عند ذِكر مصطلح التلوث عادةً ما يفكر الناس تلقائياً في القمامة المرمية في الشوارع أو دخان المصانع وعوادم السيارات التي نراها بأعيننا. لكن هناك نوع من التلوث غير مرئي، لكنه مسموع، ويُطلق عليه التلوث الضوضائي.
وعلى الرغم من أنه نوع من أنواع التلوث البيئي، إلا أنّ له يداً خفية في معاناة الإنسان، حيث يُعد التلوث الضوضائي واحداً من أخطر التهديدات البيئية على صحة البشر. لذلك، خُصص يوم 27 أبريل من كل عام كمناسبة عالمية للتذكير بالأثر السلبي للضجيج والضوضاء ونشر الوعي حول الطرائق المختلفة للحد من آثار هذا التلوث.
ما هو التلوث الضوضائي؟
يمكن تعريف التلوث الضوضائي على أنه مستوى الصوت الذي يزعج الأذن، وقد قدرته منظمة الصحة العالمية فوق 65 ديسيبل، وتُصبح تلك الضوضاء ضارة عندما تتجاوز 75 ديسيبل، وتكون مؤلمة فوق 120 ديسيبل. لذلك، يُوصى بالجلوس في أماكن يقل مستوى الضوضاء فيها عن 65 ديسيبل أثناء النهار، والنوم في مستوى ضوضاء أقل من 35 ديسيبل، حتى يكون النوم مريحاً.
اقرأ أيضاً: إلى أي حد يمكن أن تؤذينا الضوضاء؟
مصادر التلوث الضوضائي
تتنوع مسببات التلوث الضوضائي، من ضمنها ما يلي:
إشارات المرور
في الكثير من الأحيان يفرط السائقون في استخدام البوق الذي يعد واحداً من أبرز مصادر التلوث الضوضائي، حيث ينتج عن بوق السيارة ضجيج تُقدر شدته بنحو 90 ديسيبل والناتج عن الحافلة تقدر شدته بنحو 100 ديسيبل.
الطائرات المحلّقة
هناك بعض الطائرات، خاصة الهليكوبتر، تحلق فوق المدن وتصدر أصواتاً عالية تصل شدتها إلى 130 ديسيبل، وهذا المستوى مزعج ومضر للغاية.
اقرأ أيضاً: أهم ما يجب أن تعرفه عن وقود الطائرات المستدام
أعمال البناء والتشييد ومواقف السيارات
تنتشر عادة استخدام البوق عند الدخول أو الخروج من مواقف السيارات - دون داع أحياناً. كما تعد أعمال البناء والتشييد وإعادة الرصف واحدة من أبرز مصادر الضوضاء نتيجة استخدام الأدوات والأجهزة التي تصدر أصواتاً صاخبة، مثلاً، المثقاب الهوائي المستخدم في مثل هذه الأعمال، يُنتج ضوضاء تصل شدتها إلى 110 ديسيبل.
الحيوانات
على الرغم من أنها إحدى ضحايا التلوث الضوضائي، إلا أنها مصدر من أهم مصادر الضوضاء، فهناك العديد من الحيوانات تصدر ضوضاء مثل نباح الكلاب الذي ينتج عنه في المتوسط 70 ديسيبل.
كيفية الحد من التلوث الضوئي
يجب الاهتمام بالحد من التلوث الضوضائي، ويمكن ذلك عن طريق ما يلي:
أوقف تشغيل الأجهزة
كثيراً ما نترك التلفاز والأجهزة الحاسوبية والألعاب تعمل في حالة عدم الحاجة إليها ولا تكون قيد الاستخدام. هذا بدوره يُحدث ضغطاً على الأذنين، لذلك، تأكد من إطفاء تلك الأجهزة في حال عدم استخدامها، هذا أيضاً سيُساعدك في ترشيد استخدام الكهرباء.
اترك الآلات تعمل وأغلق الباب خلفك
انتشر استخدام الغسالات سواء للصحون أو الملابس في عصرنا هذا، وتتسبب هذه الآلات في ضوضاء عالية. لذلك، عند استخدامها، يُفضل تشغيلها ثم الخروج من المطبخ أو المكان الذي توضع به وإغلاق الباب حتى يقل مستوى الضجيج، وبعد انتهاء عملها، تستطيع الدخول لإيقاف تشغيلها. هذا التصرف يقلل فترة تعرضك للضوضاء الصاخبة الناتجة عن تلك الأجهزة.
استخدم سدادات الأذن
إذا كنت مضطراً للتعرض إلى الضوضاء لأي سبب، تستطيع استخدام سدادات الأذن، فهي تخفض الضوضاء وتشكل طبقة عازلة لتُبقي الأذن في أمان إلى أن ينتهي عملك في ذلك المكان الملوث بالأصوات العالية.
ابتعد عن أماكن الضوضاء
وهذا أبسط حل، إذا وجدت في مكان تسوده الضوضاء، ابتعد عنه فوراً إن كان بإمكانك ذلك، واذهب للجلوس في أماكن فيها مستوى الصوت منخفض إلى أن تنتهي الضوضاء في المكان الأول، فهذا أفضل لصحتك.
ازرع الأشجار
تعمل الأشجار كعوازل طبيعية للضوضاء، فقد ثَبُتَ أنها تقلل مستوى الضوضاء بما يتراوح بين 5 - 10 ديسيبل. لذلك، سيكون مفيداً للغاية إذا اهتممت بزراعة الأشجار، وشجعت أصدقاءك وجيرانك على فعل الأمر ذاته كنوع من المكافحة ضد التلوث الضوضائي.
اقرأ أيضاً: نتعافى بالبقاء في المنزل: إليك آثار الضوضاء السلبية
الأذن عضو مهم، ولا يدرك كثير من الناس أنّ الضوضاء تعرض الأذن للكثير من المشكلات الصحية التي قد تودي بحياتهم، لذلك يجب نشر الوعي واتخاذ كافة التدابير الممكنة لتقليل فترات التعرض للضوضاء. ويُعد اليوم العالمي للضجيج، فرصة مناسبة لزيادة وعي الناس بهذه المشكلة التي يواجهها العالم اليوم، في ظل الكثافة السكانية مع التقدم التكنولوجي الذي زاد من أنواع الأجهزة المسببة للضجيج حول العالم، فقد ارتفع صوت العالم.