تواصل معنا
Search Open Side Panel

الوزن ومخاطر الوفاة: حين تكون النحافة نذيراً للخطر

3 دقيقة
الوزن ومخاطر الوفاة: حين تكون النحافة نذيراً للخطر
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

تشير دراسة دنماركية حديثة إلى أن النحافة قد تمثل خطراً أكبر على الصحة، يتجاوز أحياناً المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن المعتدلة. إذ من خلال تتبع العلاقة بين الوزن ومعدل الوفيات لدى أكثر من 85 ألف مشترك، توصل الباحثون إلى النتائج التالية:

  • الأفراد المصنفون ضمن فئة النحافة كا…

لم تعد معايير الوزن الصحي بسيطة كما اعتدنا، فبينما ينشغل كثيرون بخسارة الغرامات الزائدة، تظهر نتائج دراسة دنماركية حديثة أن النحافة المفرطة قد تكون أشد خطراً من حمل بضعة كيلوغرامات إضافية، خصوصاً لدى كبار السن.

إلى ماذا توصلت الدراسة الدنماركية؟

تعد السمنة ونقص الوزن مشكلتين عالميتين ترتبطان باضطرابات المناعة والتمثيل الغذائي وسوء التغذية والأمراض المزمنة، لذا يساعد فهم العلاقة بين الوزن والوفيات الناس على اتخاذ قرارات صحية واقعية حول الوزن المثالي، خصوصاً في مرحلة الشيخوخة؛ حيث تتغير بنية الجسم والدهون.

انطلاقاً من هذا الهدف، درس باحثون من مركز ستينو للسكري في آرهوس، في مستشفى جامعة آرهوس الدنماركية، العلاقة بين وزن الجسم وخطر الوفاة المبكرة باستخدام مؤشر كتلة الجسم.

مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس يربط بين الوزن والطول لتحديد ما إذا كان وزن الشخص ضمن النطاق الصحي:

  •  إذا كان المؤشر بين 18.5 و25، فهذا يعد وزناً طبيعياً.
  •  إذا كان أقل من 18.5، يعتبر الشخص نحيفاً أو يعاني نقصاً في الوزن.
  •  إذا كان بين 25-30، يصنف الفرد على أنه يعاني زيادة في الوزن.
  •  إذا كان 30 أو أكثر، يعد الشخص في حالة سمنة.

 تابع الباحثون أكثر من 85,761 شخصاً من الدنمارك (81.4% منهم نساء) بمتوسط عمر 66.4 سنة مدة خمس سنوات، وقسموا المشاركين إلى مجموعات بحسب مؤشر كتلة الجسم، ليحددوا أي مجموعة حدثت فيها الوفيات بنسبة أكبر. وكانت المجموعات لأفراد يتصفون بـ:

  • نقص وزن.
  • وزن طبيعي.
  • وزن زائد.
  • سمنة.

أظهرت نتائج الدراسة التي عرضها الباحثون في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD)، ما يلي:

  • الأفراد الذين يعانون نقصاً في الوزن كانوا أكثر عرضة للوفاة بنحو 2.73 مرة مقارنة بالأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم يقع بالقرب من أعلى النطاق الصحي (مؤشر كتلة الجسم بين 22.5– وأقل من 25.0).  
  • أصحاب مؤشر كتلة الجسم في أدنى ووسط نطاق الوزن الطبيعي (18.5 وأقل من 20 و22.5)، واجهوا خطر وفاة أعلى يصل إلى الضعف.

لم يكن أصحاب الوزن الزائد، الذين يتراوح مؤشر كتلة جسمهم بين 25 وأقل من 30، وحتى السمنة الخفيفة (30.0 إلى أقل من 35.0) أكثر عرضة للوفاة من أولئك الذين يقعون في الفئة السكانية المرجعية.

الأفراد الذين يبلغ مؤشر كتلة جسمهم 40 فأكثر (المصنفون على أنهم يعانون سمنة مفرطة) أكثر عرضة للوفاة بأكثر من الضعف (2.1 مرة) مقارنة بالفئة السكانية المرجعية.

بعبارات أوضح، يمكن القول إن الأشخاص الذين يقعون ضمن نطاق "نقص الوزن" كانوا معرضين لخطر وفاة يقارب ثلاثة أضعاف مقارنة بمن كان وزنهم أعلى من نطاق "الطبيعي".

اقرأ أيضاً: شرب الماء بانتظام يخفّض خطر السمنة

لماذا يعد الوزن الزائد أفضل لصحة جيدة مقارنة بالنحافة؟

بداية لا تقول الدراسة إن الوزن الزائد صحي، بل تميز بين النحافة الصحية وتلك التي تخفي أمراضاً كامنة. كثيرون يفقدون الوزن بسبب أمراض غير مكتشفة بعد، مثل السرطان أو أمراض الرئة أو الاضطرابات الهرمونية أو الاكتئاب، ما يجعل النحافة تبدو "سبباً" للوفاة بينما هي في الحقيقة نتيجة لمرض كامن.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشكل الوزن الزائد قليلاً، خاصة لدى كبار السن، مخزوناً (دهون وعضلات) يدعم الجسم خلال العدوى أو الجراحة أو فترات فقدان الشهية، على عكس النحيفين الذين يفتقرون إلى هذا الاحتياطي الحيوي.

اقرأ أيضاً: السمنة تربك توقيت حرق الدهون في الجسم

متى تكون النحافة صحية؟

لا تدعو الدراسة إلى زيادة في الوزن، إذ تبقى السمنة الشديدة عامل خطر لأمراض القلب والسكري وارتفاع الضغط وتدهور وظائف التنفس والكبد، لكنها تدعو إلى قراءة الوزن ضمن سياقه الصحي الكامل، بما في ذلك:

  • اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، بحيث يحصل الجسم على سعرات حرارية كافية وعناصر غذائية متنوعة تساعده على بناء كتلة عضلية كافية، دون ظهور علامات فقر الدم أو نقص الفيتامينات أو اضطراب الدورة الشهرية لدى النساء.
  • نتائج مؤشرات حيوية مثل ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول والهرمونات ضمن المستويات الطبيعية، وشعور الشخص بعافية جسدية ونفسية دون تعب أو دوار أو التهابات متكررة أو تساقط شعر.
  • كون النحافة مستقرة منذ سنوات، وليست وليدة فقدان وزن سريع ومفاجئ. 

اقرأ أيضاً: الوقاية من السمنة: خطواتٌ بسيطة لتحمي جسمك

مؤشرات تحذر من أن النحافة غير صحية

تصبح النحافة عامل خطر عندما تترافق مع مؤشرات أهمها:

  • فقدان وزن سريع دون قصد، أو فقدان الشهية، أو أعراض هضمية مستمرة.
  • وهن عام والتهابات متكررة وبرودة مزمنة وتساقط شعر أو انقطاع الدورة الشهرية.

في هذه الحالات، قد يكون انخفاض الوزن عرضاً لمرض كامن مثل اضطرابات الغدد أو أمراض الجهاز التنفسي أو الهضمي المزمنة أو بعض الأورام أو حتى اضطرابات الأكل. 

المحتوى محمي