تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف وصول الدم إلى جزء من الدماغ، ما يتسبب بظهور مجموعة من الأعراض العصبية المُنذرة بحدوثها مثل عدم الاستجابة للمنبهات أو تغيم الوعي، بالإضافة إلى عدم التوجه الزماني والمكاني والشلل النصفي.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن شخصاً واحداً يتوفى بالسكتة الدماغية كل 5 دقائق، وأن أرقام الوفيات ستزداد بنسبة 50% بحلول عام 2050، ما يجعل زيادة الوعي حول عوامل الخطورة ذات أهمية وضرورة للتعامل مع هذا التزايد في الأرقام، فكيف يمكن تقليل فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية اعتماداً على العمر؟
اقرأ أيضاً: ما أعراض السكتة الدماغية؟
كيف تقي نفسك من الإصابة بالسكتة الدماغية في العشرينيات والثلاثينيات من العمر؟
العنوان العريض للوقاية من حدوث السكتة الدماغية في الأعمار المبكرة هو "اتخاذ عادات صحية واتباع نمط حياة صحي"، حيث إن تطبيق ذلك في عمر مبكر يساعد على تأمين حماية القلب والأوعية الدموية بما يخدم الجسم في المراحل اللاحقة من الحياة.
بكلمات أخرى، قد تكون السكتة الدماغية غير شائعة للغاية في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، إلّا أنه من المهم أن يتبع الفرد نمط حياة صحياً يُقلل من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع كوليسترول الدم في وقتٍ لاحق من الحياة. وكما هو معروف، يعتبر ارتفاع الضغط وكوليسترول الدم عوامل خطر رئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية، لهذا فإن الحفاظ على نمط حياة صحي يُبقي عوامل الخطر تحت السيطرة وبالتالي يقلل من المخاطر.
ومع ذلك، فإن خلق عادات نمط حياة صحية لا يعني بالضرورة التطرف بتطبيقها والذهاب إلى أقصى الحدود، ويكفي اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم والدهون والسكر -أي تجنب الوجبات السريعة والأطعمة المُصنّعة ما أمكن لكونها تحتوي على نسبة عالية من الملح الخفي- وممارسة التمارين الرياضية باعتدال، بالإضافة إلى تجنب التدخين قدر الإمكان والحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم والحفاظ على نظام نوم صحي.
الوقاية من حدوث السكتة الدماغية في الأربعينيات والخمسينيات من العمر
العادات الصحية الموصى بها في العشرينيات والثلاثينيات من العمر لا تزال مهمة عند الدخول في منتصف العمر، إلّا أن هناك بعض البنود التي يمكن إضافتها وعلى رأسها الحفاظ على ضغط الدم ضمن الطبيعي.
ففي وقتٍ لاحق من العمر كما في الأربعينيات والخمسينيات، تُصبح زيارة أخصائي القلب ضرورة لأنه العمر الذي تبدأ فيه صحة القلب والأوعية الدموية بالتراجع، وخاصةً أن ضغط الدم يمكن أن يكون مرتفعاً دون أن يلاحظه أحد ودون أن يتظاهر بأي أعراض.
وبناءً على ذلك أيضاً، على الأفراد الذين يبلغون الأربعين أو الخمسين من العمر إجراء اختبارات الدم التي تقيس مستوى الكوليسترول وسكر الدم، للكشف عن وجود أي ارتفاع في قيمها. ولأن البدانة تُعتبر أحد عوامل الخطر أيضاً، يساعد إنقاص الوزن والحفاظ عليه ضمن الحدود الطبيعية على إدارة عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما أن التوتر لا يقل خطورة عن ارتفاع ضغط الدم عندما يتعلق الأمر بحدوث السكتة الدماغية، ويعتبر التعامل معه وضبطه أولوية أيضاً.
اقرأ أيضاً: أكثر الأمراض التي تهدد صحتك بعد سن الخمسين وكيف تتجنبها
ماذا عن الوقاية من السكتة الدماغية في الستينيات وما بعد؟
أحد أساسيات الوقاية من حدوث السكتة الدماغية عند الدخول في الستينيات والسبعينيات هو التأكد من إدارة المشكلات الصحية التي يعانيها كبار السن بشكل جيد، إذ إن سوء إدارتها قد يتسبب باضطراب توازن عمل وظائف الجسم الذي بدوره يزيد من عوامل الخطر.
وعلى رأس هذه الحالات الصحية نذكر "الرجفان الأذيني" هو حالة من تسارع النبض القلبي غير المُنتظم يزداد احتمال حدوثه مع التقدم في العمر نظراً لحدوث شيخوخة نظام القلب والأوعية الدموية، أي لا يعمل القلب مع التقدم بالعمر بالكفاءة نفسها ولا ينقبض بالقوة ذاتها ما يتسبب ببقاء الدم في حجر الأذينات القلبية، وعندما يبقى الدم ساكناً فيزداد احتمال تشكُّل خثرات دموية، والتي قد تنتقل من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر ومنه إلى الدوران الجهازي، وقد تصل إلى أوعية الدماغ، وبالتالي يزيد الرجفان الأذيني من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنحو خمس مرات.
يساعدنا التعرّف إلى أكثر عوامل الخطر شيوعاً التي تزيد من حدوث السكتة الدماغية الخاصة بكل عمر على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنبها ومعاكستها. والخبر الجيد أن هذه التعديلات والإجراءات لا تُحسّن فقط الحالة التي تتعلق بالسكتة الدماغية بل لها طيف واسع من الإيجابيات التي تنعكس على عدد كبير من الحالات الصحية الأخرى، ما يُعتبر مشجّعاً للأفراد على اختلاف أعمارهم.
اقرأ أيضاً: ما هي عملية «التجديد العصبية» التي يخضع لها الدماغ بعد سن الأربعين؟