يقتصر تأثير التدليك على الشعور بالرضا فحسب، بل يساعد في تحسين الدورة الدموية وتحفيز تدفق الدم في الأطراف وبالتالي تقليل الألم المرتبط بتورم القدمين.

أقدام مرضى السكري ليست حساسة للألم كما يجب

يعاني نحو نصف مرضى السكري من تلف في الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تكون أعصاب اليدين والقدمين أولى الأعصاب التي تتأثر، ويترتب على ذلك اضطراب وتشوش الحس وفقدان الإحساس بنهايتي اليدين والقدمين في المراحل المتقدمة. كما تظهر بعض الأعراض الأخرى كالتنميل والوخز والألم الحارق عند البعض، وبشكل عام يقلل الاعتلال العصبي من القدرة على الشعور بشتى أنواع الأحاسيس الفيزيائية كالألم والحرارة والبرودة.

وعلى الرغم من أن الحياة بدون ألم تبدو جيدة، إلا أن الشعور بالألم نعمة خفية، فالألم هو طريقة الجسم في إخبارك بوجود خطأ ما حتى تتمكن من الاعتناء بنفسك. فإن لم تكن قادراً على الشعور بالألم في قدميك، فلن تلاحظ حدوث الجروح أو الحروق أو ظهور البثور والتقرحات، الأمر الذي يجعل المشكلات الصغيرة خطيرة لتأخر اكتشافها وبالتالي تأخر تقديم العلاج.

العناية بالقدمين عند مرضى داء السكري

أهم ما يمكنك القيام به لمنع تفاقم اعتلال الأعصاب هو الحفاظ على قيم سكر الدم ضمن المستويات الطبيعية، كما يمكن أن تساعد عادات إدارة مرض السكري الجيدة الأخرى أيضاً، وهي:

الحد من التدخين الذي يسيء للدورة الدموية.
ضبط ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الجسم.
دعم نظامك الغذائي بفيتامين "ب 12" الذي يُحسن من صحة الأعصاب وأدائها.
ممارسة النشاط البدني لمدة 10-20 دقيقة يومياً.
الحرص على فحص القدمين يومياً بحثاً عن أي جروح أو احمرار أو تورم أو تقرحات.
غسل القدمين يومياً بالماء الدافئ وليس الساخن، مع تجنب ترك القدمين لوقت طويل في الماء وتجفيف القدمين جيداً بعد ذلك.
تجنب المشي بقدمين حافيتين والحرص على ارتداء أحذية مريحة حتى في الداخل لتجنب الإصابة.
تقليم أظافر القدمين بشكل منتظم والتأكد من سلامتها ومن عدم وجود أي تسمك أو اصفرار في الظفر.
تجنب إزالة مسامير اللحم بنفسك.

متى يُنصح مريض السكري باستشارة الطبيب بخصوص قدميه؟

تعتبر بعض العلامات منذرة بحدوث مضاعفات يكون المريض بغنى عنها، كفقدان الإحساس غير العكوس وحتّى بتر الأصابع أو القدم كاملةً في بعض الأحيان. ولذلك يُفضل مراجعة مقدم الرعاية الصحية في حال ظهور أي من التالي:

ألم مفاجئ في الساقين أو تقلصات في الفخذين أو عضلة الكاحل أثناء النشاط البدني.
شعور بالوخز أو الألم الحارق في القدمين.
فقدان حاسة اللمس أو القدرة على الشعور بالحرارة أو البرودة كالسابق.
تغير في شكل القدمين.
تساقط أشعار الساقين والقدمين.
جفاف الجلد وتقشره.
تغير في لون القدمين أو درجة حرارتهما.
تسمك الظفر أو تبدل في لونه.
حدوث الالتهابات الفطرية المتكررة.
ظهور قرحة حمراء أو سوداء اللون على أحد أصابع القدمين.