في دراسة أجريت عام 2020، ونُشرت في المجلة الأميركية للصحة العامة (American Journal of Public Health)، تبين أن 1 من كل 3 مقالات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على معلومات مضللة حول أربعة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً. ومن المؤسف أنها تلقى رواجاً وانتشاراً أكثر من المعلومات الدقيقة، ويمكن أن تؤثّر في كيفية إدراك الناس لمخاطر السرطان والوقاية منه وتشخيصه وعلاجه.
في أواخر عام 2022، قدّرت منظمة الصحة العالمية (WHO)، عدد النساء المصابات بسرطان الثدي بين عامي 2015 و2020 بنحو 7.8 ملايين امرأة، ما يجعله السرطان الأكثر شيوعاً في العالم. لذا وتجنباً لسوء الفهم ونشر المعلومات الكاذبة، من المهم فصل الحقيقة عن الخيال لمساعدة نفسك والآخرين على مواجهة هذا المرض.
1. هل تسبب مضادات ومزيلات العرق سرطان الثدي؟
سنوات طويلة انتشرت الشائعات المحذرة من استخدام مضادات التعرق تحت الإبط بعد الاعتقاد بقدرتها على الإصابة بسرطان الثدي. تعود هذه التخوفات إلى:
- مادة البارابين: توجد مادة البارابين الحافظة في مزيلات ومضادات التعرق، ولها تأثير مشابه للأستروجين في الجسم الذي يعزز نمو خلايا سرطان الثدي. حيث عثر باحثون في دراسة نُشرت في مجلة علم السموم التطبيقي (Journal of Applied Toxicology)، على كميات صغيرة من مادة البارابين الحافظة، في عينات من أورام الثدي.
- المركبات القائمة على الألومنيوم: المستخدمة في مضادات التعرق والتي لها تأثير مماثل أيضاً للأستروجين.
- منع التعرق: يُعتقد أن مضادات التعرق تسد قنوات العرق وتمنع الغدد اللمفاوية من تخليص الجسم من السموم. إلّا أنه وفقاً لجمعية السرطان الأميركية (American Cancer Society)، تزيل الكبد والكلى معظم المواد المسببة للسرطان من الدم، وليس العقد اللمفاوية، وإطلاقها في البول والصفراء.
كما نفت الجمعية وجود دليل يربط بين استخدام مضادات التعرق أو مزيلات العرق تحت الإبط والتطور اللاحق لسرطان الثدي.
2. هل تزيد حمالات الصدر ذات الأسلاك الداخلية من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
تحد حمالات الثدي ذات الأسلاك الداخلية من تدفق السائل اللمفاوي، ما قد يسبب تراكم السموم في الثديين، لكن ذلك لا يسبب الإصابة بسرطان الثدي. ومع ذلك، أفادت دراسة نُشرت في دورية علم الأوبئة السرطانية، المؤشرات الحيوية والوقاية (Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention)، على أكثر من 1500 امرأة، بأنه لا يوجد رابط بين ارتداء حمالات الصدر وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في أي جانب من الجوانب، سواء من حيث حجم الحمالة أو عدد ساعات ارتدائها، أو العمر الذي بدأت فيه بارتداء الحمالة.
3. هل يتضمن علاج سرطان الثدي إزالة أحد الثديين أو كليهما فقط؟
لا، لا يتضمن علاج سرطان الثدي إزالة أحد الثديين أو كليهما فقط؛ ثمة العديد من خيارات العلاج المتاحة لسرطان الثدي، ويعتمد اختيار أحدها على عوامل مختلفة مثل نوع السرطان ومرحلته، والصحة العامة للمريضة، والتفضيلات الشخصية. ومن أهمها:
- الجراحة لإزالة الورم فقط.
- العلاج الإشعاعي والكيميائي، لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني، يُستخدم لعلاج السرطان الحساس للهرمونات.
- أدوية تقوية العظام (البايفوسفونيت).
- العلاج المناعي.
اقرأ أيضاً: دليلك لفهم سرطان الثدي
4. هل النساء فقط مَن يصاب بسرطان الثدي؟
في الحقيقة، يمكن للرجال أن يصابوا بسرطان الثدي أيضاً، على الرغم من ندرته الشديدة. وفقاً لمؤسسة أبحاث سرطان الثدي (Breast Cancer Research Foundation)، يمثّل سرطان الثدي عند الذكور أقل من 1% من حالات سرطان الثدي المُشخّصة جميعها، حيث يصاب واحد من كل 833 رجلاً بسرطان الثدي، في حين تصاب امرأة من كل 8 نساء بسرطان الثدي. قد لا تبدو هذه النسب مقلقة، إلّا أنه من الواجب أن يتعرف الرجال أيضاً على أعراض سرطان الثدي، وإجراء الفحوص الدورية بانتظام للكشف المبكر عنه.
5. هل الكتلة هي العرض الوحيد لسرطان الثدي؟
إن وجود كتلة قد يكون مؤشراً على الإصابة بسرطان الثدي، إلّا أنه من الممكن للأشعة السينية أن تكشف الإصابة به، حتى قبل أن يكون السرطان "ملموساً". أشار طبيب جراحة الثدي في كلية إيكان (Icahn School) في نيويورك، مايكل زيدمان (Michael Zeidman)، أنه قد لا يكون السرطان واضحاً أبداً ويستمر في الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، كما أنه لدى الكشف المبكر عن سرطان الثدي في مراحله الأولى، تكون نسبة الشفاء منه 100%، بينما تنخفض النسبة مع تطور الإصابة وتقدم المراحل.
من العلامات الأخرى لسرطان الثدي التي ينبغي الانتباه لها:
- سماكة في الأنسجة في الثدي.
- تغير في حجم الثدي أو شكله.
- تغير في شكل الحلمة، كأن تصبح غائرة.
- كتلة أو ورم تحت الإبطين.
- طفح جلدي أو حكة أو احمرار أو تقشر الحلمة أو ما حولها.
- تجعد في جلد الثديين.
- خروج مفرزات من إحدى الحلمتين.
اقرأ أيضاً: دليل الخطوات الخمس للفحص المنزلي لسرطان الثدي
6. هل تسبب إصابة الثدي سرطان الثدي؟
قد يحدث اللغط بين الإصابة بسرطان الثدي، والتلف في أنسجة الثدي نتيجة إصابة مادية. فقد أوضح زيدمان أن إصابة الثدي المادية تسبب تغيرات في الثدي، تُعرف بـ "نخر الدهون" بحيث تبدو مثل كتلة غير منتظمة وذات حواف خشنة لدى التصوير بالأشعة السينية. لتمييزها عن كتلة سرطان الثدي ينبغي فحص خزعة منها.
7. هل يزيد التلقيح الصناعي من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
خلال التلقيح الصناعي، يلجأ الأطباء لأدوية تحاكي هرمون الأستروجين لتحفيز المبيضين على إنتاج البيض، لذا تخوف بعض الأطباء من أن تشجّع هذه الأدوية نمو سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الأستروجين. لكن تحليلاً تلوياً للدراسات الاستقصائية جميعها خلال الثلاثين عاماً المنصرمة، ونُشر في دورية الخصوبة والعقم (Fertility and Sterility)، أثبت أن الأدوية المحفزة للإباضة لا تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
8. هل النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي هن فقط المعرضات للخطر؟
في حين أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يزيد من فرص الإصابة به، فإنه ليس العامل الوحيد المحدد للإصابة. وفقاً لجمعية السرطان الأميركية، فإن 5-10% من سرطان الثدي يكون سببه طفرة جينية تنتقل عبر المورثات. أمّا الـ 90-95% الأخرى فترجع إلى حد كبير إلى نمط الحياة والعوامل البيئية.