تواصل معنا
Search Open Side Panel

لماذا يبدأ الأداء القيادي من السرير؟ تأثير النوم في القرار والإنتاجية

3 دقيقة
لماذا يبدأ الأداء القيادي من السرير؟ تأثير النوم في القرار والإنتاجية
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

غالباً ما يضحي المدير أو رجل الأعمال بالنوم ليزيد ساعات عمله، ويتغير جدول نومه باستمرار تبعاً لطبيعة عمله. في الواقع، تؤدي هذه التضحية إلى تراجع الأداء العام والقدرة على اتخاذ القرار، لأن الحرمان من النوم يعني عدم الحصول على فوائده المتمثلة بدعم الدماغ وأنظمة الجسم.

يترت…

غالباً ما يضحي المدير أو رجل الأعمال بالنوم ليزيد ساعات عمله، ويتغير جدول نومه باستمرار تبعاً لطبيعة عمله. في الواقع، تؤدي هذه التضحية إلى تراجع الأداء العام والقدرة على اتخاذ القرار، علاوة على التعرض لخطر الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية حتى عند اضطراب النوم ليلة واحدة؛ وذلك لأن النوم يؤدي دوراً مهماً في تقوية الذاكرة والأداء الإدراكي. 

كيف يؤثر انتظام النوم على جودة القرار والأداء؟

يوصى البالغ بالنوم 7 ساعات على الأقل كل ليلة كي ينعم الجسم بالراحة والبدء من جديد. أما عدم انتظام النوم فيزيد التعب، ما يؤثر في جودة القرار والأداء، لأن الحرمان من النوم يعني عدم الحصول على فوائده المتمثلة بدعم الدماغ وأنظمة الجسم، ففي أثناء النوم، تتقوى الروابط العصبية التي تتشكل خلال النهار، وتدخل الخلايا العصبية في حالة راحة، تؤدي إلى بدء سلسلة من العمليات الحيوية التي تنعش الجسم، وبالأخص الدماغ والقلب وجهاز المناعة، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على التفكير بوضوح، وتعلم معلومات جديدة، والتحكم في المشاعر.

اقرأ أيضاً: النوم والإنتاجية: ماذا تقول الأبحاث عن أفضل عدد ساعات نوم للمدراء؟

آثار قلة النوم

من جهة أخرى، يترتب على قلة النوم آثار سلبية عديدة، منها: 

صعوبة الحفاظ على التركيز

إن الحرمان من النوم يؤثر في الأداء الوظيفي لأن عمليات الجسم المختلفة تعمل بكفاءة أقل، حيث تصاب الخلايا العصبية الدماغية بالإرهاق، ما يضعف التفكير، ويبطئ ردود الفعل الجسدية، ويضعف الأداء الإدراكي، ويسبب استنزافاً عاطفياً؛ وبالتالي يتأثر الأداء وجودة القرار سلباً، علاوة على زيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري والتدهور المعرفي والخرف والقلق والاكتئاب، ما قد يزيد صعوبة الإنتاجية في العمل.

بالنسبة للمدراء الذين يديرون مشاريع معقدة أو يقودون فرقاً، فإن الانخفاضات الصغيرة في الحدة العقلية يمكن أن تؤثر في الأداء العام، وصعوبة الحفاظ على التركيز والانتباه واليقظة تؤثر في الأداء وجودة القرار، لأن محاولة البقاء مستيقظاً تستنزف الطاقة العقلية، وتسبب قلة الانتباه، ما يؤدي إلى صعوبة التركيز على المهام الطويلة التي تتطلب تركيزاً، وبالتالي زيادة فرصة ارتكاب الأخطاء. 

التأثير الاقتصادي 

عدم انتظام النوم، وعدم الحصول على العدد الكافي من ساعات النوم اليومية يكلفان أصحاب العمل مبالغ مالية طائلة، لأن ذلك يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الإنتاجية وتراجع الدافع نحو العمل، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالإرهاق.

المخاطرة مقابل المكافأة

تؤدي قلة النوم إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر، إذ يصبح رائد الأعمال أو المدير أكثر اندفاعاً وأقل ميلاً للتفكير في الخسارة، مركزاً فقط على المكافأة.

ضعف الذاكرة

يؤثر الحرمان من النوم في قدرة الدماغ على التعلم وتخزين المعلومات واسترجاعها في اليوم التالي، وبالتالي صعوبة تذكر المهام أو ما قيل في اجتماع عمل، بالإضافة إلى زيادة صعوبة استيعاب المعلومات الجديدة، إذ يعمل الدماغ جاهداً على التركيز.

اقرأ أيضاً: ما هي أنماط النوم المفيدة للصحة؟ 

كيفية تحقيق نوم أفضل

أفضل ما يمكن فعله لتحقيق نوم أفضل وتجنب الآثار السلبية هو: 

  • تحديد موعد ثابت للنوم مساءً والاستيقاظ صباحاً، والالتزام به حتى في أيام العطل، ما يساعد الجسم على التكيف مع إيقاع النوم، والشعور بالنعاس تلقائياً عند حلول وقت النوم. 
  • تناول عشاء خفيف يحسن النوم، بينما تناول الوجبات الثقيلة يزيد تركيز الجسم على الهضم، ما يجعل النوم صعباً عليك.
  • الاستحمام بماء دافئ قبل النوم يزيد استعداد الجسم للنوم ويحسنه.
  • الحفاظ على غرفة النوم باردة ومظلمة وهادئة لتحفيز النوم. 
  • الابتعاد عن شاشات الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لأنها تعرض الجسم للضوء الأزرق.
  • إنشاء طقوس للاسترخاء قبل النوم مثل ممارسة أنشطة مهدئة كالقراءة.
  • الحد من تناول المنبهات في فترة ما بعد الظهر والمساء.

اقرأ أيضاً: كيف تحصل على نوم عميق ومريح كل ليلة؟

هل يمكن تعويض ساعات النوم؟

يعتقد البعض أن النوم ساعات طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع يعوض ساعات النوم الفائتة خلال الأسبوع، إلا أن لذلك تأثيراً عكسياً في الواقع، لأن النوم ساعات أطول وفي أوقات مختلفة يخل بإيقاع النوم اليومي المعتاد، ويؤثر سلباً في انتظام النوم. وعلى العكس، فإن القيلولة القصيرة (نحو 30 دقيقة) تزيد مستويات الطاقة وتحسن التركيز. ويفضل تجنب القيلولة بعد الساعة 3 مساءً، لأن ذلك يزيد صعوبة النوم ليلاً.

اقرأ أيضاً: القيلولة مفيدة حقاً، وإليك كيفية الاستفادة منها

باختصار، يؤثر عدم انتظام النوم سلباً في القدرة على اتخاذ القرار وتراجع الأداء، إذ يصبح الإنسان أكثر عرضة للمخاطرة، ويواجه صعوبة في تذكر المعلومات. كما أن الحرمان من النوم قد يزيد الشعور بالتعب، ويضعف الإبداع، ويجعل التركيز على المشاريع المهمة صعباً. وأفضل طريقة لمعالجة هذه المشكلة هي تحديد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ والحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. 

المحتوى محمي