ما هي «متلازمة رينو» التي تؤدي إلى حدوث ابيضاض وخدر في أصابع اليدين والقدمين؟

3 دقيقة
دليلك الشامل للتعرف على "متلازمة رينود" والتفريق بينها وبين "ظاهرة رينود"
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Alena_Kos
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لا يمكن لمرضى متلازمة رينو أن ينسوا المرة الأولى التي لاحظوا فيها إصابتهم، إذ لا يحدث كل يوم أن تنظر ليديك أو قدمك لتجد أن إصبعاً أو اثنين منها قد فقدا لونهما تماماً بينما حافظت بقية الأصابع على لونها وحالتها الطبيعية. وعلى الرغم من أن أعراضها غريبة فإنها لا تُعتبر حالة صحية خطيرة، حيث تشتمل على حدوث نوب متكررة من تشنج الأوعية الدموية، والذي يمكن أن يكون معيقاً للأنشطة اليومية، إلّا أنها لا تُلحق ضرراً طويل الأمد بهذه الأوعية.

اقرأ أيضاً: متى ينبغي الحصول على مساعدة طبية لعلاج الإنفلونزا؟

ما هي متلازمة رينو وما أعراضها؟

متلازمة رينو هي اضطراب يؤثّر في الأوعية الدموية الصغيرة للأصابع، كما يؤثّر في أوعية الأنف والشفتين وشحمة الأذن، وعند الإصابة بها تحدث نوب متكررة تتقلص فيها الأوعية بشكلٍ شديد، ويُدعى ذلك بالهجمات الوعائية التشنجية، وذلك عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة أو نتيجةً للتوتر، وتستمر كل نوبة 15 دقيقة.

تحدث الإصابة بمتلازمة رينو بين أفراد تتراوح أعمارهم بين 15-25 عاماً، وبسبب تقلص الأوعية أكثر مما ينبغي، يتحول لون الجلد في المنطقة المصابة إلى اللون الأبيض ثم إلى اللون الأزرق، وذلك نتيجة ضعف وصول الدم إلى الأنسجة، وهذا ما يُفسّر أيضاً الشعور بالبرد أو الوخز المستمر. 

متلازمة رينو هي أحد شكلين مميزين لمرض رينو، أولهما الشكل البدئي وهو الذي يُطلق عليه اسم متلازمة رينو، وهو مجهول السبب وأقل شدة من الشكل الآخر، ويُطلق عليه اسم ظاهرة رينو وهو بالمجمل أكثر شدة ويحمل خطر حدوث التقرح أكثر من الشكل البدئي، ويحدث نتيجة وجود حالة كامنة أو نوعية، وبينما يستخدم معظم الناس هذه المصطلحات بالتبادل يستخدمها العلماء والأطباء للتمييز بين الأشكال الأولية والثانوية للحالة.

مَن الأفراد الأكثر عُرضةً للإصابة بمتلازمة رينو؟

يزداد خطر الإصابة بمتلازمة رينو عند الفئات التالية:

  • الإناث.
  • المراهقون والأفراد ممن لم يتجاوزوا الـ 30 عاماً.
  • الأفراد ذوو التاريخ العائلي الصحي للإصابة. 

بينما تؤثّر ظاهرة رينو بصورة أكبر على الأفراد الذين يتعرضون لضغط نفسي مستمر أو المصابين بالأمراض المناعية الذاتية مثل تصلب الجلد أو الذئبة الحمامية الجهازية أو داء برغر أو التهاب الجلد والعضلات، كما يرتفع خطر الإصابة بها في بعض الحالات الصحية مثل ارتفاع التوتر الشرياني الرئوي أو السرطان.

اقرأ أيضاً: كيف تعتني بمريض مصاب بمرض كلوي مزمن؟

من جهة أخرى، يزداد خطر حدوث ظاهرة رينو عند الأفراد الذين يستخدمون الأدوات اليدوية بصورة مستمرة مثل آلات ثقب الصخور أو المناشير، وتعد هذه الحالة أيضاً أكثر شيوعاً لدى عازفي البيانو والكُتّاب ممن يستخدمون لوحة مفاتيح الحاسوب بشكلٍ كثيف.

ما العوامل المحرضة التي تسبب حدوث هجمة متلازمة رينو؟

من غير المعروف حتى الآن السبب الدقيق لحدوث متلازمة رينو، وينصُّ بعض الفرضيات على أن اضطرابات الدم التي تتزايد فيها كثافة الدم قد تكون السبب، أي عند زيادة عدد الصفائح الدموية أو خلايا الدم الحمراء. علاوةً على ذلك، يمكن أن تكون المستقبلات التي تتحكم في تضييق الأوعية الدموية أكثر حساسية للمحفزات مثل الطقس البارد أو تناول الطعام أو الشراب البارد أو التوتر والقلق.

كيف تُدبر متلازمة رينو وعلاجها؟

يختلف العلاج بالاعتماد على شدة الحالة والنوع، فلا يُعالج الشكل الأولي مثل الشكل الثانوي، وتشتمل أهداف العلاج على منع حدوث الهجمات وتحسين نوعية الحياة، بالإضافة إلى علاج السبب الذي أدّى إلى الإصابة بظاهرة رينو؛ أي الشكل الثانوي، ومنع حدوث التقرح وتلف الأنسجة الناجمة عن نقص التروية.

يتضمن أهم الخطوط العريضة لتعديلات نمط الحياة التي تُحسّن إدارة الحالة الصحية تجنب الجلوس في الأماكن الباردة وارتداء ملابس دافئة في الطقس البارد، وتجنب لمس الأشياء الباردة، إلى جانب إدارة التوتر والعواطف القوية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الهجمات.

أمّا خلال النوبات الحادة فيُنصح باستخدام أحد الأدوية التالية وذلك تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية:

  • الأدوية الحاصرة لقنوات الكالسيوم: والتي بدورها تساعد الأوعية الدموية الصغيرة على الاسترخاء والانفتاح.
  • حاصرات ألفا: تعمل هذه الأدوية على معاكسة تأثير الأدرينالين الذي يعتبر أحد أهم الهرمونات التي تتسبب بحدوث انقباض الأوعية. 
  • تطبيق مرهم النتروغليسرين: يساعد تطبيق هذا المرهم على علاج تلف الأنسجة وتقرحها نظراً لأنه يُسهم في توسيع الأوعية الدموية ويعزز تدفق الدم.

اقرأ أيضاً: بديل البوتوكس: ما العلم وراء استخدام رقع السيليكون لتنعيم البشرة ومحاربة التجاعيد؟

وفي حال لم تنجح الأدوية المذكورة أعلاه في تدبير الحالة أو التخفيف من الأعراض، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بالقيام بإجراء يُدعى بـ “استئصال الودي”. حيث تُقطع من خلاله الأعصاب الصغيرة القريبة من الأوعية الدموية المصابة بشكلٍ مؤقت، ما يمنع الأعصاب من إرسال الإشارات التي تجعل الأوعية الدموية ضيقة للغاية، وتأثير هذا الإجراء يمكن أن يستمر من عام إلى عامين.