يأتي التعامل مع بعض الحالات الصحية مثل الصرع مع بعض التعديلات الضرورية أو التبديلات الطفيفة في نمط الحياة إن صح التعبير، نظراً لأنها حالات صحية مزمنة وطويلة الأمد، يتداخل فيها نمط الحياة أو كيفية التعامل مع المرض بصورة أكبر مقارنة بالحالات الصحية الحادة مثل التهاب المعدة والأمعاء على سبيل المثال.
فإذا تُرِكت هذه الأمراض دون إيلاء شيء من الاهتمام الزائد إليها بصورة يومية ستتفاقم، وقد تصبح خطيرة إذا أُهمِلت إلى حد كبير. وبما يخصُّ الصرع، تُعد السيطرة الجيدة على النوبات الخطوة الأولى في الحد من المخاطر المرتبطة به، ويتحقق ذلك من خلال اتباع مجموعة من التعليمات إليك أهمها.
اقرأ أيضاً: كيف تعتني بمريض مصاب بمرض كلوي مزمن؟
تناول الأدوية في موعدها
حجر أساس إدارة النوبات المتكررة للصرع هو تناول الأدوية حسب إرشادات الطبيب في الوقت نفسه من كل يوم، وقد يبدو الأمر مستحيلاً فكيف للمريض ألّا يغفل حبة أو حبتين من الدواء في ظل وجود مسؤوليات متعددة أخرى؟
على المريض أو مرافقيه معرفة أن تفويت حبة أو حبتين كفيلٌ بالتسبب بحدوث نوبة صرع، لذا فإن تذكر تناول الدواء وفقاً للتعليمات أمرٌ غاية في الأهمية. وهناك حيلة تساعد على تجنب النسيان قدر المستطاع وهي وضع الدواء في مكان على مرأى النظر. على سبيل المثال، يمكن وضعه بجوار الكوب الذي يُستعمل يومياً أو في الحمام بجوار فرشاة الأسنان، وذلك بعد التأكد من أن هذا لا يتعارض مع متطلبات تخزين الدواء.
تجنب تناول الأدوية التي تُفاقم الصرع
لا فائدة من تناول دواء الصرع يومياً في التوقيت نفسه إن كان المريض يتناول دواءً آخرَ ذا تأثير يتعارض مع تأثير دواء الصرع، حيث ينتهي الأمر في وضع المريض في خطر متزايد للإصابة بالنوبات. ومن هنا تأتي أهمية الدراية الجيدة بالأدوية التي تتداخل مع أدوية الصرع، وعلى رأسها:
- بعض الصادات الحيوية من فئة البنسلينات مثل الأموكسيسيلين والأوغمنتين.
- بعض الصادات الحيوية التي تنتمي لفئة الفلوروكينات مثل السيبروفلوكساسين.
- بعض الصادات الحيوية ذات التأثير المضاد للطُفيليات مثل الميترونيدازول.
- بعض مضادات الاكتئاب من زمرة ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين.
- الترامادول.
- بعض الأدوية المضادة للذهان مثل الكلوربرومازين.
اقرأ أيضاً: إليك 6 نصائح للتعامل مع مريض ألزهايمر
الالتزام بالعادات الصحية التي تُحسّن الحالة العامة للصرع
هناك توصيات محددة لتعديل نمط الحياة الخاص بمرضى الصرع، والتي تُحسّن إلى حد كبير من نوعية حياة مريض الصرع من خلال الحد من حدوث النوب الصرعية والوقاية منها إلى حد كبير. ومن أهم هذه العادات والنصائح نذكر:
- الحرص على الحصول على قدر كافٍ من النوم كل ليلة.
- الالتزام بنمط حياة غذائي صحي يتضمن عدم تفويت أي وجبة وتعزيز الحصول على المواد المغذية، وشرب ما لا يقل عن لتر من الماء يومياً.
- تجنب التعرض للضوء الساطع فترة طويلة؛ إذ يتسبب ذلك في حدوث نوبة صرعية.
- تقليل التوتر والسيطرة على القلق قدر الإمكان.
- تجنب الإصابة بنزلات البرد والأمراض قدر الإمكان وعلى رأسها الأمراض الالتهابية، لأن الإصابة بها تعني ارتفاع درجة الحرارة، ويعتبر ارتفاع درجة الحرارة أحد أهم العوامل التي تزيد من خطر حدوث النوب الصرعية.
- الحرص على الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب لمس الوجه عندما يكون الشخص في الخارج، لأن هذه هي الطريقة التي نلتقط بها نزلات البرد عادة.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي.
- تجنب استهلاك الكحول أو المخدرات على اختلافها.
- تدبير حالات الإدمان وعلاجها تحت إشراف الطبيب والتعامل مع تأثيرات السحب –كالسحب الناجم عن إدمان الكحول أو إدمان بعض الأدوية المُهدئة مثل البنزوديازيبينات- تحت إشراف الطبيب.
- تجنب القيام بالأنشطة التي تحمل شيئاً من الخطورة بشكلٍ مفرد دون صحبة مثل السباحة أو تسلق المرتفعات أو القيادة، حيث لا يمكن التنبؤ بوقت حدوث النوبة الصرعية.
التعامل الصحيح مع مريض الصرع في أثناء حدوث النوبة الصرعية
في حال حدثت نوبة صرعية لشخص تُرافقه من الضروري أن تعي أن الجسم يتصلب في أثناء النوبة وترتعش العضلات، ليس كارتعاشها عند ارتفاع درجة الحرارة وإنما يكون ارتعاشاً أقوى. وبشكلٍ عام، لا يقع على عاتق المرافق "علاج النوبة الصرعية"، وما يتطلبه الأمر هو الحفاظ على جسم مريض الصرع في حالة ثابتة بحيث لا يؤذي نفسه فيها، ويمكن تلخيص خطوات التعامل مع مريض الصرع بالخطوات التالية:
- الحفاظ على الهدوء والبقاء بقرب المريض.
- وضع المريض في حالة لا يؤذي نفسه فيها، فإذا كان يجلس على كرسي فينبغي مساعدته للثبات في وضعية لا تحمل خطر السقوط على سبيل المثال.
- حماية رأس المريض من حدوث أي رض خلال الارتعاش، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع جسم ناعم كقطعة قماش تحت رأسه.
- وضع جسم المريض إلى أحد جانبيه وعدم تركه مستلقاً على ظهره، حيث تحمل النوبة الصرعية احتمال خروج بعض الإفرازات، وبالتالي نحمي المريض من خلال هذه الخطوة من خطر حدوث الاختناق، فهي تساعد على تصريف سوائل الفم وتساعد على الحفاظ على مجرى الهواء سالكاً.
- فك أي ملابس ضيقة تضغط على بطن المريض أو رقبته كالحزام أو الياقة.
- طلب المساعدة الطبية في حال استمرت النوبة أكثر من 5 دقائق دون أي تحسن.
اقرأ أيضاً: ما يجب أن تعرفه عن ملازمة مريض باركنسون وكيفية التعامل معه على المدى الطويل