تحدث الركودة الصفراوية في وقتٍ متأخر من الحمل، أي خلال الثُلث الأخير من الحمل، إلا أنها قد تبدأ من الأسبوع 28 من الحمل، وهي تحدث نتيجة ارتفاع مستويات الهرمونات الأنثوية والذي بدوره يبطئ من عملية الهضم ويجعل العصارة الصفراوية تتراكم في الكبد، ما يتسبب بضعف واضطراب هضم وتفكيك الأغذية الغنية بالدهون.
عادةً ما تجعل الركودة الصفراوية الحامل غير مرتاحة، لما تسببه من حكة شديدة في كامل أنحاء الجسم وخاصةً في اليدين والقدمين. ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون الركودة الصفراوية مُقلقة، حيث تشكل خطراً على صحة كل من الأم والجنين إن لم تُدبر بالطريقة الصحيحة. إذ يعتمد الجنين على كبد الأم لإزالة الفضلات من دمه، وإذا كان كبدها لا يعمل بشكل صحيح، فهذا يؤدي إلى تراكم النفايات والصفراء في مجرى الدم حتى تصل لمستويات غير آمنة على سلامة وصحة الجنين.
اقرأ أيضاً: هل من الآمن ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الحمل؟ ومتى يجب الامتناع عنها؟
أعراض الركودة الصفراوية أثناء الحمل
الحكة الشديدة المعممة في كل الجسم وغير المترافقة مع الطفح الجلدي هي العرض الرئيسي للركودة الصفراوية، وتشعر معظم الحوامل بالحكة في جلد راحتي اليدين وباطني القدمين. تسوء هذه الحكة كلما اقتربت الحامل من موعد ولادتها، وتزول خلال بضعة أيام بعد الولادة والوضع، كما تسوء ليلاً وقد تتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم لدى الحامل في بعض حالات الحكة المعنّدة. ومن العلامات والأعراض الأقل شيوعاً للركودة الصفراوية أثناء الحمل:
- اليرقان الجلدي واصفرار صلبة العين.
- الغثيان والقيء.
- التعب الشديد.
- فقدان الشهية.
- اغمقاق لون البول.
- تبدل لون البراز بحيث يصبح فاتحاً ومائلاً للرمادي أو البني الشاحب.
- ألم بطني يتوضع في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
ما عوامل الخطر بالإصابة بالركودة الصفراوية أثناء الحمل؟
تكون الحامل معرضة لتطوير ركودة صفراوية أثناء حملها في الحالات التالية:
- إصابة أحد أفراد الأسرة بهذه الحالة.
- إصابة الحامل بالركودة الصفراوية في حمول سابقة.
- الحمل التوأمي الثنائي أو الثلاثي.
- تاريخ من الإصابة بالتهاب الكبد.
- تاريخ من الأمراض الكبدية أو حدوث تليف في الكبد.
- الإصابة بحالة وراثية تؤثر على كيفية تصنيع الصفراء في الجسم مثل طفرة الجين HSD3B7.
اقرأ أيضاً: هل كثرة نوم الحامل تضر الجنين؟
ما المضاعفات المرتبطة بالركودة الصفراوية في الحمل؟
ترتبط الركودة الصفراوية بحدوث مجموعة من المضاعفات أثناء الحمل على رأسها مشكلات امتصاص فيتامين K المُنحل بالدسم، والذي ينجم عنه ضعف في تخثر الدم وحدوث النزيف عند الحامل، كما يتسبب نقص فيتامين K بحدوث الداء النزفي الولادي عند الجنين ما يتطلب دعمه بجرعة من هذا الفيتامين بعد الولادة مباشرة. كما تزيد الركودة الصفراوية من حدوث التسمم الحملي والإصابة بالسكري الحملي عند الأم أيضاً. وتشمل المضاعفات المتعلقة بالجنين المرتبطة بالركودة الصفراوية في الحمل ما يلي:
- حدوث الولادة المبكرة.
- الإملاص أو موت الجنين داخل الرحم.
- حدوث الضائقة الجنينية أي تباطؤ نبض الجنين واضطراب الأكسجة لديه.
- استنشاق العقي.
تدبير الركودة الصفراوية خلال الحمل
الهدف الرئيسي من التدبير هو تخفيف الأعراض وإعادة الراحة إلى جسم المريضة إضافةً إلى إزالة الخطر الكامن على صحة الحامل والجنين. ولتخفيف الحكة يوصي مقدمو الرعاية الصحية بما يلي:
- استخدام العقار الدوائي "أورسوديوكسيكوليك" (Ursodeoxycholic): وهو حمض صفراوي يستخدم لعلاج التليف الصفراوي البدئي في الكبد وتفتيت حصوات المرارة، كما يُستخدم في علاج اضطرابات الكبد والجهاز الصفراوي المرتبطة بالتليف الكيسي عند الأطفال. كما يعتبر من العلاجات الآمنة والفعّالة لدى الحوامل ممن يعانين من ركودة صفراوية من مراحل الحمل المبكرة، فهو يخفف من الحكة بشكل كبير ويصحح بعض الاضطرابات الحيوية لديهن، ويبقى من المفضّل استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بالحامل قبل البدء بأي دواء مهما كان آمناً.
اقرأ أيضاً: متى يشكل المغص خطراً حقيقياً على الحامل؟ وما أسباب حدوثه؟
- اعتماد المغاطس الدافئة أو الباردة وليست الساخنة، لتخفيف الحكة حيث يفيد نقع القدمين أو اليدين في تحقيق ذلك.
- الراحة في السرير وتجنب الإجهاد.
- تعديل النمط الغذائي وجعله غنياً بالفاكهة والخضروات والابتعاد عن الأطعمة المقلية أو الدسمة التي تزيد عبء العمل على الكبد وتزيد من الحكة.
- ارتداء الألبسة الفضفاضة والقطنية التي لا تُحسس الجلد.