لا شك في أن معظمنا جرّب الطعم الحارق عند تناول الفلفل الحار. قد يتحمل البعض الطعم الحارق، بينما قد يُضطر البعض الآخر إلى شرب الحليب فوراً بعد تناول الطعام الحرّيف للتخفيف من الشعور الحارق.
يعشق البعض الطعم الحارق للغاية، وهناك من يشارك في مسابقاتٍ لتناول الفلفل الحار بحثاً عن أقوى أنواع الفلفل الحار في العالم؛ كفلفل «كارولاينا ريبر» الذي استحق لقب الفلفل الأشد حرارة في العالم.
نما سوق الصلصة الحارة العالمية بشكلٍ كبير في السنوات القليلة الماضية، ويبلغ حوالي 2.71 مليار دولار أميركي حالياً، ومن المتوقع أن ينمو إلى 4.38 مليار دولار بحلول عام 2028.
ولكن هل يضر طعم الفلفل الحار صحتنا؟ لنلقي نظرةً على الأدلة
الطعم الحارق مجرّد «خدعة»
بالرغم من فوائده الصحية، فقد يسبب تناول الفلفل الحار القليل من الأعراض تشمل: الغثيان، القيء، آلام العين، الإسهال، آلام البطن وحرقة المعدة بسبب الارتجاع الحمضي، والصداع.
لكن هذا الشعور بالحرق ناتجٌ ببساطة عن رد فعل أجسامنا وليس بسبب طعم الفلفل الحارق، لذلك فإن العديد من الآثار الجانبية التي نلاحظها عند تناول الفلفل الحار؛ مثل التعرّق والألم، ناتجة عن اعتقاد الجسم بأن الشعور بالحرق حقيقي.
ولهذا يمكن اعتبار الشعور الحارق «ممتعاً»؛ إذ يتعرّف الجسم على الكابسيسين؛ وهو المركب النشط الرئيسي في الفلفل الحار، ويستجيب له على الفور؛ ولكن لا يوجد ضرر مادّي خطير على الخلايا، فالكابسيسين «يخدع» الجسم ليعتقد أنه يعاني من حرق حقيقي.
ولكن ما هو أصل الشعور بالحرق وما فائدته؟ حسناً؛ الثدييات فقط هي من تشعر بهذا الإحساس، بينما لا تشعر به الطيور، لذلك تشيع النظرية القائلة بأن النباتات قد طوّرت استجابة الكابسيسين لردع الثدييات عن تناولها، بينما يمكن للطيور أكل الثمار والبذور وحملها إلى أماكن أبعد لتساعدها على الانتشار بالتالي.
ومع ذلك، فرغم عدم حدوث حرقٍ حقيقي؛ قد تستجيب الخلايا الفردية (مستقبلات الخلايا العصبية المسؤولة عن الشعور بالألم) في الفم والجهاز الهضمي للمحفّزات عن طريق إفراز مواد كيميائية تسبب قدراً ضئيلاً من التهيّج الإضافي. عادةً ما تكون الاستجابة مؤقتةً وقصيرة، وتميل إلى التلاشي بمجرّد أن يخفّ الشعور بالحرق.
بخلاف ذلك؛ لا يوجد الكثير من الأدلة القوية التي تدعم أية آثارٍ سلبية أو أضرار كبيرة يمكن أن يسببها الاستهلاك المتوازن والمعتدل للفلفل الحار؛ لكن هناك ارتباطاً ضعيفاً بالفعل بين استهلاك كمياتٍ كبيرة من الفلفل الحار بالتدهور المعرفي إلى حدٍّ ما، فقد وجدت إحدى الدراسات أن استهلاك أكثر من 50 غراماً في اليوم (ما يعادل 3.5 ملاعق كبيرة) قد يؤدي لضعف الذاكرة؛ ولكن تلك البيانات أُبلغ عنها ذاتياً، ولم تتكرر بعد مزيدٍ من البحث.
هل هناك مخاطر على المدى الطويل؟
الفلفل الحار هو إحدى التوابل الأساسية المستخدمة في العديد من المطابخ، وللاستهلاك المنتظم للتوابل العديد من الفوائد لغناها بمضادات الأكسدة. بالإضافة إلى ذلك؛ يميل من يضيف الفلفل الحار إلى وجباتهم إلى تقليل كمية الملح التي يستخدمونها؛ أي قد يصبح استهلاك الطعام الحار عادةً صحية عند البعض.
بالنتيجة؛ بالرغم من أن الفلفل الحار قد يسبب بعض الإنزعاج للبعض لعدة ساعاتٍ بعد من تناول الفلفل الحار باعتدال.
ربما لاحظت أنه كلما زاد استهلاكك للفلفل الحار، زادت قدرتك على تحمّل الطعم الحارق لأن أعصاب الألم تصبح أقلّ حساسيةً مع التحفيز المتزايد والمتكرر. بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن للبعض تحمل مستوياتٍ أعلى بكثير من الإحساس الحارق بشكلٍ طبيعي؛ وذلك عائدٌ جزئياً إلى الجينات التي يحملوها.
ومع ذلك؛ ورغم أن العديد قد يستمتع بالطعم بتناول الفلفل الحار أكثر منك، فإن التوصية هي تناول الكمية التي تناسبك ولا تسبب لك أي إزعاج.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.