للراغبات في إنجاب الأطفال، قد يؤدي اختبار الحمل الإيجابي للشعور بالسعادة، إلا أنه في حالات نادرة قد يكون هذا الابتهاج سابقاً لأوانه، لأنه من الممكن للحمل أن يحدث خارج الرحم. لا تشعر الأم بالحمل خارج الرحم، وقد يسبب التشخيص صدمة عاطفية لها لدى مواجهتها بخيار الجراحة أو الدواء لإزالة الجنين. تجنباً للصدمة ولتحديد الخيار الأقل إيلاماً لها، لا بُدّ لكل أم مستقبلية من التعرف على الحمل خارج الرحم وأعراضه.
كيف يحدث الحمل خارج الرحم؟
في الحمل الطبيعي، تنتقل البويضة من أحد المبيضين عبر قناة فالوب إلى الرحم، حيث يتم تخصيبها في مكان ما ضمن القناة قبل أن تصل إلى الرحم وتلتصق ببطانته. أما في الحمل خارج الرحم، تنمو البويضة بعد تخصيبها خارج الرحم، في بنية لا تدعم نموها مثل قناة فالوب، وهي الحالة الأكثر شيوعاً وتُعرف بالحمل البوقي، أو في المبيضين أو في الجزء السفلي من عنق الرحم.
بينما يمكن للرحم أن يتمدد ويتوسع مع نمو الجنين، فإن قناة فالوب أو غيرها من البنى التي قد تنمو فيها البيضة المخصبة ليست مرنة، وقد تنفجر مع تقدم الحمل، ما يسبب حدوث نزيف خطر مهدد للحياة.
اقرأ أيضاً: ما هي الأدوية التي يمكن تناولها بأمان أثناء الحمل؟ وما هي التي يجب تجنبها تماماً؟
هل يستمر الحمل خارج الرحم؟
من المهم ملاحظة أنه مهما نمت البويضة، فإنها ليست قابلة للحياة دون توفر الشروط الملائمة، بعبارة أخرى، لن تتمايز البويضة إلى جنين يمكنه العيش داخل الجسم في حالة الحمل خارج الرحم، وذلك لأن البويضة لن تحصل على احتياجاتها من الدعم والعناصر الغذائية اللازمة للنمو. وفقاً للأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة (AAFP)، يحدث الحمل خارج الرحم بمعدل 19.7 حالة لكل 1000 حالة حمل في أميركا الشمالية، ويعد سبباً رئيسياً لوفيات النساء الحوامل خلال الثُلث الأول من الحمل.
الفرق بين أعراض الحمل الطبيعي وأعراض الحمل خارج الرحم
ما إن تحمل المرأة ستبدأ بعض علامات الحمل الطبيعية بالظهور، وتتضمن:
- آلام في الثديين.
- تشنج وألم في الظهر.
- انتفاخ البطن.
- القيء والغثيان.
- كثرة التبول.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- تقلب المزاج.
- الصداع.
- الإمساك.
غالباً لا تستطيع المرأة أن تميّز بين أعراض الحمل خارج الرحم والحمل الطبيعي لتشابههما، حتى إن بعض النساء قد لا يلاحظن حملهن خلال أول أسبوعين في الحمل، إلا أنه وفقاً لخبراء موقع هيلث لاين، يترافق الحمل خارج الرحم بمجموعة من الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب، بما في ذلك:
- الغثيان والألم في الثدي.
- موجات ألم في البطن أو الحوض أو الكتف أو الرقبة.
- نزيف مهبلي خفيف إلى متوسط الشدة.
- ألم حاد في أحد جانبي البطن.
- الدوار والإغماء.
- التهاب المستقيم.
اقرأ أيضاً: كيف يتم حساب فترة الحمل بالأسابيع والشهور؟ وكيف يتم تحديد موعد الولادة؟
مَن هن النساء المعرضات للحمل خارج الرحم؟
قد تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم مع أعراض الحمل الطبيعي، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص إصابة المرأة بالحمل خارج الرحم، ومنها:
- حمل سابق خارج الرحم.
- تاريخ مرضي للإصابة بمرض التهاب الحوض؛ وهو عدوى قد ينتج عنها تشكل أنسجة ندبية في قناتي فالوب والرحم والمبيض وعنق الرحم.
- الالتصاق نتيجة العمل الجراحي في قناتي فالوب أو أحد أعضاء منطقة الحوض، مثل عملية ربط البوق.
- الإصابة بإحدى حالات العقم.
- التلقيح الصناعي.
- الأمراض المنقولة جنسياً، مثل الكلاديميا (Chlamydia) أو السيلان (Gonorrhea).
- التقدم في العمر، حيث تزداد فرص الإصابة لدى النساء فوق سن الـ35 عاماً.
اقرأ أيضاً: خطوة الحمل الأولى: دليلك العلمي الشامل لأعراض تلقيح البويضة
هل يظهر الحمل خارج الرحم في التحليل المنزلي؟
بشكل عام تعتمد الاختبارات المنزلية في الكشف عن الحمل على وجود هرمون (HCG) موجه الغدد المشيمية البشري في البول أو الدم، وهو هرمون تفرزه المشيمة أثناء الحمل ويحفّز إفراز هرمون البروجسترون عن طريق المبايض، حيث يمكن الكشف عنه خلال نحو 10 أيام بعد انقطاع الدورة أو أقل. نظراً لأن إنتاج الهرمون يستمر بغض النظر عن كون الحمل طبيعياً أو خارج الرحم، فإن نتيجة اختبار الحمل المنزلي ستكون إيجابية، ولن توضح الحمل خارج الرحم. كما أن اختبار الحمل السلبي لا يستبعد بشكل مطلق الإصابة بالحمل خارج الرحم، إذ قد يكون من السابق لأوانه ببساطة اكتشاف هرمون (HCG) في بول الأم أو دمها.
تشخيص الحمل خارج الرحم
قد لا تساعد الأعراض العامة بتأكيد الإصابة بالحمل خارج الرحم، أو اختبار الحمل المنزلي، لكن يمكن في حال الاشتباه بالإصابة مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة. يعتمد الطبيب المختص على إجراء اختبار الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، حيث يتم إدخال مسار رفيع في المهبل، وتحديد صور للهياكل الداخلية بالأمواج فوق الصوتية، كوجود البيضة المخصبة في مكان آخر خارج بطانة الرحم. كما قد يشير انخفاض مستوى هرمون (HCG) إلى أن الحمل يزول من تلقاء نفسه. وقد يلجأ بعض الأطباء لإدخال منظار في البطن عبر شق صغير أسفل السرة لتأكيد الإصابة بالحمل خارج الرحم.
ما لون الإفرازات في الحمل خارج الرحم؟
يترافق الحمل منذ بدايته وخلال جميع المراحل بإفرازات مهبلية، وأي تغير في لونها أو كميتها قد يشير إلى حالة صحية معينة، حيث يترافق الحمل خارج الرحم بإفرازات ذات لون بني مائل للوردي هي عبارة عن دم قديم، وبشكل خاص عندما يحدث الحمل البوقي في قناة فالوب، كما أشار البحث المنشور في دورية "طبيب الأسرة الأميركية" (American Family Physician). قد لا تكون الإفرازات البنية مدعاة للقلق دائماً، إلا أنه يجب زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة.
اقرأ أيضاً: متى يشكل المغص خطراً حقيقياً على الحامل؟ وما هي أسباب حدوثه؟
في معظم الحالات تتمكن الحامل من تدارك مخاطر الحمل خارج الرحم، واتخاذ الإجراء العلاجي المناسب الذي يحدده لها الطبيب، إلا أن هذا لا ينفي أنها تجربة مؤلمة جسدياً وعاطفياً، لذا وقبل أن ينتابك الخوف من عدم القدرة على الإنجاب مرة أخرى في المستقبل، عليكِ أن تمنحي نفسك بعض الوقت للشفاء الجسدي والعقلي قبل محاولة الحمل مرة أخرى.