قد يكون الشعور بوخز في الصدر أو بنبض متسرع من علامات الإجهاد العادية بعد التمارين أو بعض الأنشطة الاعتيادية كما قد يكون علامة على تدهور صحة القلب وأحياناً إشارة للإصابة بالاحتشاء القلبي أو النوبة القلبية والتي هي ضعف في تروية العضلة القلبية نتيجة انسداد أحد الشرايين التي تغذي القلب بشكل جزئي أو كامل، فكيف يمكن التمييز إن كانت الأعراض مجرد إجهاد أم أنها نوبة احتشاء قلبي؟
اقرأ أيضاً: كيف تُميّز إن كان ألم الصدر قلبي أمْ عضلي المنشأ؟
ما الفترة الزمنية اللازمة للشعور بأعراض نوبة الاحتشاء القلبي؟
على الرغم من أن الاحتشاء القلبي حالة صحية ذات أعراض حادة تتطلب تدبيراً إسعافياً، فإنه في الواقع يمكن للأفراد أن يتحسسوا أعراض نوبة الاحتشاء القلبي قبل أشهر، فكيف تبدو هذه الأعراض المبكرة؟
غالبية المرضى يعانون من أعراض نموذجية إلى حد ما مثل ألم الصدر المنتشر والثقل أو عدم الراحة وخفقان القلب والتعرق البارد وضيق التنفس. بينما يعاني البعض الآخر من بعض الأعراض غير النمطية والتي تشمل التعب والشعور العام بعدم الارتياح الغامض وألم الظهر أو ألم البطن وانخفاض القدرة على التحمل.
وعلى الرغم من تشارك هذه الأعراض بين طيف من الأمراض، فإن وجود عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية هي ما يميز هذه الأعراض عن سواها. وتشمل عوامل الخطر كلاً من التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية أو وجود سوابق إصابة عند الشخص نفسه، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول والشحوم في الدم.
لمَ تتباين أعراض الاحتشاء القلبي عند الأفراد بين نموذجية وغير نموذجية؟
لم يكون بعض أعراض الاحتشاء القلبي نموذجياً وبعضها لا؟ ومن أين تأتي خبرة الأطباء في تمييزها؟ ترتبط عادةً أعراض الاحتشاء القلبي بالمجهود البدني وبالإجهاد العاطفي والطقس البارد متظاهرةً بأعراض رئيسية تتجلى بضيق التنفس وسرعة القلب أو التعرق البارد، إذ تعتبر هذه الأعراض مفتاحية للتشخيص.
اقرأ أيضاً: القلب الصناعي: تاريخ طويل من البحث عن قلب دائم
وتتباين الأعراض تبعاً للإصابة بالاحتشاء، فإن كانت ناجمة عن صدمة أو خثرة فستكون الأعراض سريعة الظهور وحادة ومفاجئة، بينما تكون الحالات المزمنة ذات الظهور التدريجي ناجمة عن سوء وظيفة الأوعية الإكليلية التي تُغذي القلب لتتظاهر الأعراض بشكل عدم ارتياح عام أو ألم مبهم في الجسم.
ما الأوقات التي يحدث فيها الاحتشاء القلبي أكثر من غيرها؟
تزداد احتمالية حدوث نوب الاحتشاء القلبي في فصل الشتاء ويقل احتمال حدوثها إلى حد كبير في الصيف، والأمر ينطبق على الإصابة بشتى أمراض القلب والأوعية الدموية وليس فقط الاحتشاء. والتفسير يعود لأن درجات الحرارة المنخفضة تزيد الضغط على جدران القلب وتقلل من تدفق الدم إلى الشرايين الإكليلية المُغذية له.
كما أن الأوعية الدموية تتقلص نتيجةً للبرد، والذي بدوره يرفع من الضغط الدموي ويزيد من خطر حدوث نوب الاحتشاء القلبي والسكتات الدماغية. ولهذا السبب أيضاً يتفاقم ألم الصدر الناجم عن أمراض القلب والأوعية على اختلافها في الشتاء عندما تنقبض الشرايين الإكليلية بسبب البرد.
ومن جهة أخرى، يزداد التوتر النفسي والشعور بالاكتئاب وانخفاض النشاط في أشهر الشتاء، والذي بدوره يؤدي دوراً سلبياً يزيد من احتمال حدوث نوب الاحتشاء القلبي في الفصول الباردة.
أما بالنسبة لأكثر وقت من اليوم يحدث فيه الاحتشاء القلبي فهو ساعات الصباح الباكرة، أي من الرابعة فجراً إلى العاشرة صباحاً، حيث تكون الصفائح الدموية أكثر لزوجة وتكون مستويات الأدرينالين التي تفرزها الغدة الكظرية أعلى، ما يعزز حدوث الجلطات الدموية أو تمزق الصفائح العصيدية التي تتشكل على بطانة الأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً: ما الذي يمنع استخدام قلب اصطناعي بديلاً دائماً للقلب؟
سنكون محظوظين للغاية إن وجدت علامة مؤكدة أو أعراض نوعية تنبه لحدوث الاحتشاء قبل مدة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة ويتطلب منا دقة أكبر وخبرة أعلى في تمييز بعض الأعراض الشائعة للاستدلال فيما إذا كانت قلبية المنشأ أم لا، ومن المهم ألا نهمل النظر في عوامل الخطر ومعاكستها فالدور الذي تؤديه في رجحان كفة الميزان نحو حدوث النوبة القلبية جوهري وربما يكون الحاسم أيضاً.