كيف يؤثر تناول الملح على صحتك؟

4 دقائق
تأثير الملح على الصحة
حقوق الصورة: ميرو نوفاك/ شتر ستوك.

الملح هو الشكل الأكثر شيوعاً للصوديوم ويضاف إلى الطعام أثناء عملية التصنيع أو الطهي المنزلي، أو على المائدة لتحسين مذاق الطعام، أو لإطالة العمر الافتراضي لبعض المواد الغذائية.

لقد سمع معظم الناس النصيحة القائلة بخفض نسبة الملح في الطعام، لأن تناول كميات كبيرة من الصوديوم يرتبط بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة بنوبات القلب والسكتات الدماغية.

لذا فإن العنوان البارز والقائل بأنه «تم تفنيد أساطير الطعام: منتجات الألبان والملح وشرائح اللحم قد تكون مفيدة لك بعد كل شيء» كان لا بد أن يجذب الانتباه.

في مقال البحث الذي اعتمد عليه العنوان السابق؛ فحص المؤلفون ما إذا كانت النصيحة القائلة بخفض نسبة تناول الصوديوم مدعومة بأدلة قوية أم لا.

تتمثل فرضية المقالة البحثية في أن النصيحة الحالية للحد من استهلاك الصوديوم إلى 2.3 جرام يومياً لا يمكن تحقيقها لمعظم الأشخاص على المدى الطويل. وتزعم أنه لا توجد أدلة جيدة تثبت أن تناول كميات قليلة من الملح يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

يقترح المؤلفون أن مدخول الصوديوم العالمي الحالي (والذي يتراوح بين 3-5 جرامات يومياً) يرتبط بأقل مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة المبكرة. وأن النوبات القلبية والسكتات الدماغية تزداد فقط عندما يتكون مدخول الصوديوم أعلى أو أقل من هذا.

يستطيع معظم الناس خفض استهلاكهم للملح

تزن ملعقة صغيرة من الملح نحو 5 جرام، وتحتوي على 2 جرام من الصوديوم. في أستراليا على سبيل المثال؛ يستهلك المواطنون نحو 3.6 جرام من الصوديوم يومياً، أي ما يعادل 9.2 جراماً (نحو ملعقتين صغيرتين) من ملح الطعام.

هذا أعلى من الهدف الغذائي المقترح يومياً وهو 2 جرام من الصوديوم (5 جرامات من الملح)، ونطاق المدخول المناسب من 460-920 ملليجرام (1.3-2.6 جرام من الملح) في اليوم.

الحصص المتناولة من الصوديوم في أستراليا مماثلة لبقية العالم. أفادت بيانات من 66 دولة -تمثّل ثلاثة أرباع السكان البالغين في العالم- أن متوسط ​​استهلاك الصوديوم يبلغ 3.95 جراماً يومياً، ويتراوح من 2.2 إلى 5.5 جرام يومياً.

اقرأ أيضاً: دراسة علمية تكشف أضرار الملح وتطرح بدائلَ لتقليل الوفيات

نعم، من الممكن تقليل نسبة الملح في غذائنا 

يعد تغيير السلوك الفردي على المدى الطويل أمراً صعباً، لكنه غير مستحيل.

وجدت مراجعة منهجية في عام 2017 للتدخلات الهادفة للحد من الملح الغذائي أن النصيحة الغذائية الفردية يمكن أن تقلل من استهلاك الشخص للملح بنحو 2 جرام يومياً (ما يعادل 780 ملجم من الصوديوم)، على مدار فترات زمنية تصل إلى 5 سنوات.

كانت الاستراتيجيات على مستوى السكان، التي تتضمن إعادة صياغة الأطعمة المصنعة بمستويات أقل من الملح، وتحسين الملصقات والتثقيف في وسائل الإعلام، أكثر فاعلية في بعض المناطق، حيث قللت متوسط ​​تناول الملح بنحو 4 جرامات يومياً في بلدان مثل فنلندا واليابان.

تأثير الملح على الصحة
إعادة صياغة الأطعمة المصنعة بمستويات أقل من الملح، وتحسين الملصقات والتثقيف في وسائل الإعلام، أكثر فاعلية في تخفيض استهلاك الملح. حقوق الصورة: شتر ستوك.

قام مؤلفو الورقة البحثية الأخيرة بتسليط الضوء على نقص الدراسات المتعلقة بالسكان، والتي تظهر أنهم تناولوا حصصاً غذائية من الصوديوم تقل عن 2.3 جرام يومياً.

لكن يفشل هذا في الاعتراف بالتحديات التي تواجه إجراء مثل هذه الدراسة لاختبار ذلك التأثير، أو أهمية تقليل تناول الصوديوم بالنسبة لما تستهلكه عادةً.

اقرأ أيضاً: أكثر من 2500 عام: أقدم سجل معروف لبيع الملح في حضارة المايا

التوقف عن استهلاك الملح يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

أظهرت نتائج تجربة عشوائية أُجريت مؤخرًا في 600 قرية في المناطق الريفية في الصين أن التوقف عن استهلاك الملح يمكن أن يقلل من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

شملت الدراسة أكثر من 20 ألف شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين إما لديهم تاريخ مع السكتة الدماغية أو تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. وعُيِّنت مجموعة واحدة بشكلٍ عشوائي لاستخدام بديل الملح لتقليل تناول الصوديوم. استمرت المجموعة الثانية في استخدام الملح العادي. تمت متابعة كلا المجموعتين على مدى 5 سنوات.

أدى ذلك التدخل في عادات الناس الغذائية إلى انخفاض في الصوديوم الذي يُفرَز في البول (ما يشير إلى حدوث مضاعفات)، وانخفاض في ضغط الدم.

كان معدل أي إصابة قلبية وعائية كبيرة، بما في ذلك النوبة القلبية، أقل بنسبة 13% بين أولئك في المجموعة البديلة للملح مقارنة بمجموعة الملح العادية. كان معدل السكتات الدماغية أقل بنسبة 14%.

توضح هذه التجربة فائدة تقليل مدخول الصوديوم بغض النظر عن الهدف اليومي المحدد.

تأثير الملح على الصحة
في أستراليا على سبيل المثال؛ يستهلك المواطنون نحو 3.6 جرام من الصوديوم يومياً، أي ما يعادل 9.2 جراماً (نحو ملعقتين صغيرتين) من ملح الطعام. حقوق الصورة: شتر ستوك.

ما هو تأثير تقليل الملح في الطعام على الصحة؟

يحتاج البشر إلى الصوديوم للحفاظ على العمليات الجسدية الأساسية مثل حجم السائل واستقرار الخلايا. تتم موازنة مستويات الصوديوم من خلال نظام حساس من الهرمونات والعمليات الكيميائية والأعصاب لضمان إفراز الصوديوم الزائد عن الاحتياجات في البول.

هناك أدلة متضاربة حول صحة القلب عند تناول كميات منخفضة جداً من الصوديوم. اقترح بعض الباحثين وجود علاقة على شكل حرف J، حيث يزيد كل من المدخولات المنخفضة والمرتفعة جداً من مخاطر النتائج السيئة (نهاية الشكل J)، بينما يكون الخطر الأدنى عبر نقطة وسطية واسعة لتناول الملح (المنحنى في J).

يمكن تفسير المنحنى على شكل حرف J في بعض الدراسات حول الملح وضغط الدم بقضايا مثل خطأ القياس، والتباين العشوائي، والاختلافات الأخرى (في العمر، والجنس، وحالة التدخين، أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية)، والأنماط الغذائية الحالية أو المشاكل الصحية الأخرى، والتفاعلات بين تقليل الصوديوم بشكلٍ كبير، ومسارات الجسم الفسيولوجية التي تنظم ضغط الدم.

أو يمكن تفسير ذلك من خلال السببية العكسية، حيث أفاد الأشخاص الذين تم توظيفهم في الدراسة بتناول كميات منخفضة من الصوديوم لأنهم نُصحوا بالفعل باتباع نظام غذائي منخفض الملح قبل التسجيل في التجربة.

بينما ننتظر المزيد من الأبحاث لشرح التناقضات المتعلقة بمنحنى شكل J، وجدت الأدلة بأغلبية ساحقة أن تناول كميات أقل من الصوديوم -مقارنة بالحصة الأعلى- يؤدي إلى انخفاضات مهمة في ضغط الدم.

المحتوى محمي