كيف تعالج خراج اللثة وما هي أسبابه؟

3 دقيقة
ما السبب وراء ظهور خراج اللثة وكيف يتم علاجه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ valiantsin suprunovich

في الوهلة الأولى قد تشعر كأنه بقايا طعام منحشرة، حيث يولد ذات الشعور بالرغبة الملحة إلى تحسس ما يوجد هناك، ولكن عندما تتحسسه بلسانك أو عندما تنظر إليه في المرآة سترى أنه يبدو وكأنه كرة وردية صغيرة تخرج من اللثة المتورمة. غالباً ما يكتشف المرضى "خراج اللثة" بهذه الطريقة، ما يرفع إشارات الاستفهام لديهم متسائلين كيف حدث هذا التورم، لهذا السبب أوردنا في هذا المقال أهم الأسباب التي تتسبب بحدوث خراج اللثة وكيف يتم تدبيره والتعامل معه.

ما الأعراض الأخرى لخراج اللثة؟

الخراج هو شكل من أشكال الالتهاب يتجمع فيه السائل القيحي الناجم عن الإنتان في جيب مغلق، ويستمر السائل القيحي في التراكم طوال العلمية الالتهابية، لهذا السبب قد تصل الخراجات بشكل عام إلى أحجام كبيرة في حال لم يتم تدبير الالتهاب على نحو صحيح في وقت مبكر. 

اقرأ أيضاً: لمَ يحدث «الضغط على الأسنان» أثناء النوم وكيف يتم علاجه؟

يمكن أن يتطور الخراج في أي جزء من الجسم بما في ذلك داخل الفم، ويوجد لخراجات الفم نوعان هما "خراج السن" والذي غالباً ما يكون عميقاً غير مرئي و"خراج اللثة" والذي يمكن رؤيته بالعين المجردة. ولخراج اللثة مجموعة من الأعراض التي تميزه نذكر أبرزها:

  • ألم شديد نابض مرافق لتورم واحمرار مكان ظهور الخراج. 
  • زيادة الحساسية للأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
  • الشكوى من ألم أثناء المضغ.
  • ضعف ثباتية الأسنان المجاورة لمكان الخراج، وقد يصل الأمر لفقدان الأسنان بشكل دائم عند سوء التدبير أو التأخر في تقديمه.
  • الإحساس بطعم سيئ المذاق في الفم.
  • تصريف السائل القيحي من الخراج.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • حدوث ضرر طويل الأمد للأسنان المجاورة وللثة.

أسباب حدوث خراج اللثة

يحدث خراج اللثة عند وجود بؤرة إنتانية غير معالجة في اللثة أو حول الأسنان، وتنجم معظم الحالات عن التهاب دواعم الأسنان الذي يحدث عند إهمال تنظيف الفم، وفيه تتراكم طبقة الجير تحت اللثة وتُحدث إنتاناً مع الوقت، خاصةً عندما لا يتمكن القيح من التصريف فيتجمع ويشكل خراجاً في اللثة.

من جهة أخرى، يحدث الخراج نتيجة وجود جيب عميق في اللثة، والذي يظهر كنتيجة لأمراض اللثة على اختلافها. يعتبر الجيب بيئة مناسبة لنمو البكتيريا وخاصة عندما تنحشر بقايا الأطعمة فيه أيضاً، إذ يزدهر نمو البكتيريا عندئذ ويتراكم القيح في الجيب ليشكل خراجاً لاحقاً.

عامل آخر يسبب حدوث خراج اللثة هو ضعف الجهاز المناعي والذي يحدث عند الإجهاد المفرط والتوتر والإصابة بالأمراض المزمنة أو أمراض المناعة الذاتية، فالجهاز المناعي الضعيف لن يكون قادراً على محاربة أبسط الالتهابات.

اقرأ أيضاً: كيف تجعل من غذائك اليومي معززاً لجهازك المناعي؟

تدبير وعلاج خراج اللثة

خراج اللثة لن يشفى من تلقاء نفسه بشكل كامل، ومن المهم استشارة طبيب أسنان لبدء العلاج الصحيح تجنباً لحدوث أي مضاعفات. فعلى الرغم من أن خراج اللثة يبدو حالة لا تنطوي على أي مخاطر، فإن إهمالها له عواقب قد تكون مهددة للحياة.

يتضمن علاج خراج اللثة تصريف السائل القيحي من الخراج عن طريق شق الخراج بعد تطبيق كريم مخدر والتنظيف العميق لإزالة أي بقايا أو رواسب في جيب اللثة، إضافة لإزالة الجير أعلى وأسفل اللثة.

قد يطلب طبيب الاسنان صورة شعاعية بسيطة X-Ray لتحديد فيما إذا كان خراج اللثة قد وصل إلى العظم، واعتماداً على درجة تأذي وفقدان العظام، يقرر طبيب الأسنان الخطوة القادمة، فقد يُبقي على السن إن كان أساسه غير متأذٍ، بينما قد يختار خلع السن إذا وصل الإنتان لعمق العظم، كما يعتبر خيار تجديد أنسجة العظم وأنسجة اللثة المتأذية خياراً عند البعض.

من جهة أخرى، يؤثر خراج اللثة على لب السن، واللب هو مركز السن الذي يتكون من النسيج الضام والأوعية الدموية والأعصاب التي تغذي السن، وإذا تأثر اللب، قد يقترح طبيب الأسنان وجود حاجة لفتح قناة للب مع إزالة الجزء التالف من السن.

يشتمل تدبير خراج اللثة على وصف الصادات الحيوية التي تعتبر أساسية في العلاج، حيث تساعد في منع تراكم المزيد من السائل القيحي، كما تقلل من التورم المزعج في اللثة. بالإضافة إلى وصف الأدوية المسكنة للألم مثل السيتامول أو الإيبوبروفين التي تساعد في التغلب على الألم والانزعاج الحاصل.

تساعد بعض الإجراءات المنزلية في تقليل الألم والتورم المرافقين لخراج اللثة مثل شطف الفم بالماء الدافئ والملح ووضع كيس ثلج على الجزء الخارجي من الخد لمدة 10-20 دقيقة مع وضع قماش رقيق بين كيس الثلج وجلد الخد، ولكنها تبقى إجراءات مُلطفة وليست بديلاً عن العلاج الأساسي.

ومن المهم أيضاً تجنب التدخين أو مضغ التبغ أثناء العلاج، حيث تبطئ هذه الممارسات من شفاء الخراج، كما تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة وسرطان الفم والحلق وتزيد من خطر تكرار حدوث خراج اللثة أيضاً.

اقرأ أيضاً: أفضل الطرق لإزالة الجير من الأسنان في المنزل دون الذهاب إلى عيادة الطبيب

ختاماً، يبقى اكتساب العادات الصحية التي تحافظ على نظافة الفم والأسنان أفضل التدابير الوقائية التي تجنبنا خوض معاناة آلام الفم والأسنان، ويتضمن ذلك تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام بمعدل مرتين يومياً على الأقل وخاصة بعد الوجبات، حيث يقلل هذا من تراكم الجير على الأسنان وتحت خط اللثة، والحرص على زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر حتّى إن لم نكن نعاني أي أعراض، فمراقبة صحة الأسنان واللثة عن كثب تساعد في تشخيص مشكلات الفم مبكراً والتي توفر علينا عناء العلاج وصعوباته.

المحتوى محمي