كيف تحافظ على نشاطك الذهني؟ إليك أفضل 7 تمارين

إليك أهم 7 تمارين للحفاظ على حدة النشاط الذهني للدماغ
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لا ينطبق مَثل “استخدمه أو اخسره” على صحتنا الجسدية فحسب، وإنما على صحتنا المعرفية، فكما تعتبر ممارسة الرياضة البدنية بانتظام ركيزة أساسية تحافظ على الصحة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض، تحمي التمارين الذهنية الدماغ من الشيخوخة والضرر العصبي الناجم عنها الذي يتظاهر على شكل تراجع في الأداء الذهني وفي الذاكرة والوظيفة المعرفية.

وكي نقي أدمغتنا من الغوص في فخ الكسل الذهني، علينا ممارسة التمارين الذهنية التي تنشّط الخلايا الدماغية ماسحةً الغبار عن الأجزاء التي لا تُستخدم عادةً مُنشطةً إياها. ومن أهم هذه التمارين وأبسطها وأمتعها نذكر التمارين العشر التالية:

7 تمارين ذهنية تساعد الدماغ على تعزيز الذاكرة والوظيفة المعرفية

تهدف التمارين الذهنية، وخاصةً تلك التي تتضمن أنشطة واقعية، إلى تنشيط كل الخلايا العصبية ما يحسّن من وظائف الدماغ ويجعله يعمل بكفاءة أعلى ويرفع من معدل التركيز. يؤكد الطبيب ديفيد إيجلمان، الحاصل على دكتوراة في علم الأعصاب والأستاذ المساعد في علم النفس والصحة العقلية في جامعة ستانفورد الأميركية في كاليفورنيا، ذلك قائلاً: “الدماغ يعمل بشكلٍ معقّدٍ وعدوه الكسل، كما أن تنشيطه يتم بأبسط الممارسات، فالقيادة إلى المنزل عبر طريق مختلف أو تنظيف الأسنان بيدك غير المسيطرة كفيلة بتنشيطه، كما أن الدماغ يعمل من خلال الارتباطات، وكلما كان عدد الحواس التي نستخدمها أكثر، عمل الدماغ وتنشّط بكفاءة أعلى، لهذا السبب يكون حفظ كلمات الأغاني أسهل من محاولة تذكر الكلمات نفسها دون موسيقى”.

اقرأ أيضاً: تحد من التوتر والاكتئاب: إليك فوائد القراءة للدماغ والجسم

من المهم التنويه بأن ممارسة التمارين الذهنية التالية التي سنأتي على ذكرها ينبغي ألّا تكون حكراً على كبار السن ممن بدأت تتراجع قدراتهم العقلية، إذ إنها مفيدة للصغار والطلاب لتحفيز أدمغتهم وتنشيط ذاكرتهم، كما أنها مفيدة لمَن يبدأ الشيخوخة؛ للوقاية من حدوث الكسل الذهني المرتبط بتراجع الأداء المعرفي.

1. تركيب الصور

سواء تضمنت لعبة تركيب الصور جمع صورة مكونة من 1000 قطعة لبرج إيفل أو 100 قطعة لإحدى شخصيات برامج الأطفال، فإن العمل على أحجية الصور المقطوعة يعد وسيلة ممتازة لتنشيط الدماغ وتحفيزه. حيث يُعطي تركيب الصور قدرات معرفية متعددة ويشكّل عاملاً وقائياً ضد الشيخوخة المعرفية البصرية والمكانية. فحتى تتمكن من جمع قطع الصور المبعثرة عليك توظيف حاسة البصر والنظر إلى مختلف القطع وتشغيل مخيلتك لتكتشف إذا كان مكان إحدى القطع مناسباً داخل الصورة الأكبر، ما يعتبر رائعاً لتحدي العقل. 

2. تعلم مفردة جديدة كل يوم

لا يقتصر دور تنوع المفردات لدينا على جعلنا نبدو أذكياءً فقط، وإنما يؤدي تعلم المفردات إلى تنشيط وظائف الدماغ تماماً كأيّ لعبة محفزة للعقل؛ فعند تعلم المفردات الجديدة، تنشغل كلٌّ من حاستي البصر والسمع ويستنفر الدماغ معززاً إدراكه لاستقبال المفردة الجديدة، كما يحاول الدماغ حفظها فتتنشط الذاكرة. لهذا السبب احتفظ دائماً بدفتر ملاحظات معك، وحاول تعلم 5 مفردات جديدة يومياً وابحث عن تعريفها.

اقرأ أيضاً: كيف تصل إلى حالة التدفق الذهني التي تمنحك السعادة؟

3. تعلم رقصات جديدة

“تعلّم رقصة جديدة وسيشكرك دماغك على ذلك”؛ حيث يزيد تعلم حركات رقص جديدة من سرعة معالجة الدماغ للمعلومات كما يحفّز الذاكرة. ولا يتطلب الأمر إتقان الرقص باحترافية وإنما فقط المشاركة بأحد دروس الرقص وحفظ الحركات الجديدة، كما أن الرقص يتطلب اتزاناً وتناسقاً، لهذا قد يتأهب الدماغ قليلاً وهو يرسل الإشارات والأوامر الحركية لتأدية خطوات الرقصة الجديدة. 

4. تنمية إحدى المهارات

هل كنت تحلم دائماً بإتقان عزف البيانو أو احتراف الرسم أو تعلم ركوب الخيل؟ الآن لديك سبب وجيه لذلك، فإلى جانب أنه أمر ممتع ومثير للاهتمام، يساعد اكتساب مهارة جديدة على تقوية الروابط وتعزيز الصلة بين الخلايا العصبية الدماغية، الأمر الذي يساعد بدوره على تحسين وظيفة الذاكرة وخاصةً لدى كبار السن. وقد يكون الأمر بسيطاً أيضاً كتعلم كيفية إصلاح سيارتك، أو إتقان استخدام تطبيق معين ولا يتعلق دائماً بتعلم مهارة صعبة إلى حدٍّ ما، كل ما في الأمر إغراق الدماغ بإتقان ما هو جديد.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن مرض الضمور المخيخي؟ وما أحدث العلاجات المتوفرة؟

5. الاستماع إلى الموسيقى

يُعزز الاستماع إلى الموسيقى من الذكاء الإبداعي، كما أن الاستماع إلى الألحان يجعلنا قادرين على التوصل إلى حلولٍ أكثر ابتكاراً عند حل المشكلات مقارنة بالصمت، الأمر الذي يثبت لنا أن الموسيقى تنعش الخلايا الدماغية وتجعلها أكثر نشاطاً، الأمر الذي بدوره يعني دماغاً محفزاً وأكثر جهوزية للعمل.

6. ممارسة التأمل

لربما تكون الآثار الأكثر تداولاً لممارسة التأمل أنه يهدئ الجسم ويبطئ التنفس ويقلل من التوتر والأفكار المتداخلة التي تزدحم في الدماغ، لكن فوائده لا تقتصر على ذلك فحسب؛ إذ تساعد ممارسة التأمل أيضاً على ضبط الذاكرة وزيادة قدرة الدماغ على معالجة المعلومات، وكل ما يتطلبه الأمر هو البحث عن مكانٍ هادئٍ وإغماض العينين وقضاء 5 دقائق والانغماس في الاسترخاء.

اقرأ أيضاً: قد تمنحك القوة الذهنية قدرة على التحكم في النشاط البدني

7. تعلم لغة جديدة

الفوائد المعرفية لتعلم لغتين أو أكثر تكاد لا تُعد؛ إذ تسهم ثنائية اللغة في تحسين الذاكرة وتحسين المهارات البصرية المكانية وتعزز الإبداع وتؤخّر ظهور التدهور العقلي المرتبط بالعمر. والخبر السار هو أن جني ثمار تعلم اللغة لا يتطلب أن نكون مخضرمين بها، إذ إن الفوائد يتم جنيها خلال الأيام الأولى من تعلمنا للغة، وتتزايد مع استمرارنا بها.