بالدراسات العلمية: علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب

4 دقائق
الوقاية من مرض السكري
shutterstock.com/Bukhta Ihor

يُعرَّف ارتفاع ضغط الدم بأنه وجود واحد على الأقل من الحالات التالية؛ «ضغط الدم الانقباضي»؛ عندما يزيد الرقم العلوي في المؤشر عن 130 ملم زئبقي، و«ضغط الدم الانبساطي» عندما ينخفض الرقم في المؤشر السفلي عن 80 ملم زئبقي، وكل من القيم الانقباضية والانبساطية فوق هذه المستويات. ويصيب ارتفاع ضغط الدم، ما يقرب من نصف البالغين، بحسب الدراسات. كما أن أكثر العوامل المسببة لأمراض القلب إمكانية للتفادي. وفي حين أنه من الممكن التحكم في ضغط الدم باستخدام الأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين «ACE» وحاصرات قنوات الكالسيوم، يمكن للعديد من التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، إذ يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب والتوابل، وبالتالي، تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن هذا لا يلغي واجب التأكد من الطبيب أو مقدّم الرعاية الصحية الخاص بك قبل استخدام أي من الأعشاب التالية.

القرفة

وهي إحدى التوابل العطرية التي تأتي من اللحاء الداخلي للأشجار من جنس القرفة. استخدمها البشر لعدة قرون في الطب التقليدي لعلاج أمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم. وفي حين أنه ليس من المفهوم تماماً كيف تعمل القرفة على خفض ضغط الدم، إلا أن الأبحاث التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أنها يمكن أن تساعد في توسيع الأوعية الدموية واسترخاءها. إذ أظهرت مراجعة 9 دراسات شملت 641 مشاركاُ أن تناول القرفة خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بمتوسط ​​6.2 ملم زئبقي و 3.9 ملم زئبقي على التوالي. وكان هذا التأثير أقوى عندما تناول الناس القرفة باستمرار على مدى 12 أسبوعاً.

علاوةً على ذلك، نظرت مراجعة 3 دراسات أُجريت على 139 مشاركاً يعانون من مرض السكري من النوع الثاني في آثار تناول القرفة. واتّضح أن أولئك الذين تناولوا 500-2.400 ميليجرام من القرفة يومياً على مدار 12 أسبوعاً  شهدوا انخفاضاً متوسط ​​قدره 5.39 ملم زئبقي في ضغط الدم الانقباضي و 2.6 ملم زئبق في ضغط الدم الانبساطي.

فوائد الزعتر

نوع الأعشاب مليء بالعديد من المركبات الصحية، حمض «الروزمارينك» هو أحد هذه المركّبات. ربطت الأبحاث بينه وبين العديد من الفوائد، مثل تقليل الالتهابات ومستويات السكر في الدم، وكذلك زيادة تدفق الدم. كما أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن تناول حمض الروزمارينيك ساعد بشكل كبير في تقليل ضغط الدم الانقباضي عن طريق تثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين؛ وهو جزيء يضيّق الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم. وبالتالي، فإن تثبيطه قد يخفض ضغط الدم.

كما أظهرت دراسات أخرى على الحيوانات أن تناول مستخلص الزعتر يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل الكوليسترول الكلي، وكوليسترول «LDL» ذو التأثير السيئ، والدهون الثلاثية، وضغط الدم. لكن يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتحقيق في هذه التأثيرات على البشر.

الزنجبيل وصحة القلب والدورة الدموية

نبات متعدد الاستخدامات، وهو عنصر أساسي في علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب. استخدمه الناس لعدة قرون لتحسين العديد من جوانب صحة القلب، بما في ذلك الدورة الدموية ومستويات الكوليسترول وضغط الدم.

أظهرت الدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوان أن تناول الزنجبيل يقلل من ضغط الدم بعدة طرق. إذ يعمل كحاصر طبيعي لقنوات الكالسيوم ومثبط طبيعي للإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي أنواع من أدوية ضغط الدم.

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 4000 شخص أن أولئك الذين تناولوا كمية كبيرة من الزنجبيل -2-4 جرام يومياً- كانوا أقل عرضةً لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. كما أن الزنجبيل لذيذ ويسهل دمجه في النظام الغذائي مع الوجبات. أو يمكن شراء مكملات الزنجبيل المحضّرة، فهي أكثر تركيزاً.

الهال لخفض ضغط الدم

أحد التوابل اللذيذة ذات النكهة الحلوة والمكثفة. كما أنه غني بمضادات الأكسدة المختلفة التي قد تساعد في خفض ضغط الدم. فقد وجدت دراسة استمرت 12 أسبوعاً وأجُريت على 20 بالغاً تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم حديثاً أن تناول 3 جرامات من مسحوق الهيل يومياً أدى إلى انخفاض ضغط الدم بشكل كبير إلى أن اقترب من المعدل الطبيعي.

تشير الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات إلى أن الهيل قد يساعد في تقليل ضغط الدم من خلال العمل كحاصر طبيعي لقنوات الكالسيوم، ومُدر للبول؛ وهذا ما يساعد في إزالة تراكم الماء، وبالتالي إراحة الأوعية الدموية. وفي حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أن البحث في هذا المجال لا يزال جديداً تماماً. لذلك، يحتاج العلماء إلى إجراء دراسات إضافية لمزيد من البحث عن آثار الهيل على البشر.

الريحان للعلاج الطبيعي

هو عشب لذيذ متوفر بأشكال مختلفة، وهو عنصر شائع في العلاج الطبيعي لأنه غني بالعديد من المركبات القوية. فالريحان الحلو غني بـ«الأوجينول»؛ وهو مركب كيميائي عطري له رائحة مميزة ويعدّ من أهم مضادات الأكسدة. وتشير الدراسات إلى أن الأوجينول قد يساعد في تقليل ضغط الدم من خلال العمل كحاصر طبيعي لقنوات الكالسيوم.

تمنع حاصرات قنوات الكالسيوم حركة الكالسيوم إلى القلب وخلايا الشرايين، مما يسمح للأوعية الدموية بالاسترخاء. وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن مستخلصات الريحان الحلو ساعدت على استرخاء الأوعية الدموية وتخفيف كمية الدم، مما ساعد بدوره في خفض ضغط الدم. لكن، ومع ذلك، يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد ما إذا كان الريحان يساعد في خفض ضغط الدم لدى البشر.

بذور الكرفس وضغط الدم

هي توابل متعددة الاستخدامات ومليئة بالعديد من العناصر الغذائية، مثل الحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والكالسيوم والألياف. ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران لفحص آثار مستخلص بذور الكرفس على ضغط الدم وجدت أن مستخلص بذور الكرفس ساهم في خفض ضغط الدم لدى الفئران التي كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم فقط، ولكن ليس في الفئران التي كان ضغط الدم لديها طبيعياً.

اقترح الباحثون أن المركبات الموجودة في مستخلص بذور الكرفس قد تساعد في خفض ضغط الدم من خلال العمل كحاصرات طبيعية لقنوات الكالسيوم. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر بذور الكرفس مصدراً جيداً للألياف الغذائية، والتي تم ربطها بخفض ضغط الدم.

علاج ارتفاع ضغط الدم بالثوم

الثوم غني بالعديد من المركبات التي قد تفيد القلب. وعلى وجه الخصوص، يحتوي الثوم على المركبات الكبريتية، مثل «الأليسين»، والتي قد تساعد في زيادة تدفق الدم وإرخاء الأوعية الدموية، مما قد يساعد في خفض ضغط الدم.

وجدت مراجعة لـ12 دراسة أجريت على أكثر من 550 شخصاً يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن تناول الثوم يقلل من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بمعدل 8.3 ملم زئبقي و 5.5 ملم زئبقي على التوالي. وكان هذا الانخفاض مشابهاً لتأثيرات الأدوية المخصصة لضغط الدم. كما وجدت دراسة أُجريت على 30 شخصاً واستمرت 24 أسبوعاً أن 600-1500 ميليجرام من مستخلص الثوم كانت فعالة في خفض ضغط الدم بقد ما يفعل عقار «أتينولول».

البقدونس والأوعية الدموية

 عشب مشهور في المطبخ الأميركي والأوروبي وفي الشرق الأوسط. موطنه منطقة البحر الأبيض المتوسط وله خصائص غذائية رائعة. إذ يحتوي البقدونس على مجموعة متنوعة من المركبات، مثل ڤيتامين «سي» والكاروتينات الغذائية، التي قد تقلل من ضغط الدم. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن مضادات الأكسدة الكاروتينية تقلل من ضغط الدم وكوليسترول «LDL» ذو التأثير السيئ، فهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.

كما أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن البقدونس يقلل من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي من خلال العمل كحاصر لقنوات الكالسيوم التي تساعد على استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية. لكن، ومع ذلك، الأبحاث البشرية حول البقدونس وضغط الدم محدودة. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال لفهم آثاره بشكل أفضل.

مما سبق نجد أن علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب والتوابل أمر ممكن، ففي المنزل صيدلية عشبية مصغرة يمكن الاستفادة منها لضبطه.

المحتوى محمي