ما الفرق بين الروماتيزم والروماتويد؟

ما الفرق بين الروماتيزم والروماتويد؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ NAR studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

شُخّص يافع بالروماتويد وعاد إلى منزله ليخبر عائلته بالتشخيص، وإذ بخالة أمه تستنكر التسمية ساخرةً من قلة معرفته وتخبره أن المرض يُسمى “روماتيزم” ولا نحتاج لإتمام القصة لنخبركم أنها لم تقبل أن تناقشه حتى. لربما تكون هذه القصة القصيرة مثالاً بسيطاً عن الأخطاء الشائعة بما يتعلق بالتسمية الطبية، وعلى الرغم من أنها تبدو طرفة ممتعة فإنها قد تسبب مشكلة في حال لجأ اليافع نفسه إلى طبيب آخر، بعد أن أخذ بالكلام غير المدقق، وفي سياق أخذ التاريخ المرضي أخبر اليافع طبيبه أنها مصاب بالروماتيزم على سبيل المثال.

بعض هذه الأخطاء ناجم عن قلة المعرفة وبعضها الآخر عن اعتماد اللغة العامية المحكية وعدم الرجوع إلى المصطلح الصحيح طبياً، وحتى تكون مسلحاً بالعلم في المرة المقبلة التي يُخطأ فيها بين مصطلحي “الروماتويد” و”الروماتيزم” إليك الفرق بينهما في هذا المقال.

اقرأ أيضاً: ما مضاعفات مرض السكري على المفاصل والعظام وكيف يتم علاجها؟

ما هو الروماتيزم؟

الروماتيزم ليس مرضاً أو داءً أو متلازمة، وإنما هو مصطلح شامل يشمل مجموعة متنوعة من الأمراض التي تؤثر في الجهاز الهيكلي والعضلي، مثل العظام والمفاصل والأوتار العضلية والعضلات، والتي تتشارك غالبيتها بوجود آلام شديدة في المفاصل نتيجة تآكل الغضروف، وتزداد هذه الآلام سوءاً عندما لا يُدبر المرض الرئيسي بشكل جيد.

ما أمراض الروماتيزم؟

يشمل الروماتيزم طيفاً واسعاً من الأمراض، بعضها يتعلق بالعمر ونمط الحياة لكن غالبيتها مناعية الطبيعة، ومن أبرزها نذكر:

  • هشاشة العظام: تعتبر هشاشة العظام أشيع أمراض الروماتيزم، وغالباً ما تكون أعراضها صامتة وقد تقتصر على آلام في الأطراف، وقد تكون الكسور أولى تظاهرات هشاشة العظام. 
  • التهاب المفاصل الرثوي: أو ما يُعرف بـ “الروماتويد” وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، كما أنه عضو شرف سنتوسع في الحديث عنه لاحقاً في المقال.
  • الألم العضلي الليفي: يسبب هذا المرض ألماً معمماً في كامل أنحاء الجسم، لهذا السبب يشار إليه باسم داء الألم المنتشر أيضاً، وله مجموعة من الأعراض التي تشمل اضطراب النوم والإرهاق والتعب والاضطراب العاطفي والعقلي أحياناً.
  • النقرس أو داء الملوك: النقرس هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الناجم عن تراكم بلورات حمض البول في المفاصل، وعادة يكون أول مفصل يصاب إبهام القدم.
  • اعتلال المفاصل عند الأطفال: والذي غالباً ما يكون التهابي الطبيعة حيث يشكو الطفل من ألم شديد وتيبس صباحي يستمر أكثر من 30 دقيقة، مع تورم المفصل وتحدد حركته في المراحل المتقدمة.
  • الذئبة الحمامية الجهازية: في الذئبة الحمامية، يهاجم الجهاز المناعي للجسم الأنسجة والأعضاء الداخلية للجسم، وتعتبر التظاهرات العضلية الهيكلية وإصابة المفاصل شائعة للغاية في هذا المرض.

اقرأ أيضاً: فرقعة المفاصل ليست خطيرة، وهذه هي أسبابها

ما هو الروماتويد أو التهاب المفاصل الرثوي؟

ينتمي التهاب المفاصل الرثوي أو الروماتويد إلى عائلة أمراض الروماتيزم، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية يشمل حدوث التهاب مزمن يؤثر في المفاصل بالدرجة الأولى، إلا أن مضاعفاته تطول أبعد من ذلك، حيث يتأثر الجلد والعينان والقلب والأوعية الدموية والرئتان بهذا المرض أيضاً، ما قد يجعل المريض تحت خطر حدوث إصابات متعددة المستوى في حال أُهمل التدبير.

وعند البحث في الآلية الإمراضية للروماتويد، لا ينجح الأطباء دائماً في تحديد سبب دقيق يُفسر الإصابة. وعلى الرغم من أن العامل الوراثي يؤدي دوراً مهماً في تطويره، فإن الجينات لوحدها لا تسبب الإصابة وإنما تجعلك أكثر عرضة للتفاعل مع العوامل البيئية والعوامل الممرضة كالفيروسات والجراثيم والتي تؤدي إلى ظهور المرض.

كيف يتظاهر الروماتويد؟

على الرغم من أن الروماتويد وهشاشة العظام يصنفان معاً من أمراض الروماتيزم، فإنهما يختلفان بالآلية المرضية والضرر الحاصل، ففي هشاشة العظام تكون الأذية فيزيائية وتنجم الأعراض عن انهدام الفقرات وتآكل السطوح المفصلية، أما في الروماتويد فيحدث التهاب في بطانة المفصل ما يتسبب في البداية بحدوث تورم مؤلم ينتهي إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل. وتتضمن أبرز أعراض الروماتويد الأخرى ما يلي: 

  • ألم في المفاصل وتورمها واحمرارها.
  • الشكوى من تيبس في المفصل والذي عادةً ما يكون أسوأ في الصباح.
  • تعب وارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية.

تتباين أعراض الروماتويد في شدتها وتتميز بوجود هجمات تتناوب مع فترات هجوع نسبي للأعراض، ومع مرور الوقت وعند تكرار الهجمات يمكن أن يسبب الروماتويد في النهاية تشوه المفاصل.

اقرأ أيضاً: هل تؤدي فرقعة الأصابع إلى التهاب المفاصل؟

ما المفاصل التي يصيبها الروماتويد؟

يميل الروماتويد في المراحل المبكرة إلى إصابة المفاصل الصغيرة أولاً، وبشكل خاص السلاميات أي المفاصل التي تربط أصابع اليد بجسم اليد وأصابع القدم بجسم القدم، وعادةً ما تكون الإصابة ثنائية الجانب أي تحدث الإصابة في أصابع كلتا اليدين بالشدة نفسها، وهذا يعود للطبيعة المناعية للمرض. ومع تقدم المرض، تنتشر الإصابة لتصل إلى الرسغين والكاحلين والمرفقين والركبتين ومفصلي الورك والكتفين. من جهة أخرى، يشكو 40% من مرضى الروماتويد من أعراض خارج مفصلية تشمل الجهاز القلبي الوعائي والرئتين والعينين والجلد، بالإضافة إلى الجهاز العصبي والكليتين.

عوامل خطر الإصابة بالروماتويد

تتضمن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالروماتويد ما يلي:

  • الجنس: حيث تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد مقارنة بالذكور.
  • العمر: يمكن للروماتويد أن يحدث في أي عمر إلا أنه أكثر شيوعاً عند اليافعين والشباب.
  • التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بالروماتويد في حال كان أحد أفراد العائلة مصاباً، حيث يؤدي العامل الوراثي دوراً مهماً في زيادة القابلية للتفاعل مع العوامل البيئية والمرضية وتطوير الإصابة.
  • التدخين: يزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة بالروماتويد.
  • البدانة: تؤدي زيادة الوزن دوراً إلى حد ما في زيادة خطر حدوث الروماتويد وخاصةً عند الأشخاص المؤهبين.

اقرأ أيضاً: 9 أسباب محتملة لآلام المفاصل والكسور القديمة في برد الشتاء

ختاماً، يمكن تلخيص العلاقة والفرق بين الروماتيزم والروماتويد بأن الروماتيزم هو دائرة كبيرة تشمل مجموعة متنوعة من الأمراض وأحد هذه الأمراض هو الروماتيود، فهو يشكل إذاً جزءاً من هذه الدائرة وليس كلها، لهذا السبب لا يمكن أن نقول إن مريض الروماتيزم هو حتماً مريض روماتويد، بينما نستطيع القول إن كل مريض روماتويد هو مريض روماتيزم.