يبدو تورم الأصابع في الشتاء وكأنه شيء يحدث لكبار السنّ فقط، إلا في الواقع يمكن لأي شخص أن يصاب بتورم الأصابع في أي عمر. وتورّم الأصابع عبارة عن كتل منتفخة على الجلد تظهر كرد فعل غير طبيعي ناتج عن التهاب الأوعية الدموية الدقيقة بعد التعرض للهواء البارد. وعادةً ما تكون حمراء أو أرجوانية. لكن ما أسباب حدوثها، وطرق الوقاية منها، وعلاجها.
أسباب تورم الأصابع في الشتاء
ربما يكون التورم بشكلٍ عام مجرد حكة على الجلد وقد يتطور إلى درجة الألم. وينتج عن تفاعل جلدي غير طبيعي تجاه البرد. لكنه يميل بالمجمل إلى الحدوث على الأطراف التي تبرد بسهولة، مثل أصابع القدم وأصابع اليد والأنف وشحمة الأذن. لكن، ومع ذلك، من الممكن أن تتورّم أحياناً مناطق أخرى من الجلد إلى عند البرد القارس، مثل الكعبين وأسفل القدمين والفخذين. لكن تورّم الأصابع هو الحالة الأكثر شيوعاً
يمكن أن يحدث تورّم الأصابع في أي عمر. وه أكثر شيوعاً عند الأطفال وكبار السن. كما يحدث أيضاً عند النساء أكثر من الرجال. وليس من الواضح تماماً لدى الأطباء سبب إصابة بعض الأشخاص بتورم الأصابع عندما يبرد جلدهم. لكن تنقبض الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد عندما يصبح الجلد بارداً. وقد يصبح تدفق الدم إلى مناطق الجلد بطيئاً جداً. لكن مع إعادة تدفئة الجلد، تعود هذه الأوعية للتوسع بطريقة سريعة، مما يسبب تسرب الدم من الأوعية الدموية إلى الأنسجة القريبة لسطح الجلد. وبطريقةٍ ما، يتسبب ذلك في حدوث التهابٍ وتورّم في تلك المناطق، مما يؤدي في النهاية إلى تورم الأصابع.
قد تلعب سرعة تغيّر درجة الحرارة دوراً في ذلك. إذ أن الناس أكثر عرضةً لتورم الأصابع إذا قاموا بتسخين الجلد البارد بسرعة كبيرة. على سبيل المثال؛ عند الالتصاق بزجاجة ماء ساخن أو الجلوس على مسافةٍ قريبة جداً من النار أو المدفأة.
تشخيص تورم الأصابع
يمكن للطبيب الشخصي عادةً تشخيص تورم الأصابع أثناء الفحص البدني الأساسي. وقد يطرح على المصاب أيضاً بعض الأسئلة حول أي تعرّضٍ حديث للطقس البارد أو الرطب بشكلٍ أكثر من المعتاد. وفي حالاتٍ نادرة يكون فيها الورم أكثر حدة، قد يقرر الطبيب أخذ خزعة من المنطقة المصابة. يتضمن ذلك إزالة عينة صغيرة من الأنسجة والنظر إليها تحت المجهر بحثاً عن علامات لأي حالة كامنة، مثل سرطان الجلد.
إذا كنت قد أصبت بتورم الأصابع من قبل، فمن المحتمل أن تتعرف عليه بنفسك. لكن، ومع ذلك، إذا لم يظهر لديك من قبل، ولاحظت وجوده، فمن الأفضل مراجعة طبيبك للتأكد من أنه ليس شيئاً آخر أكثر خطورة وله أعراض مشابهة، مثل شرى البرد أو التهاب الأوعية الدموية. لكن في معظم الحالات التي يظهر فيها تورم الأصابع لأول مرة، يميل الأطباء إلى استبعاد أي حالاتٍ محتملة ذات صلة، مثل داء الذئبة أو مشاكل في الدورة الدموية، والتي تتطلب العلاج.
علاج تورم الأصابع في الشتاء
على الرغم من أن تورم الأصابع غير مريح، إلا أنه لا يسبب أي ضرر دائم في أغلب الأوقات. وعادةً ما يشفى من تلقاء نفسه في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع إذا تجنب الشخص المزيد من التعرض للبرد. وفي كثير من الحالات، تبدأ الأعراض في التقلص عند إحماء الأطراف المتورّمة. لكن إذا كانت الحكة مستمرة، فقد يصف الطبيب كريم فيه مركب الـ«كورتيكوستيرويد»؛ الذي يخفف من الالتهابات. أما إذا كان الشخص يعاني من ضعف الدورة الدموية أو مرض السكري، فقد لا يشفى تورم الأصابع في الشتاء بشكلٍ جيد، إذ يصبح مزمناً ويتطلب مراجعةً دوريةً للطبيب.
قد يصف الطبيب في بعض الحالات أيضاً أدوية ضغط الدم للمساعدة في فتح الأوعية الصغيرة بالقرب من سطح الجلد. مما يساعد أيضاً في تقليل الالتهاب وتخفيف الألم. وقد يستطيع المرء منع تورم الأصابع بنفسه من خلال حماية اليدين والقدمين من التعرّض للبرد.
علاج تورم الأصابع في المنزل
في حين أنه من الأفضل عادةً ترك تورم الأصابع في الشتاء لينتهي من تلقاء نفسه، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها في المنزل لتخفيف الأعراض. فبمجرد ملاحظة الأعراض، يجدر محاولة تدفئة المنطقة المصابة ببطء عن طريق وضعها تحت غطاء أو بطانية. وتجنُّب استخدام الحرارة المباشرة لأن تدفئة المنطقة بسرعة كبيرة قد تزيد الأعراض سوءاً.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنّب التدليك أو فرك المنطقة المتورّمة. إذ أنه في حين أن هذه قد تبدو طريقة جيدة لتدفئة المنطقة ببطء، إلا أنها قد تزيد من تهيّج الجلد أو الالتهاب. كما يُنصح بوضع غسولاً لطيفاً غير معطر على المنطقة أثناء شفاء تورم الأصابع، ذلك للحفاظ على ترطيب البشرة. إذ أن هذا مهم بشكل خاص إذا كان تورم الأصابع يترافق مع بثور. حيث يعمل الحفاظ على البشرة نظيفة ورطبة على تقليل خطر الإصابة بعدوى جلدية.
عوامل تزيد من احتمال تورم الأصابع
تحدث معظم حالات تورم الأصابع لدى الأشخاص الأصحاء. ومع ذلك، فإن بعض العوامل قد تجعل بعض الناس أكثر عرضةً للإصابة بها من غيرها أهم هذه العوامل:
- وجود ضعف في الدورة الدموية، أو مشاكل أخرى في الأوعية الدموية. وعلى وجه الخصوص، الأشخاص الذين يعانون من حالة تسمى «الذئبة الحمامية الجهازية» هم أكثر عرضة للإصابة بتورم الأصابع.
- الإصابة بمرض «الشرايين المحيطية» تؤثر أيضاُ على الدورة الدموية في الجلد، مما يزيد احتمالية التورم.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بتورم الأصابع.
- التدخين.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بداء فقدان الشهية العصبي، أو حالات أخرى تضع الجسم على مؤشر الكتلة المنخفض.