تعرّف إلى أشهر 11 خرافة حول داء السكري

تعرّف إلى أشهر 11 خرافة حول داء السكري
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Pavlovska Yevheniia

أصبح مصطلح داء السكري مألوفاً أكثر من أي وقت مضى، إذ يتعايش أكثر من 422 مليون شخص حول العالم مع داء السكري. ونظراً لازدياد هذا الرقم بشكل دراماتيكي، أصبح من المهم محاربة الخرافات وأنصاف الحقائق التي يؤثر تفشيها على التعامل العام مع هذه الحالة الصحية المزمنة. فما أبرز المفاهيم الخاطئة حول داء السكري؟

1. استهلاك السكر يسبب الإصابة بالسكري

يأتي هذا الالتباس من حقيقة أن كل الأطعمة تتحول بعد هضمها إلى غلوكوز رافعةً من مستوى سكر الدم، ولا شك أن تناول كميات مفرطة من السكر يومياً يؤدي دوراً في زيادة خطر حدوث زيادة الوزن والبدانة والسكري، إلا أن السكر نفسه ليس عاملاً مسبباً.

ولا يمكن أن نقول إن المريض مصاب بالسكري لمجرد ارتفاع سكر الدم لديه بعد تناول الطعام، إذ يُشخص داء السكري عند وجود ارتفاع في سكر الدم بعد صيام 12 ساعة، فالارتفاع لا يكون عندئذ ناجماً عن تناول الطعام وإنما عن فشل الإنسولين في خفض سكر الدم.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

2. السكري مرض وراثي

إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بداء السكري لا تعني أن جميع أفراد العائلة سيطورون إصابة بالسكري، وبالشكل نفسه لا يعني غياب إصابات داء السكري في العائلة أن الأفراد محصنون من الإصابة بشكل مطلق، حيث تتحدد الإصابة بالسكري بتفاعل العوامل البيئية ونمط الحياة مع العامل الوراثي.

3. إمكانية التوقف عن تناول أدوية السكري بمجرد السيطرة على نسبة السكر في الدم

من الطبيعي أن تعود مستويات سكر الدم إلى مجالها الطبيعي عند الالتزام بالأدوية الخافضة للسكر وبعادات الحياة الصحية، إلا أن هذا لا يعني الشفاء من السكري وإنما يعني أن العلاج والتدبير المتبعين فعالان ومناسبان.

ويمكن التوقف عن تناول الأدوية الخافضة للسكر عندما يكون الالتزام بالحمية والتمارين الرياضية كافياً للمحافظة على سكر الدم ضمن المجال الطبيعي، وهذا يقرره مقدم الرعاية الصحية المشرف على العلاج.

4. البدانة تؤدي حتماً للإصابة بالسكري

لا شك أن زيادة الوزن والبدانة من عوامل الخطر للإصابة بداء السكري، ولكن الأفراد الذين يتمتعون بأوزان طبيعية ليسوا محصنين من الإصابة بشكل تام، حيث يُصاب الأشخاص بالسكري من أي وزن.

من جهة أخرى، لا تؤدي البدانة أو زيادة الوزن إلى الإصابة بشكل مطلق بالسكري، فكما ذكرنا يعتبر السكري مرضاً متعدد العوامل والمستويات ولا تحصل الإصابة به بمجرد وجود واحد من عوامل الخطر فقط.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟

5. مرضى السكري ممنوعون من تناول السكر مدى الحياة

يحتاج مرضى السكري بالتأكيد إلى إدارة وجباتهم الغذائية بعناية، من مراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتناولونها وحتى كمية البروتين، ودون شك يبقى موضوع تناول السكر القضية الأبرز التي يختلف عليها الجميع.

لا تعتبر الأطعمة الغنية بالسكر محظورة بشكل مطلق طالما يتم تناولها واستهلاكها بشكل مدروس، ومفتاح النجاح في عدم حرمان النفس من السكريات وعدم العبث بمستوى سكر الدم بالوقت نفسه هو الاعتدال في تناولها، إلى جانب الاستمرار في تناول الوجبات الصحية وممارسة التمارين والالتزام بالأدوية.

6. فقدان الرؤية وبتر الأطراف نتائج حتمية للسكري

لحسن الحظ هذه خرافة، فصحيح أن السكري يؤثر على الأوعية الدموية التي تغذّي العين مؤدياً لحدوث ضعف في الرؤية، كما يؤثر على الأوعية التي تغذّي الأطراف رافعاً بذلك من خطر الإصابة بالغرغرينا، إلا أن هذه المضاعفات محصورة فقط بحالات السكري سيئ الضبط، وأما بالنسبة للأفراد الذين يديرون حالتهم بعناية فإن هذه النتائج نادرة.

7. مرضى السكري ممنوعون من قيادة الآليات

لا يعني تشخيص مرض السكري أن الشخص بحاجة إلى التوقف عن القيادة، حيث يُطلب من مرضى السكري الخضوع للتقييم من قبل الطبيب لنفي وجود أي مشكلات في الرؤية، أو أي حالات نقص سكر الدم التي قد تحمل خطر فقدان الوعي عادةً قبل السماح لهم بالقيادة.

اقرأ أيضاً: ظاهرة الفجر: لمَ تحدث عند مرضى السكري؟ وكيف يتم التعامل معها؟

8. ضعف تحمل السكر يتطور دائماً إلى السكري

يعاني الملايين حول العالم من "ضعف تحمل السكر"، وهي حالة تكون فيها نسبة السكر في الدم أعلى من المعتاد، ولكن ليست عالية بما يكفي لتشخيص السكري. تتطور هذه الحالة إلى سكري صريح في حال أُهمل تدبيرها، وعادةً ما يكون تغيير نمط الحياة كافياً ليوقف عجلة تقدم حالة ضعف تحمل السكر إلى السكري.

9. مرضى السكري يُنصحون بتجنب ممارسة الرياضة

تعتبر التمارين الرياضية عنصراً مهماً في إدارة مرض السكري، فهي تساعد في إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم وتحسين الحساسية للإنسولين. وتعتبر ممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين منخفضة إلى معتدلة الكثافة الخيار الأفضل لمرضى السكري.

ومع ذلك تؤثر التمارين الرياضية على نسبة سكر الدم بطرق مختلفة، وقد يتسبب الإفراط بممارستها بحدوث نوب نقص سكر الدم، لذلك من المهم الاعتدال في ممارسة التمرين والاحتفاظ بالكربوهيدرات سريعة المفعول في حقيبة التمرين دائماً. ومن المهم أيضاً فحص سكر الدم بشكل منتظم خلال التمرين أيضاً للتوجيه نحو أي تغيرات مهمة في سكر الدم.

10. السكري مرض معدٍ

هذه خرافة حتماً فالسكري مرض غير معدٍ ولا ينتقل بين شخصين كما تنتقل الإنفلونزا، والعوامل المسببة للسكري تنحصر بكونها متعلقة بالعامل الوراثي ونمط الحياة، فلا يوجد فيروس أو جرثوم أو كائن حي ممرض مسؤول عن الإصابة.

اقرأ أيضاً: السكر يقتل: وجهُ السكر الأشدُ مرارة!

11. السكري ليس خطيراً

نود الختام بهذه الخرافة حول السكري لتسليط الضوء على نقطة مهمة، وهي أن الأعداد المتزايدة لداء السكري والسير البطيء والمزمن لتطوره لا يعنيان أنه ليس خطيراً، فالتدبير السيئ للسكري يجعل الشخص في خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واعتلال الأعصاب والقصور الكلوي والعمى، والذي بدوره يؤثر بشكل جوهري على الصحة العامة ونوعية الحياة.

المحتوى محمي