ما الحلول المتوفرة بعد القيام بجراحة تجميل أنف فاشلة؟

ما الحلول المتوفرة بعد القيام بجراحة تجميل أنف فاشلة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/HBRH
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اتخاذ قرار إجراء عملية تجميل للأنف خطوة كبيرة تتطلب الكثير من الوقت والبحث والتخطيط المالي، ويرافق ذلك مستوى عالٍ من الإثارة التي تنطوي على توقع وتخيل ما ستكون عليه النتيجة النهائية، فالتوقعات تكون عالية أثناء انتظار انتزاع الجبيرة ورؤية النتائج، لهذا تخيل كم ستكون المشاعر كارثية ومقدار خيبة الأمل التي تأتي مع نتيجة غير مُرضية.

ومع ذلك، يجب أن نهمل الغوص في هذه المشاعر والتركيز على مجموعة من النقاط المهمة؛ أولها أن عملية تجميل الأنف هي واحدة من أكثر الإجراءات الجراحية التجميلية التي تتطلب الخضوع لإجراء جراحي متمم آخر، وذلك بنسبة 15-20% من الحالات. والنقطة الثانية أن النتائج غير المُرضية لا تعني فشلاً نهائياً، إذ توجد مجموعة من الاحتمالات الممكنة للخطوة التالية التي يمكن مناقشتها مع طبيبك التجميلي بما يتعلق بعملية تجميل الأنف العكسية (Reverse Rhinoplasty). 

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

عملية تجميل الأنف العكسية (Reverse Rhinoplasty)

عملية تجميل الأنف الأولية هي إجراء جراحي يُستخدم لإعادة تشكيل الأنف، ويساعد على تصحيح عدم تناسق الأنف وتحسين أبعاد الأنف وجعله أكثر انسجاماً مع باقي التراكيب الوجهية. إضافة إلى ذلك، يصحح تجميل الأنف الاضطرابات الوظيفية في عمل الأنف، كانحراف الوتيرة التي تؤثر في عملية التنفس.

أمّا جراحة تجميل الأنف العكسية فهي الإجراء الجراحي الذي يُجرى عند فشل جراحة الأنف الأولية في مساعدة المريض على تحقيق النتائج المرغوبة من عمله الجراحي، إذ تعالج جراحة الأنف العكسية مشكلات الأنف الجمالية أو الوظيفية التي حدثت بعد عملية تجميل الأنف الأولية، أو تلك التي لم يصلحها العمل الجراحي أساساً. ويصف جرّاحو التجميل جراحة الأنف التجميلية العكسية بأنها واحدة من أكثر الإجراءات الجراحية التجميلية تحدياً لهم، ليس من الناحية الجراحية فقط، وإنما النفسية لأنها تعني أن المريض ليس راضياً عن الجراحة الأولية، وأن الجرّاح لم ينجح بالمهمة الموكلة إليه.

هل من الطبيعي ألّا يُعجبك الأنف بعد عملية التجميل؟ ومتى يمكنك العمل على تصحيح النتائج؟

في البداية ينبغي تسليط الضوء على أن النتائج غير المُرضية لتجميل الأنف حالة طبيعية، قد تعود لاختيار جراح ذي خبرة سابقة لا تتناسب مع النتائج التي ترغب في الحصول عليها، لهذا يجب دائماً الاطلاع على نتائج عمليات الطبيب الجراحية السابقة أو نتيجة ضعف التواصل الفعّال بين المريض وطبيبه، إذ قد لا يعبّر المريض عن النتائج التي يرغب فيها بشكلٍ واضح، ما قد يجعل الجرّاح يظن أن فشل عملية التجميل حصاد لما كان يبحث عنه المريض ولم يعبّر عنه.

نقطة أخرى مهمة هي أن النتيجة التي تظهر مباشرةً بعد نزع الجبيرة هي نتيجة غير نهائية، فالأنف يكون متورماً ولم يتخذ الشكل النهائي بعد، حيث يحتاج الأنف بعد عملية التجميل إلى مدة تتراوح بين 12-18 شهراً حتى يستقر في شكله النهائي وقد يصل الأمر إلى 24 شهراً، وبعد ذلك يمكن تقييم شكله ووظيفته نهائياً لتقدير فيما إذا كان يتناسب مع تطلعات المريض.

ما الخيارات المتاحة لإصلاح نتائج جراحة تجميل الأنف الأولية؟

إن كنت ما زلت غير راضٍ عن النتائج حتى بعد مرور الوقت الكافي للتعافي، تحدث مع طبيبك حول ما لا يُعجبك وحول توقعاتك وناقشه بخيارات الخطوة التالية لإصلاح ذلك. عموماً، تعتمد الخيارات المتاحة على الجزء الذي لا يُعجب المريض في أنفه الجديد، ونورد أكثر المشكلات التي تحدث بعد عملية تجميل الأنف ولا تُعجب المريض وتدبير كلٍّ منها شيوعاً.

أرنبة الأنف المقروصة (Pinched Tip)

تحدث هذه الحالة عند إزالة قسم زائد من غضاريف مقدمة الأنف، ما يؤدي إلى تراجع في أرنبة الأنف لا يكون مثالياً. وإضافة إلى ذلك، تؤدي أرنبة الأنف المقروصة دوراً في إعاقة الوظيفة التنفسية، كما أنها تتراجع بشكلٍ تدريجي مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى تراجع دعم الشكل الخارجي والذي قد ينتهي بانهيار شكل فتحتي الأنف.

اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية

يتم تدبير هذه الحالة عن طريق إجراء غير جراحي وهو “حشوات الهيالورونيك” (Hyaluronic Fillers)، أو ما يُعرف بالفيلر. والتي تعتبر فعّالة جداً في إعادة تشكيل الأنف للمرضى غير الراغبين في تجميل الأنف، وحتى لأولئك الذين يعانون من عيوب طفيفة بعد عملية تجميل الأنف. ومن إيجابياتها أنها غير باضعة أي غير جراحية وتعطي نتائج فورية، إلّا أن النقطة السلبية الوحيدة بخصوصها أن هذه الحشوات ليست دائمة وتحتاج إلى التجديد كل 6 أشهر.

أنف قصير (Short Nose)

ينتج عن إزالة جزء كبير من غضاريف وعظام جسر الأنف حدوث قصر في الأنف، ويُعتبر مشكلة خاصةً عندما تكون بقايا التراكيب الوجهية بارزة وتحتاج إلى أنف بارز أيضاً.

يتم تدبير هذه الحالة من خلال استخدام الطعوم العظمية المتخصصة لإعادة تشكيل الغضروف والعظم، إلّا أنها عملية ترميمية تستغرق وقتاً لتُظهر النتائج النهائية. خيارٌ آخر هو الحفاظ على شكل الأنف الجديد مع تعديل التراكيب الوجهية الأخرى كالذقن وخط الفك للحصول على مظهر أكثر تناسقاً.

التواء جسر الأنف (Twisted Nose Bridge)

يحدث المظهر “الملتوي” لجسر الأنف إمّا نتيجة خطأ في العمل الجراحي وإمّا نتيجة رض الأنف بعد العمل الجراحي، ويمكن تصحيح ذلك وجعل الأنف متناظراً مرة أخرى عن طريق إعادة ترتيب الغضروف والعظام جراحياً. 

الأمر كذلك عند حدوث التواء في شكل الأنف ناجم عن إزالة جزء من أحد الغضاريف الجانبية للأنف دون إزالة جزء مماثل في الجهة المقابلة، ما يظهر على شكل عدم تناسق وتناظر في الأنف، ويتم تصحيح ذلك إمّا جراحياً بإزالة الجزء البارز من الجهة الثانية للأنف وإمّا عن طريق حشوات الهيالورونيك التي توضع في الجهة الأقل بروزاً وجعلها بارزة كالجهة المقابلة.

اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر

يكون المريض غير الراضي عن نتائج عملية تجميل أنفه أمام ثلاثة خيارات؛ إمّا إعادة تصحيح ما لا يعجبه في أنفه جراحياً، وإمّا استخدام حشوات الهيالورونيك، أو التحلي بالقناعة ومحاولة تقبل أنفه الجديد. والنقطة الأهم هي عدم الإسراع والاندفاع في اتخاذ القرار، بل إعطاء الأنف الجديد وقتاً لا يقل عن عام أو عامين لأخذ شكله الجديد فقد يكون في النهاية ما كنت ترغب في الحصول عليه.