وفقاً لمكتب أبحاث صحة المرأة التابع للمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة (ORWH)، تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول من الرجال بمقدار الضعف تقريباً، وبينما يعانيهالرجال الأكبر سناً بسبب مشكلات البروستاتا، مثل سرطان البروستاتا وتضخمها بالإضافة إلى الإمساك والتهاب المسالك البولية، فأسباب إصابة النساء به أكثر. ما هي هذه الأسباب؟ وكيف يمكن علاجها؟
اقرأ أيضاً: ما الطرق الطبيعية التي تُساعد على التعايش مع سلس البول؟
سلس البول
سلس البول، هو عدم القدرة على التحكم في المثانة، ما يؤدي إلى تسرّب لا إرادي للبول. يتكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل؛ حيث تعمل الكلى بمثابة مرشحات تصفي الدم من الفضلات وتكوّن البول الذي ينتقل لاحقاً عبر الحالبين إلى خزان البول أو ما يُعرف بالمثانة، ويتجمع فيه.
بمجرّد أن تمتلئ المثانة ترسل إشارات إلى الدماغ بضرورة التبول، وعند التبول يوجه الدماغ أوامره إلى عضلات المثانة لتتقلص وإلى العضلة العاصرة التي تحبس البول في المثانة وتتحكم في تدفقه لترتخي وتسمح بخروج البول.
في الحالة العادية، يمكن التحكم بالعضلة العاصرة بحيث يكون لدى الفرد الوقت الكافي للوصول إلى دورة المياه دون أي تسرب للبول. لكن في حالة سلس البول قد تتقلص عضلات المثانة فجأة، ولا تكون العضلة العاصرة قوية بما يكفي لإغلاق مجرى البول، ما يسبب تسرب البول فجأة دون أن يتمكن الفرد من السيطرة عليه.
تتراوح شدة سلس البول بين الحالة الطفيفة التي تحدث بسبب الضحك أو العطس أو ممارسة الرياضة، والحالة الشديدة والمتكررة التي قد تشير إلى مشكلة صحية كامنة تستدعي تدخلاً طبياً.
كما يصيب سلس البول الرجال والنساء بسبب الشيخوخة، بالإضافة إلى التغيرات الوظيفية في بعض أعضاء الجسم نتيجة أمراض أو حالات صحية معينة.
اقرأ ايضاً: ما هو فرط نشاط المثانة؟ الأعراض والأسباب والعلاج
لماذا يصيب سلس البول النساء أكثر من الرجال؟
بسبب التغيرات التي تمر بها المرأة في حياتها مثل الحمل والولادة وانقطاع الطمث، إلى جانب بنيتها التشريحية، فهي تُصاب بسلس البول أكثر من الرجل،:
الاختلافات التشريحية
أحد الأسباب الرئيسية لتعرض النساء للإصابة بسلس البول بنسبة أكبر من الرجال هو أن مجرى البول لدى المرأة أقصر منه لدى الرجل، ما يعني مقاومة أقل لتدفق البول لأن العضلات التي تحتجز البول داخل المثانة أقل.
الحمل
في أثناء الحمل، يضغط الرحم المتنامي على المثانة ما قد يؤدي إلى سلس البول الإجهادي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتغيرات الهرمونية في أثناء الحمل أن تضعف عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة والإحليل والرحم والأمعاء أو تسبب ضرراً فيها ما يزيد من خطر سلس البول. غالباً ما يعدّ الحمل سبباً لسلس البول قصير الأمد، وعادةً ما تعود القدرة على التحكم في المثانة بعد ولادة الطفل.
اقرأ أيضاً: ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟
الولادة
يمكن أن تسبب الولادة صدمة لعضلات قاع الحوض والأعصاب والأنسجة الضامة، ويمكن أن تؤدي هذه الصدمة إلى إضعاف الهياكل الداعمة للمثانة والإحليل فتسبب سلس البول الإجهادي.
انقطاع الطمث والتغيرات الهرمونية
الإستروجين هو الهرمون الأنثوي الذي تنتجه المبايض وله مهام عديدة في الجسم من ضمنها الحفاظ على قوة الأنسجة الداعمة للحوض والمثانة ومرونتها. لكن عند انقطاع الطمث تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، ما قد يضعف الأنسجة الداعمة للمثانة ويزيد الضغط حول مجرى البول فيسبب تسرّب البول.
اضطرابات قاع الحوض
يتضمن قاع الحوض العضلات والأربطة والأنسجة التي تحيط بعظم الحوض، ومهمتها دعم الأعضاء الداخلية بما فيها المثانة والإحليل والمستقيم. عندما تضعف هذه الأربطة والعضلات تهبط الأعضاء الموجودة في الحوض، وهي الالة التي تسمى اضطرابات قاع الحوض، وهي أكثر شيوعاً لدى النساء؛ عندما لا تدعم هذه العضلات المثانة والإحليل بالدرجة الكافية تصاب المرأة بسلس البول.
اقرأ ايضاً: كثرة التبول: إليك الأسباب العلمية لفرط نشاط المثانة وكيفية علاجه
أنواع سلس البول عند النساء
لسلس البول لدى النساء عدة أنواع أهمها:
- سلس البول الإجهادي: أي تسرّب البول نتيجة السعال أو العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة، وغالباً ما يكون سببه ضعف عضلات قاع الحوض وعدم قدرتها على دعم المثانة والإحليل جيداً، وهو شائع بعد الولادة أو انقطاع الطمث.
- سلس البول الإلحاحي: يُعرف أيضاً باسم فرط نشاط المثانة، ويتميز برغبة مفاجئة وشديدة في التبول يليها تسرب لا إرادي للبول. يمكن أن يكون سببه فرط نشاط عضلات المثانة أو تلف الأعصاب، أو العدوى أو انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث أو زيادة وزن الجسم. كما قد يؤدي شرب الماء أو سماع صوت الماء الجاري إلى حدوث هذا النوع من سلس البول الإلحاحي.
- سلس البول المختلط: وهو مزيج من سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي، حيث تعاني النساء من أعراض كلا النوعين.
- سلس البول الفائض: يحدث هذا عندما لا تفرغ المثانة تماماً، ما يؤدي إلى تقطير البول بصورة متكررة، ويمكن أن يكون سببه ضعف عضلات المثانة أو انسدادها.
- سلس البول الوظيفي: يرتبط هذا النوع بضعف جسدي أو إدراكي يمنع الشخص من الوصول إلى دورة المياه في الوقت المناسب.
اقرأ ايضاً: سلسلة الشتاء: إليك أسباب كثرة التبوّل في الشتاء والوقاية منها
إدارة سلس البول عند النساء وعلاجه
يعتمد علاج سلس البول على السبب، عموماً يمكن اتباع أنواع مختلفة من العلاج:
علاجات منزلية
يمكن إدارة أعراض سلس البول وعلاجها منزلياً باتباع أحد الخيارات التالية:
- تمارين كيجل: هي تمارين لعضلات قاع الحوض تساعد على تقويتها وتحسين التحكم في المثانة. يتضمن التمرين محاولة إيقاف تدفق البول في أثناء التبول من خلال شد عضلات قاع الحوض مدة 5 ثوانٍ، ثم الاسترخاء مدة 5 ثوانٍ. يكرر التمرين 10 مرات في 3 أوقات من اليوم.
- تدريب المثانة: يتضمن ذلك جدولة زيارات دورة المياه وزيادة الوقت بين الزيارات تدريجياً لتدريب المثانة على حبس البول فترات أطول.
العلاج طبي
يتطلب بعض حالات سلس البول تدخلاً طبياً، ويتضمن:
- الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية في استرخاء عضلات المثانة أو زيادة قوة العضلة العاصرة.
- الجراحة: في الحالات الشديدة، قد تكون التدخلات الجراحية مثل إجراءات الرافعة أو تعليق عنق المثانة ضرورية لتوفير دعم إضافي للمثانة والإحليل.
- البوتوكس: تساعد حقن البوتوكس على ارتخاء المثانة، وزيادة كمية البول التي يمكنها الاحتفاظ بها.
- تحفيز الأعصاب: يمكن زرع أجهزة لتحفيز الأعصاب المؤدية إلى المثانة.
- حقنة عامل التضخيم: وهي عبارة عن حقنة تُستخدام لعلاج سلس البول الإجهادي لدى النساء، وتتضمن حقن مادة في بطانة مجرى البول لزيادة حجمها وتقليل تسرب البول.
تغييرات نمط الحياة
يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي والإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكافيين والكحول في إدارة أعراض سلس البول.