هل تساقط الشعر في موسم الباذنجان خرافة شعبية أمْ حقيقة علمية؟

هناك مقولة شعبية قديمة تقول: "موسم الباذنجان يسبب تساقط الشعر"، فهل يعد الباذنجان مذنباً بالفعل في التسبب بتساقط الشعر أمْ أن هذه مجرد خرافة شعبية؟ إليك ما يقوله العلم في هذا المقال.

هل يسبب موسم الباذنجان حقاً تساقط الشعر؟

الجواب المختصر هو نعم، لكن المُلام ليس الباذنجان، إنما الفترة الزمنية التي يكون فيها موسم حصاده في الخريف، إذ يمكن في التحولات الموسمية أن يتساقط شعر الذكور والإناث، وتُسمَّى هذه الظاهرة بتساقط الشعر الموسمي، ولا يُعرف سبب هذا النوع من التساقط، وهناك عدة اقتراحات لتفسيره من أبرزها ما يلي:

التغيرات في درجة الحرارة: حيث يؤدي تغير درجة الحرارة وانخفاضها إلى الضغط على فروة الرأس وبصيلات الشعر، ما يُحدث تساقط الشعر الموسمي.
عدم الحاجة إلى الشعر الغزير في الخريف: إذ ينمو المزيد من الشعر خلال أشهر الصيف لحماية فروة الرأس من أشعة الشمس الحارة والأشعة الفوق البنفسجية، وبحلول الخريف، لا يعود هذا النمو الإضافي مطلوباً وبالتالي يتخلص منه.
الالتهابات الفطرية: تزداد هذه الالتهابات الفطرية في الشتاء، ما يؤدي إلى ظهور مجموعة من مشكلات في فروة الرأس والقشرة، ما يؤدي إلى تساقط المزيد من الشعر.
التغيرات الهرمونية: يزعم البعض أن قلة ضوء الشمس في أثناء الخريف تؤثّر في إفراز الهرمونات التي تسبب تساقط الشعر.

ما مدة تساقط الشعر الموسمي؟

يمكن أن تمتد فترة تساقط الشعر الموسمي إلى شهرين أو ثلاثة، ويحدث تساقط الشعر الموسمي غالباً خلال فصل الخريف، وفيه يكون أكبر عدد من الشعور الموجودة في الرأس بنهاية مرحلة التيلوجين، وهي آخر مرحلة من حياة الشعرة التي تضم المراحل التالية:

مرحلة النمو الديناميكي - أناجين (Anagen): وتستمر هذه المرحلة من 2 إلى 6 سنوات، وينمو خلالها الشعر نحو 1 سنتيمتر شهرياً.
مرحلة النضج - كاتاجين (Catagen): وتمتدُ من 2-3 أسابيع، ويتوقف خلالها نمو الشعر ويبدأ جذر الشعرة بالانكماش.
مرحلة الراحة والتساقط - التيلوجين (Telogen): ويمر شعر الناس بمرحلة التيلوجين خلال شهر يوليو/تموز، حيث يحدث تساقط للشعر في هذه المرحلة بعد نحو 100 يوم من بدايتها، أي في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني.

ويبدأ تساقط الشعر الموسمي في الصيف، ويبلغ ذروته خلال الخريف، ويمكن أن يستمر خلال فصل الشتاء.

ما أسباب تساقط الشعر الأخرى؟

قد يصادف تساقط شعرك في موسم الخريف، لكن سبب حدوثه قد يكون حالة أخرى، وفيما يلي أبرز الحالات التي تسبب تساقطاً مؤقتاً في الشعر:

خسارة 10 كيلوغرامات أو أكثر من الوزن في فترة قصيرة نسبياً.
تساقط الشعر بعد الولادة.
التعرُّض لمواقف مُجهدة مثل وفاة شخص عزيز أو الطلاق أو فقدان الوظيفة.
المعاناة من ارتفاع في درجة الحرارة.
الخضوع لعملية جراحية.
التعافي من مرض وخاصة الأمراض المصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم.
التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل بعد استخدامها.
الخضوع للعلاج الكيميائي للسرطان.

ويمكن بعد فترة من التعافي قد تستغرق 6-9 أشهر أن ينمو الشعر مجدداً ويستعيد كثافته الطبيعية.

كيفية إيقاف تساقط الشعر الموسمي في الخريف

يمكن التخفيف من تساقط الشعر الموسمي في الخريف من خلال اتباع النصائح التالية:

الحفاظ على نظام غذائي متوازن: أي تناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والبروتينات التي تعزز صحة الشعر، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على البيوتين وفيتامين د والزنك والحديد.
الحفاظ على رطوبة الجسم: يسهم الترطيب في تغذية الشعر، لذا من المهم شرب الكثير من الماء طوال اليوم.
العناية بالشعر بلطف: من المهم تجنب الإفراط في غسل الشعر والتمشيط العنيف، واستخدام شامبو وبلسم مناسبين لنوع الشعر.
تجنب تسريحات الشعر المشدودة: مثل الضفائر أو ذيل الحصان أو الكعكة، إذ يمكن أن تضغط على بصيلات الشعر وتسهم في تكسر الشعر وتساقطه.
الحد من تعرض الشعر للحرارة: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لأدوات التصفيف الساخنة مثل مجففات الشعر ومكواة التجعيد إلى إتلاف الشعر وجعله أكثر عرضة للتقصف والتساقط.
حماية الشعر من العوامل الجوية: يمكن أن يصبح الطقس أكثر جفافاً وبرودة في الخريف، لذا من الجيد ارتداء قبعة أو وشاح لحماية الشعر من الرياح القاسية ودرجات الحرارة الباردة.
تدليك فروة الرأس: يمكن لتدليك فروة الرأس بانتظام أن يحسّن الدورة الدموية في فروة الرأس، وهذا بدوره يمكن أن يعزز نمو الشعر.

كيف يمكن التمييز بين تساقط الشعر الموسمي والثعلبة؟

يختلف تساقط الشعر الموسمي عن الثعلبة، ويمكن التمييز بينهما من خلال ملاحظة النقاط الفارقة الخاصة بكل حالة، فأثناء تساقط الشعر الموسمي بموسم الباذنجان، لا يوجد فرق ملحوظ في مظهر الشعر بمناطق الرأس كلها، بينما في حالة الثعلبة تنخفض كثافة الشعر في مناطق محددة أو حتى فروة الرأس بأكملها، فيبدو الشعر رفيعاً وغير صحي.