8 طرق يمكنك تطبيقها لتكوين تصوّر إيجابي عن جسدك

4 دقائق
تصوّرنا عن أجسادنا
shutterstock.com/ Africa Studio

القدرة على التواصل الاجتماعي مجدداً بعد حالة الإغلاق التي ترافقت مع انتشار جائحة فيروس كورونا، قد تجلب الحماس والشعور بأن الحياة طبيعية؛ ولكنها قد تزيد أيضاً المخاوف حول تغيّر أجسادنا خلال تلك الفترة. أنا طبيبة نفسية درست تصوّر البشر عن أجسادهم لأكثر من 20 عاماً، ورأيت كيف يمكن أن تؤثر جائحة كوفيد-19 على الصحة والرفاه بعدة طرق؛ ومنها تصّورنا عن أجسادنا.

تم إغلاق الصالات الرياضية، وقد تكون طقوس الرعاية الذاتية قد أُهملت مع تراكم الإجهاد والمصاعب مثل التعليم المنزلي وشحّ الموارد المالية. لقد قضت الجائحة أيضاً على طريقة رئيسية نتعامل بها مع الناس؛ وهي الدعم الاجتماعي من خلال الاتصال الجسدي.

لقد أدى الإجهاد الناتج عن الجائحة بالعديد من الناس إلى اللجوء إلى آليات التأقلم الأخرى، وبعض هذه الآليات ضار بالصحة الجسدية والعقلية. في إحدى الدراسات التي أُجريت على 5469 بالغ في أستراليا، أفاد 35% منهم بزيادة نسب الأكل بنهم، أو تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة، بسبب ظروف الحياة ضمن الجائحة. في دراسة أخرى أُجريت على 365 بالغاً في إيطاليا، أفاد 25.7% منهم بزيادة نسب «الأكل العاطفي» خلال فترة الحجر، وفي دراسة استقصائية شملت 3000 بالغ في الولايات المتحدة، أظهر 61% منهم تغيرات غير مرغوب فيها في الوزن منذ بداية الجائحة. لا عجب أن يشعر الناس بالقلق حيال ما يعتقده الآخرون بشأن تغيّر مظهرهم.

ماذا يعني تصوّرنا عن أجسادنا؟

تصوّرنا عن أجسادنا هو نظرة الأشخاص إلى أنفسهم، أو مشاعرهم وأفكارهم ومعتقداتهم تجاه أو عن أجسادهم. يمكن أن يكون هذا التصوّر إيجابياً أو محايداً أو سلبياً، ويمكن أن يتقلب. المواقف التي تثير التصور السلبي عن الجسد (مثل عدم القدرة على ارتداء الملابس التي كانت مريحة من قبل، وملاحظة التغيرات المرتبطة بالعمر في المظهر، والنظر إلى الجسد على أنه غير جذاب، ومقارنة الجسم بالآخرين) تسمى «تهديدات تصور الجسد».

يعاني الكثيرون من تهديدات تصور الجسد ضمن ظروف جائحة كوفيد-19، كما تسببت الجائحة بزيادة في الصعوبات المتعلّقة بتناول الطعام (مثل تناول كميات مفرطة أو أقل من اللازم)، والانشغال بتحضير الطعام، والقلق بشأن الوزن وشكل الجسم.

لحسن الحظ؛ هناك 8 طرق صحيّة للتحكّم في القلق الناجم عن تصوّرنا عن أجسادنا، وصقل تصوّر إيجابيّ عن جسدنا خلال الخروج مجدداً من فترة الجائحة، كالتالي:

1. ركّز على ما تقدّره في جسدك

بدلاً من التركيز على ما تغيّر أو ما لا يعجبك في جسدك؛ ركّز على ما يفعله جسدك من أجلك. هذا يختلف من شخصٍ وآخر، على سبيل المثال؛ تسمح لي ذراعي باحتضان كلابي، وتسمح لي ساقي بأخذها للتنّزه، ومعدتي تسمح لي بهضم الطعام حتى يكون لديّ طاقة، وساعدني عقلي في كتابة هذا المقال. المظهر ليس أهم ما في جسدك؛ بل إن تقدير جسدك وما يفعله من أجلك هو أمر أساسي لتكوين تصوّر إيجابي عنه.

اقرأ أيضاً: جسدك يواجه صعوبات الحياة معك أيضاً: كيف يمكن للتوتر أن يقتلك؟

2. الانخراط مع الأشخاص الذين يقبلون الآخرين كما هم

كن انتقائياً في قضاء الوقت مع الآخرين بعد الجائحة. ابدأ بالأشخاص الذين «يتقبّلون جسدهم»؛ بمعنى أنهم لا يتحدثون بشكلٍ سيئ عن جسدك أو جسدهم أو جسد أي شخص آخر، قد لا يكونون من الذين يركّزون على المظاهر على الإطلاق. يزداد التصوّر الإيجابي عن الجسد عندما يتفاعل الناس مع الآخرين الذين يتقبلون مختلف أشكال الأجساد، يمكنك أيضاً التدرّب لتصبح شخصاً يُظهر القبول جسدياً للآخرين، وأن تقابل اللطف باللطف.

3. تعاطف مع ذاتك

ساعدت الأجساد الناس على النجاة من صدمة جائحة عالمية. من المهم أن تكون لطيفاً مع نفسك وجسدك إذا تغيّر مظهرك، ف التعاطف مع الذات يعني أن تكون لطيفاً مع نفسك كما تفعل مع شخص عزيز يمر بموقف صعب. لقد وجدت العديد من الدراسات أن التعاطف مع الذات مرتبط بازدياد إيجابية التصوّر عن الجسم، وإطلاق الأحكام القاسية على الذات مرتبط بازدياد سلبية هذا التصوّر. حاول أن تكن متيقظاً أو مدركاً لتجاربك دون إطلاق الأحكام، وادرك أن الآخرين يمرّون معك في هذه التجارب الصعبة.

4. انخرط في الحركات اليقظة

إذا كنت قادراً؛ حرّك جسدك بطرق تجلب لك السعادة وتجدد شبابك وتساعدك على التواصل مع جسدك ومعرفة حاجاته. تختلف الأجساد وقدرات الأفراد عن بعضها، وقد لا تكون الحركة اليقظة التي تناسب شخصاً آخر مناسبة لك. ثبت أن بعض الأنشطة؛ مثل اليوغا، تعزّز تصور الجسم الإيجابي طالما أنك مارستها دون التركيز على المظهر. تحرّك بطرق تساعدك على التركيز على مدى استمتاعك بالحركة بدلاً من مظهرك أثناء الحركة.

5. مارس الرعاية الذاتية

اسأل جسدك عمّا يحتاجه يومياً. تحتاج الأجساد إلى إمدادات منتظمة بالطاقة، الماء، الاسترخاء، النشاط والنوم. قد يكون من الصعب أن الرعاية الذاتية تناسب جدولك الزمني؛ ولكن من المهم جداً التخطيط للإجراءات والأنشطة التي تضعك في أفضل حالاتك.

اقرأ أيضاً: دليلك الصحي لتناول ما يكفي من الفواكه والخضروات يومياً

6. تفاعل مع الطبيعة

يرتبط التفاعل مع الطبيعة بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية؛ تشمل هذه الفوائد ازدياد التصوّر الإيجابي عن الجسد. قد تساعدك الأنشطة المتعلّقة بالطبيعة؛ مثل المشي لمسافات طويلة، على التركيز بشكلٍ أقل على مظهرك وبشكلٍ أكبر على كيفية عمل جسدك. يمكن أن يساعد التعرّض لجمال الطبيعة أيضاً في خلق فرص للرعاية الذاتية؛ وذلك عن طريق تجديد الشباب والحركة اليقظة على سبيل المثال.

7. امتنع عن مقارنة جسدك بالآخرين

من الشائع أن يقارن الناس أنفسهم بالآخرين. مع ذلك؛ عندما يقارن البشر مظهرهم كثيراً بمظهر الآخرين الذين يُنظر إليهم على أنهم أكثر جاذبيةً؛ يصبح تصوّرهم عن أجسادهم أكثر سلبيةً. يمكن أن يقارن الشخص جسده بجسد غيره في العديد من الظروف، وليس فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يحصل ذلك أيضاً في الأماكن العامة؛ مثل الشواطئ والمتاجر والمدارس. عندما تلاحظ أنك تقارن جسدك بالآخرين وتبدأ في الشعور بمشاعرَ سلبية تجاه جسدك، جرب إحدى الاستراتيجيات المذكورة أعلاه لاستعادة تصور إيجابي عن جسدك.

8. تجنّب الانخداع بموضات الحميات الغذائية

تشير الدراسات إلى أن اتباع الحميات ليس أمراً فعالاً؛ إذ أنه لا يرتبط بتخفيف الوزن على المدى الطويل، وغالباً ما يضعف الصحة بشكلٍ عام. بدلاً من ذلك؛ عند الشعور بالجوع ركّز على تغذية جسدك بالأطعمة التي تمدّه بالطاقة المستدامة. تناول الطعام بشكلٍ حدسي -أي استخدام إشارات الجوع والشهية والشبع الطبيعية لتحديد متى وماذا وكم يجب أن تأكل- يرتبط بالصحة والرفاه.

هناك العديد من الاستراتيجيات للمساعدة في بناء تصوّر إيجابي عن الجسد، والموارد متاحة لمساعدتك في العثور على أفضل تصوّر ممكن. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل أو تصور الجسم شديد السلبية، فإن الحصول على مساعدة احترافية هو أفضل طريقة.

لا يقتصر التصور الإيجابي عن الجسد على الشعور بالرضا عن مظهرك فحسب؛ بل هو أيضاً يعني تقبّل جسدك وحبّه بغض النظر عن شكله، والانخراط في الرعاية الذاتية لتلبية احتياجاته. مارس هذه الاستراتيجيات بانتظام لتعزيز التصوّر الإيجابي عن الجسد والحفاظ عليه، وادخل عالمك الاجتماعي مجدداً بأمان وثقة.

اقرأ أيضاً: قبل اتباع نظام الكيتو: تعرّف كيف يتأثر جسدك بهذا النظام الغذائي

المحتوى محمي