دراسة جديدة: تحديد موعد الولادة مسبقاً قد يقلل من خطر الإصابة بانسمام الحمل

دراسة جديدة: تحديد موعد الولادة مسبقاً قد يقلل من خطر الإصابة بانسمام الحمل
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Tatiana Diuvbanova
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُعد متلازمة انسمام الحمل (Preeclampsia)، حالة خطيرة جداً من ارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تظهر في أثناء الحمل، وهي سبب رئيسي لوفيات الأمهات. وتُعرّف هذه الحالة بأنها ارتفاع ضغط الدم إلى حد يساوي 140/90 ميليمتراً زئبقياً أو أكثر، وتصيب واحدة من كل 25 حالة حمل في الولايات المتحدة، كما يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات وصعوبات في %8 من الولادات في أنحاء العالم.

تُشخّص هذه الحالة عادة بعد 20 أسبوعاً من الحمل، وتشمل أعراضها تغيرات في الرؤية والصداع وتورماً في اليدين أو القدمين أو الوجه أو العينين بالنسبة للأم، أو تغيراً في صحة الجنين.

انسمام الحمل والولادة المبكرة

كشفت دراسة نُشرت في 10 أبريل/ نيسان في مجلة هايبرتنشن (Hypertension) أنه يمكن الوقاية من أكثر من نصف حالات انسمام الحمل التي تحدث خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل (من الأسبوع 37 إلى الأسبوع 42) من خلال تحديد موعد الولادة مسبقاً قبل موعدها الطبيعي. تشمل أساليب تحفيز الولادة في الموعد المحدد مسبقاً تحريض المخاض باستخدام هرمون الأوكسيتوسين (oxytocin) أو إجراء عملية الولادة القيصرية الجراحية.

وتُعد الولادة المبكرة خياراً للنساء المعرضات للإصابة بانسمام الحمل في الأسابيع 20 إلى 36 من الحمل، لكن معظم الحالات تحدث في الفترة الممتدة من الأسبوع 37 إلى الأسبوع 42 من الحمل. تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، وأستاذة طب التوليد في كلية كينغ (King’s College) في مدينة لندن، لورا ماغي (Laura A. Magee) في بيان صحفي: “يمكن إجراء الولادة في الموعد المحدد مسبقاً في العديد من المستشفيات أو المراكز الصحية، لذلك، فإن هذا النهج المقترح للوقاية من الإصابة بانسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين الرعاية الصحية للأمهات حول العالم”.

اقرأ أيضاً: كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟

لإجراء الدراسة، درس فريق من الباحثين في المملكة المتحدة سجلات صحية جُمعت على مدى أكثر من 10 سنوات من مستشفى كلية كينغ في مدينة لندن ومستشفى ميدوي ميريتايم (Medway Maritime) في مدينة غيلينغهام. وتبين أن سن معظم النساء المريضات المشمولات في الدراسة كان في بداية الثلاثينيات، وقد أشرنَ إلى أنهن من أصحاب البشرة البيضاء. وأكدت 10% من النساء تقريباً أنهن مدخّنات، وأقل من 3% كان لديهن تاريخ طبي يشير إلى إصابتهن بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري من النوع الثاني أو أمراض المناعة الذاتية. فيما أبلغت 3.9% فقط من النساء المريضات عن وجود تاريخ عائلي معروف للإصابة بانسمام الحمل.

تضمنت مجموعة البيانات 57,131 حالة حمل، وجُمعت سجلات صحية لهذه الحالات في الفترة بين الأسابيع 11 إلى 13 من الحمل. ومن بين هذه الحالات كانت هناك 1,138 إصابة بانسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة. بينما كانت هناك 619 حالة إصابة في الفترة الزمنية بين الأسابيع 35 و 36 من الحمل.

مخاطر الإصابة بانسمام الحمل

قيّم الباحثون مخاطر الإصابة بانسمام الحمل والفوائد المحتملة للولادة في موعد محدد مسبقاً بالنسبة للمجموعتين، باستخدام المعايير الدقيقة لتشخيص الحالة ونموذج التنبؤ الذي يستخدم العوامل الفردية للمريض لتقييم المخاطر.

وجد الباحثون أن معدل الإصابة بانسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة منه كان متساوياً بين النساء اللواتي خضعن للفحص خلال الثلث الأول من الحمل والنساء اللواتي خضعن للفحص خلال الثلث الأخير من الحمل. وبشكل عام، كانت مدة الحمل للنساء اللواتي شملتهن الدراسة 40 أسبوعاً. وتبيّن أن ثلثي النساء المشاركات في الدراسة خضعن لولادة طبيعية، فيما أُجريت عمليات ولادة قيصرية لربع النساء المريضات تقريباً.

اقرأ أيضاً: ما الأمور الواجب تجنبها في الأشهر الأولى من الحمل؟

بالإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى أن استخدام نموذج التنبؤ بالمخاطر بدلاً من الفحص السريري العادي يمكن أن يجعل الولادة في موعد محدد مسبقاً خطوة فعالة لتقليل مخاطر الإصابة بانسمام الحمل بنسبة تزيد على النصف.

تقول ماغي: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه تمكن الوقاية من أكثر من نصف حالات انسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة عن طريق الولادة في موعد محدد مسبقاً (أو المخطط لها)، ومن المهم الإشارة إلى أن ارتفاع خطر الإصابة بانسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة كان مرتبطاً بولادة طبيعية في وقت مبكر، وبالتالي فإن النساء اللواتي كانت لديهن درجة أعلى من مخاطر الإصابة كنّ يلدنَ في موعد مبكر بدلاً من الولادة في الوقت المتوقع”.

تضمن هذا البحث بعض أوجه القصور، مثل دراسة مخاطر الإصابة بانسمام الحمل فقط من خلال نماذج التنبؤ بالمخاطر، وعدم البحث في احتمالية الإصابة بعد الولادة، والتي يمكن أن تحدث خلال فترة تصل إلى 6 أسابيع بعد الولادة (على الرغم من أن هذا النوع من الإصابات نادر الحدوث).  بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء دراسات سريرية عشوائية لتقييم مدى سلامة الولادة في موعد محدد مسبقاً وفعاليتها كتدخل مناسب لتقليل خطر الإصابة بانسمام الحمل في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ أيضاً: متى يشكل المغص خطراً حقيقياً على الحامل؟ وما هي أسباب حدوثه؟

يوصي مركز كليفلاند كلينك (Cleveland Clinic) بعدد من الإجراءات الوقائية لتقليل مخاطر الإصابة بانسمام الحمل لدى النساء الحوامل اللواتي يعانين من عوامل الخطر. وتشمل هذه النصائح مراقبة مستويات ضغط الدم ومستويات السكر في الدم والحصول على قدر كافٍ من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ووفقاً لمركز كليفلاند كلينك، فإن تناول جرعات خفيفة من الأسبرين يومياً قد يقلل أيضاً من خطر الإصابة بانسمام الحمل بنسبة 15%.