يُعد سماع نبض قلب الجنين للمرة الأولى معلماً مثيراً للوالدين الجدد، إذ يعزز من ترابط الآباء مع طفلهم الذي لم يأتِ ويُشعرهم بأنهم على اتصال معه. ومن جهة أخرى، تساعد دراسة نبض قلب الجنين بدقة في مقاربة الحالة العامة للجنين، إذ يتبدل النبض بشكل واضح في بعض الحالات المهددة للحياة، ولكن يبقى السؤال: ما الوقت الطبيعي للكشف عن نبض قلب الجنين لأول مرة؟
متى يُسمع نبض قلب الجنين لأول مرة؟
يتم الكشف عن نبض قلب الجنين باستخدام جهاز التصوير بالأمواج فوق الصوتية، يُظهر التصوير بالأمواج فوق الصوتية المهبلي نبض قلب الجنين في وقت مبكر من الحمل أي بحلول الأسبوع الخامس والنصف إلى 6 أسابيع حملية، ويتراوح معدل النبض بين 90-110 نبضات في الدقيقة بهذا العمر. كما يساعد التصوير المهبلي أيضاً في الكشف عن "قطب الجنين" أي الجزء الجنيني المستقر في الحوض والذي يعطي فكرة مبدئية عن وضعية الجنين.
يُظهر الفحص بالأمواج فوق الصوتية عبر البطن نبض قلب الجنين في الأسبوع السادس والنصف إلى السابع من الحمل ويتراوح عنده معدل نبض قلب الجنين بين 140 إلى 170 نبضة في الدقيقة الواحدة، وبذلك يمكن الكشف عن النبض لأول مرة في الشهر 1.5 مهبلياً ونهاية الشهر 2 عبر البطن.
اقرأ أيضاً: هل تشكل الركودة الصفراوية أثناء الحمل خطراً على صحة الجنين؟
هل يعتبر سماع نبض قلب الجنين في الشهر الثالث لأول مرة متأخراً؟
قد لا يتمكن الطبيب من سماع نبض قلب الجنين في أول فحص بالأمواج فوق الصوتية، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود مشكلة، والسبب الأكثر شيوعاً لذلك هو أن الطبيب ببساطة يفحص في وقت مبكر جداً من الحمل، وفي هذه الحالة يُطلب من الحامل العودة بعد أسبوع أو أسبوعين لإعادة الفحص.
وكثيراً ما تُخطئ السيدات في تقدير عمر الحمل بدقة وقد يكون السبب تأخر في الإباضة أو حدوثها مبكراً، وعلى هذا الأساس يتبدل تقدير العمر الحملي، فإذا حدثت الإباضة والحمل في وقت متأخر عما توقعته الأم في البداية، لن تُسمع نبضات قلب الجنين وفقاً لما تتوقع.
اقرأ أيضاً: ما أهمية حصول الحامل على كمية كافية من فيتامين ب خلال الشهور الأولى من الحمل؟
ما الحالات الصحية التي تتأخر في سماع نبض قلب الجنين؟
عادةً عندما لا يتم كشف نبض قلب الجنين، يلجأ الطبيب لفحص قياسات الجنين، فببساطة قد تكون الأم الحامل قد أخطأت في تقدير مدة حملها والجنين ليس كبيراً بما يكفي حتّى يسمعنا نبضه. وبشكل عام، لا يعتبر عدم سماع نبض قلب الجنين مقلقلاً، بل الأمر المقلق هو غياب الكيس الحملي بعد الأسبوع السادس من الحمل، عندئذ يُطلب إعادة فحص تأكيد الحمل للكشف فيما إذا كانت الحامل تعاني من حالة "حمل هاجر" والذي يعني انزراع محصول الحمل خارج الرحم والذي يُفسر عدم سماع نبض قلب الجنين عندما يُبحث عنه في الرحم.
هناك مجموعة من الأسباب التي تتعلق بالرحم والتي تؤخر سماع نبض قلب الجنين وهي انقلاب في الرحم أو وجود رحم مائل أو أورام ليفية كبيرة أو مشكلات تشريحية في الرحم تجعل من فحص الرحم أكثر صعوبة.
كما تؤدي بدانة الحامل دوراً معيقاً في إظهار نبض قلب الجنين، إذ تزداد السماكة بين جدار البطن والرحم وقد تفشل الأمواج فوق الصوتية في اختراق الأنسجة في حالات البدانة الشديدة، ما يُصعب الكشف عن محصول الحمل وسماع نبض الجنين في مراحل مبكرة.
من جهة أخرى، قد يكون غياب نبض قلب الجنين علامة على حدوث الإجهاض، وخاصة في الحالات التي يظهر فيها نبض الجنين ومن ثم يختفي، جراء حدوث فشل في التعشيش نتيجة ضعف البيئة الرحمية أو مهاجمة البيضة الملقحة من قبل جسم الأم كما يحدث في أمراض المناعة الذاتية.
اقرأ أيضاً: الحمل خارج الرحم: ما أعراضه وطرق الكشف عنه؟
يُفضل دائماً اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية في حال شعرت الحامل بأي أعراض مثل حدوث النزف المهبلي أو ارتفاع درجة الحرارة الشديد أو الشكوى من آلام بطنية شديدة للكشف عن أي حالات مستبطنة وتدبيرها بالشكل الأمثل دون أي تأخير.