ماذا نعرف عن الفيروس الرئوي البشري (HMPV) الذي ينتشر في الصين؟

4 دقيقة
حقوق الصورة: shutterstock.com/crystal light

شهدت الصين انتشاراً جديداً للفيروس الرئوي البشري (HMPV)، فما هو هذا الفيروس، وماذا نعرف عنه وهل يهدد بانتشار وباء جديد؟ 

ما هو الفيروس الرئوي البشري (HMPV)؟

يسمى أيضاً باسم فيروس الميتانيمو البشري، أو الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري (Human metapneumovirus)، تعرّف العلماء إليه أول مرة عام 2001 في هولندا، وهو فيروس يتكون من سلسلة وحيدة من الحمض النووي الريبوزي، ما يعني أنه قد يخضع لطفرات وتنشأ عنه متحورات بدرجة أكبر. تسبب الإصابة بهذا الفيروس أعراضاً مشابهة لنزلات البرد الشائعة، وقد تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي، ولكنه قد يسبب أحياناً التهابات الجهاز التنفسي السفلي مثل الالتهاب الرئوي أو نوبات الربو، أو تفاقماً في حالة مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وتزداد حالات الإصابة بالفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري عموماً في فصل الشتاء وأوائل الربيع. يصاب عادةً معظم الأشخاص بهذا الفيروس قبل بلوغهم 5 سنوات، لكن يمكن الإصابة به مرة أخرى، غير أن الأعراض تكون خفيفة مقارنةً بالإصابة الأولى.

اقرأ أيضاً: ما قصة المرض إكس الذي يرعب الجميع؟ وكيف يمكن الاستعداد له؟

ما مدى شيوع الإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟

يعد الفيروس الرئوي البشري من الفيروسات الشائعة، ويمكن الإصابة به عدة مرات في الحياة، ويشكّل الفيروس الرئوي البشري نحو 10% من الحالات المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال. 

ما أعراض الإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟

تشمل معظم أعراض الفيروس الرئوي البشري ما يلي:

  • السعال.
  • احتقان الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • الحمى.
  • التهاب الحلق.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.

قد يعاني البعض أعراضاً أكثر خطورة، أبرزها ما يلي:

  • نوبات الربو.
  • صعوبة في التنفس.
  • التعب.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • التهاب القصيبات الحاد.
  • الالتهاب الرئوي.
  • عدوى التهاب الأذن الوسطى والدوخة.

اقرأ أيضاً: هل «يختبئ» فيروس كورونا في أجسامنا؟

كيف ينتقل الفيروس الرئوي البشري؟

ينتشر الفيروس الرئوي البشري (HMPV) من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالفيروس أو التعرض للسعال أو العطاس أو التقبيل من قبل شخص مصاب، أو من خلال الاحتكاك مع الأجسام الملوثة بالفيروس كسطح طاولة أو هاتف، ومقابض الأبواب، ولوحات المفاتيح، ومن الممكن أن ينتقل من خلال ألعاب الأطفال الملوثة والمشتركة بين طفل مصاب وطفل سليم.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟

يمكن أن يسبب الفيروس الرئوي البشري المرض لأي شخص، لكن يزداد خطر الإصابة في الحالات التالية:

  • الأطفال تحت الـ 5 سنوات وخصوصاً الأطفال الذين وُلدوا قبل موعدهم (الخدّج)، وكبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 65 سنة.
  • من يمتلكون جهازاً مناعياً ضعيفاً بسبب استهلاك أدوية تثبيط المناعة عند إجراء عملية زراعة أعضاء مثل الكلية، وفي حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ومرضى السرطان، والمصابون بأمراض المناعة الذاتية.

كيف يشخص الأطباء الإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟

يشخّص الكادر الطبي حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري من خلال ملاحظة الأعراض والاطلاع على التاريخ الصحي، ومن الممكن أن يطلبوا مسحة لأخذ عينة مفرزات من الأنف أو البلعوم، للتأكد من الإصابة باستخدام تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لكشف الحمض النووي للفيروس، أو القيام بالاختبارات المصلية المناعية الخاصة بالفيروس. 

قد يطلب المختصون إجراء تنظير القصبات الهوائية أو إجراء تصوير بالأشعة السينية للصدر بحثاً عن التغييرات ضمن مجاري الهواء في الرئتين وتقييم شدة الإصابة.

اقرأ أيضاً: ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟

كيف يعالج الكادر الطبي حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟

لا تتوفر أدوية مضادة للفيروسات متخصصة بالفيروس الرئوي البشري حالياً، لكن معظم المصابين يتعافون في غضون أسبوع من الراحة في المنزل والبقاء في أوساط دافئة، مع التزود بالسوائل. لكن قد تحتاج بعض الحالات الشديدة دخول المستشفى، حينها يتضمن العلاج ما يلي:

  • العلاج بالأوكسجين: أي توفير تنفس مستقر عند وجود صعوبة في التنفس، من خلال تركيب أنبوب أوكسجين في الأنف أو وضع قناع أوكسجين على الوجه.
  • إعطاء السوائل الوريدية: تساعد السوائل الوريدية في الحفاظ على ترطيب الجسم ومنع الجفاف.
  • إعطاء أدوية مضادة للالتهاب: ومن أبرزها الستيرويدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات) التي تقلل شدة الالتهاب وتخفف حدة بعض الأعراض.

من المهم عدم أخذ المضادات الحيوية لعلاج هذا المرض دون استشارة الطبيب، فالمضادات الحيوية لا تفيد في القضاء على الفيروسات، بل هي لعلاج الأمراض التي سببها البكتيريا. لكن في حال رأى الطبيب أن ثمة خطراً للإصابة بالتهاب بكتيري بعدوى ثانوية مع الإصابة بالفيروس الرئوي البشري، قد يصف حينها بعض المضادات الحيوية.

ما هي طرق الوقاية من الفيروس الرئوي البشري؟

يمكن تقليل خطر الإصابة بالفيروس الرئوي البشري والفيروسات التنفسية المعدية عموماً من خلال اتباع النصائح التالية

  • غسل اليدين بالماء والصابون على نحو متكرر مدة 20 ثانية على الأقل. 
  • استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول عند لمس المرافق العامة مثل مقابض الأبواب.
  • تغطية الأنف والفم بالمرفق عند العطاس أو السعال لمنع إصابة الآخرين بالعدوى.
  • تجنب الوجود في الأماكن المغلقة والمزدحمة، خصوصاً عند وجود مرضى.
  • ارتداء قناع الوجه لتقليل خطر إصابتك في وسائل النقل العامة، ولتقليل خطر تسبُّبك بالعدوى لغيرك في حال كنت مصاباً.
  • تجنب لمس الوجه والعينين والأنف والفم.
  • عدم مشاركة الطعام أو الأدوات المستخدمة في الأكل مثل الشوك والملاعق والأكواب مع الآخرين.

اقرأ أيضاً: مناعة فطرية: فيروسات البرد تحمي من فيروس كورونا

لماذا أصبح الفيروس الرئوي البشري مثيراً للقلق الدولي؟

شهدت الصين ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري، ما أدى إلى ظهور تقارير عن اكتظاظ المستشفيات، ومخاوف عامة بشأن تفشي المرض. حيث انتشر الفيروس في المقاطعات الشمالية الصينية بدرجة كبيرة بين الأطفال. لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية صرحت يوم الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2025 أن التهابات الجهاز التنفسي الناجمة عن هذا الفيروس أو غيره تصل إلى ذروتها خلال فصل الشتاء، وأن هذه الزيادة هي متوافقة مع الزيادة الموسمية للأمراض. 

لم تصنف منظمة الصحة العالمية هذا الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع عدد الحالات دفع السلطات الصينية إلى تعزيز أنظمة المراقبة، ووفقاً لبيان صادر عن وكالة الأنباء الصينية شينخوا في 6 يناير/كانون الثاني 2025، كشفت الهند عن وجود حالتين من الفيروس الرئوي البشري في ولاية كارناتاكا جنوب الهند، ما يستدعي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة على المستوى الإقليمي لمنع انتشار الفيروس وتفادي تكرار سيناريو كوفيد-19.

المحتوى محمي