يشير عدم الوضوح الوظيفي إلى عدم وضوح مسؤوليات الموظف أو الأدوار التي يتعين عليه أداؤها داخل المؤسسة أو الشركة التي يعمل بها، ما يترك تأثيرات سلبية في الموظف ومكان العمل، تبدأ بتأثيرات في الصحة النفسية، ويزداد التوتر الذي ينشط سلسلة من التغيرات الفيزيولوجية التي تضعف الجهاز العصبي، والذي بدوره يؤدي إلى ضعف جسدي عام.
ما هو عدم الوضوح الوظيفي؟
يشير عدم الوضوح الوظيفي إلى عدم وضوح مسؤوليات الموظف أو الأدوار التي يتعين عليه أداؤها لتلبية متطلبات الوظيفة داخل المؤسسة أو الشركة التي يعمل بها، أو نقص المعلومات المتعلقة بالمهام الموكلة إليه، ما يترك آثاراً سلبية في الموظف ومكان العمل.
ينشأ الغموض الوظيفي عندما يكون الموظف غير متأكد من المهام المحددة التي يتحمل مسؤوليتها أو كيفية تحديد أولوياته، ما يؤدي إلى انخفاض الكفاءة، أو قد ينشأ الغموض من علاقة الموظفين فيما بينهم أو مع رؤسائهم وبين رؤسائهم أنفسهم، ما قد يؤدي إلى سوء الفهم والصراعات. وفي بعض الأحيان يحدث الغموض عندما لا يكون الموظف متأكداً من قدرته على اتخاذ القرار. تتعدد العوامل التي تسبب عدم الوضوح الوظيفي، ومنها سوء تحديد الوصف الوظيفي وضعف التواصل والتغييرات التنظيمية.
اقرأ أيضاً: العمل 4 أيام في الأسبوع يعزز صحة الموظفين ويزيد إنتاجيتهم
تأثيرات الغموض الوظيفي
يؤثر عدم الوضوح الوظيفي سلباً في أداء الموظف وصحته النفسية والجسدية على حد سواء، ما يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية المترابطة.
التأثيرات النفسية
يعد التأثير النفسي للغموض الوظيفي الأثر الأكثر وضوحاً، حيث يشعر الموظف بعدم الرضا الوظيفي والإرهاق والتوتر والإحباط، علاوة على تعطيل تركيزه وزيادة قلقه والتأثير في الدافع العام للعمل.
وبسبب ارتفاع مستويات التوتر والقلق بين الموظفين، فقد يصابون بشعور من عدم الأمان والخوف من ارتكاب الأخطاء، ما يزيد أيضاً خطر الإصابة بالأمراض العامة ونوبات الهلع، بالإضافة إلى الاكتئاب الذي يؤدي إلى تغيرات كيميائية حيوية في الدماغ.
التأثير في الجهاز العصبي
يسبب عدم الوضوح الوظيفي توتراً ويعد عامل ضغط على الموظف، ما قد يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، وبالتالي تنشيط سلسلة من التغيرات الفيزيولوجية الناتجة عن التوتر، التي تنتهي بإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول في مجرى الدم. يؤدي الإفراز المستمر لهذه الهرمونات إلى التهاب عصبي طويل الأمد وضعف وظائف الخلايا العصبية وترابطها، ويزيد خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب، كما يسهم التوتر المزمن في التدهور المعرفي.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الموظف صعوبة في اتخاذ القرار لأن هرمونات التوتر تضعف القدرة على تقييم الإيجابيات والسلبيات بفاعلية، ما يؤدي إلى قرارات غير دقيقة في العمل.
تتأثر أيضاً مرونة الدماغ وقدرته على التكيف وإعادة تنظيم نفسه استجابة للتجارب الجديدة ومتطلبات العمل المتغيرة أو الأدوار الجديدة. ومن الاضطرابات العصبية التي يسببها التوتر أيضاً الاعتلال العصبي وتفاقم الألم والخدر واختلال توازن النواقل العصبية وضمور الحصين الذي يضعف الذاكرة والتعلم.
اقرأ أيضاً: أطلق طاقة موظفيك عبر بيئة عمل تدعم القيلولة القصيرة
التأثيرات الجسدية
تمتد التأثيرات العصبية الناتجة عن إفراز هرمونات الأدرينالين والكورتيزول بسبب التوتر إلى الجسم بأكمله، فهي تسبب زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتوسع الشعب الهوائية في الرئتين واضطرابات التمثيل الغذائي. كما يسبب التوتر المستمر اضطراباً في أنماط النوم ويضعف جهاز المناعة، ويفاقم الاضطرابات الصحية العامة.
ولأن عدم الوضوح الوظيفي يؤدي إلى التوتر الطويل الأمد، يصبح الجهاز العصبي في حالة استجابة دائمة، تؤدي إلى عدم الراحة والأرق وما ينتج عنها من إجهاد وآلام العضلات.
التأثير في العمل
في نهاية المطاف، وبسبب التأثيرات المتزايدة في الصحة النفسية والجسدية للموظف، يبدأ التغيب عن العمل وتزداد احتمالية استقالته والبحث عن عمل جديد تحدد فيه المهام بوضوح. لذلك فإن إدارة التوتر أمر بالغ الأهمية لمنع هذه الحالات وتخفيفها واستمرار العمل على النحو المطلوب.
اقرأ أيضاً: صحة جيدة قيادة فعالة: العلم وراء العلاقة بين الصحة والقيادة
التخفيف من عدم الوضوح الوظيفي
من أجل تحسين أداء الموظفين وصحتهم النفسية والجسدية يجب التخفيف من الغموض الوظيفي، وبالتالي التخفيف من التوتر وتبعاته. لذا، ينبغي على المؤسسات إعطاء الأولوية للتواصل الشفاف بينها وبين الموظفين، وإيضاح التوصيف الوظيفي، ووضع معايير أداء واضحة، وتشجيع الحوار وتقديم الملاحظات. فعندما يحصل الموظف على معلومات دقيقة حول دوره يصبح أكثر قدرة على إدارة مهامه ومسؤولياته.
من المهم أيضاً مراجعة التقدم من أجل الحفاظ على الوضوح والتوافق بين أعضاء الفريق، وتوثيق الاتفاقيات والقرارات وتدابير العمل، للحد من سوء الفهم ومنع أي ارتباك مستقبلي.