كيف تتشكل الحصيات الكلوية؟ إليك أبرز النصائح لتجنب تشكلها

كيف تتشكل الحصيات الكلوية؟ إليك أبرز النصائح لتجنب تشكلها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Fida Olga
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشير التقديرات إلى أن 1 من كل عشرة أشخاص يُصاب بالحصيات الكلوية في مرحلة ما من حياته، كما ازداد معدل انتشار الحصيات الكلوية في الولايات المتحدة الأميركية من 3.8% في السبعينيات إلى 8.8% في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما يدفع للتساؤل عن السبب وراء هذه الزيادة وكيف يمكننا الوقاية منها.

اقرأ أيضاً: لماذا تُصاب الإناث فاتحات البشرة والشقراوات بأمراض المرارة أكثر من سواهن؟

أنواع الحصيات الكلوية

الحصيات الكلوية هي مواد صلبة تنتج عن تفاعلات كيميائية بين مكونات البول، إذ تُصفي الكلية الدم من المستقلبات والنفايات وتطرحها عن طريق البول، لتتبلور مع الوقت وتجذب عناصر أخرى وتتحد معها لتكوّن مادة أكثر صلابة.

عادةً ما يكون الجسم قادراً على التخلص من التشكلات البلورية الناعمة عند شرب السوائل بوفرة، إلّا أنه قد تبقى في بعض الحالات وتستقر في الحويضة أو الحالب مسببة انزعاجاً معرقلاً للحياة. هناك 4 أنواع من الحصيات هي:

  • حصيات أوكزالات الكالسيوم: أكثر أنواع الحصيات شيوعاً وتنشأ عند اتحاد الكالسيوم مع الأوكزالات في البول.
  • حصيات حمض البول: نوع شائع آخر من الحصيات الكلوية يرتبط بالنمط الغذائي الذي يحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمحار التي تحتوي على تراكيز عالية من مُركّب كيميائي يُعرف باسم البيورينات، حيث يؤدي استهلاك البيورين بإفراط إلى زيادة إنتاج يورات أحادية الصوديوم، التي تميلُ إلى تشكيل الحصيات البولية.
  • حصيات الستروفيت أو الحصيات الإنتانية: هذا النوع من الحصيات أقل شيوعاً من سابقيه، وينجم عن إنتان سببه الجراثيم الشاطرة لليوريا، أي التي تستقلب اليوريا عن طريق إنزيم اليورياز محولةً إياها إلى أمونيا وثنائي أوكسيد الكربون تجعل البول قلوياً.
  • حصيات السيستيئين: يميلُ هذا النوع من الحصيات لكونه وراثياً وينجم عن خلل ونقص كفاءة نقل جزيئات السيستيئين والأحماض الأمينية بين الأمعاء والكليتين.

ما أسباب تشكل الحصيات الكلوية وما أعراضها؟

تشمل الأسباب المحتملة لحدوث الحصيات الكلوية شرب القليل من الماء أو ممارسة الرياضة بإفراط ما يؤدي إلى حدوث التجفاف، كما تكون البدانة المفرطة أو تناول طعام يحتوي على كميات كبيرة من الملح أو السكر أو اللحوم الحمراء أحد الأسباب التي تقف وراء تشكل الحصيات. من جهةٍ أخرى، يعتبر إهمال علاج الإنتانات البولية سبباً آخر يساعد على تشكيل الحصيات عموماً، وبشكلٍ خاص حصيات الستروفيت.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين

تتباين شدة أعراض الحصيات الكلوية وذلك اعتماداً على حجم الحصاة، إذ تكون بعض الحصيات صغيرة كحبة الرمل بينما يكون بعضها الآخر بحجم كرة الغولف. وكقاعدة عامة، كلما كان حجم الحصاة أكبر كانت الأعراض واضحة وصاخبة أكثر. ومن أبرز هذه الأعراض نذكر:

  • ألم شديد أسفل الظهر، وهذا الألم يدفع المريض للحركة المستمرة حيث لا يجد المريض راحته في البقاء ساكناً وهي إحدى العلامات التي توجّه إلى أن الألم ناجم عن حصاة في الجهاز الكلوي.
  • غثيان وقيء.
  • ظهور دم في البول.
  • ارتفاع درجة الحرارة وقشعريرة. 
  • حرقة أثناء التبول.
  • تغير رائحة البول ولونه، حيث يميلُ البول لأن يصبح عكراً أكثر. 

تدبير الحصيات الكلوية

كخطوة أولى للعلاج، يُطلب من المريض الإكثار من شرب الماء وتعديل نمط الحياة في محاولة من الأطباء لأن تمر الحصاة وتخرج من الجسم دون الحاجة لأي إجراء جراحي للتفتيت، كما يصف الأطباء الأدوية، بعضها لتقليل حموضة البول أو تقليل قلويته وذلك اعتماداً على الحالة.

ومن الأدوية المستخدمة عند الإصابة بحصيات الكالسيوم نذكر مدرات البول التيازيدية أو الفوسفات، أمّا إذا كنت تعاني من حصيات حمض البول، فيساعد دواء ألوبيورينول على تقليل حمض بول الدم. وفي حالة الإصابة بحصيات ستروفيت، يمكن لاستخدام الصادات الحيوية المساعدة على تقليل كمية البكتيريا الموجودة في البول، وأخيراً يُستخدم الكابتوبريل في تقليل مستوى السيستيئين في البول، الأمر الذي يعتبر مهماً عند مرضى حصيات السيستيئين.

اقرأ أيضاً: كيف تُفرّق بين ألم العضلات وألم الكليتين؟

وفي حال لم يكن ذلك مجدياً، يلجأ الأطباء إلى تفتيت الحصيات باستخدام الأمواج، وهو إجراء غير جراحي يستخدم موجات صوتية عالية الطاقة تُكسر وتُفتت الحصيات ليتم تمريرها بشكلٍ أسلس عبر السبيل البولي خارج الجسم. من جهةٍ أخرى، وفي حال الحصيات الأكبر، يمكن للأطباء أن يستأصلوا الحصاة بالمنظار أو عن طريق العمل الجراحي.

أبرز 5 نصائح للوقاية من الحصيات الكلوية

يساعد تغيير نمط الحياة والعادات الغذائية على تقليل مخاطر الإصابة بالحصيات الكلوية، الذي يعتبر مهماً لدى الأشخاص ذوي نمط الحياة غير الصحي والأشخاص المؤهبين وراثياً لتطوير الحصيات على حد سواء. ومن أبرز هذه النصائح نذكر:

1. الحرص على البقاء رطباً

قد تكون هذه النصيحة الذهبية عندما يتعلق الأمر بتجنب تشكل الحصيات الكلوية، لأن شرب الماء هو الطريقة الأفضل لتمديد البول وتقليل تركيز المواد الكيميائية والمستقلبات، ما يجعل البول أكثر قدرة على إذابة الأملاح التي تُشكّل الحصيات.

من جهة أخرى، من المفيد شرب عصير الليمون وعصير البرتقال، حيث تعتبر من الخيارات الجيدة لأنها تحتوي على السيترات التي تمنع تشكل الحصيات، ولكنها لا تعتبر بديلاً عن شرب الماء. ويُنصح بشرب 8 كؤوس على الأقل من الماء أو ما يعادل لترين يومياً، وشرب سوائل إضافية عند ممارسة الرياضة والتعرق الشديد.

2. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالكالسيوم

قد يستغرب البعض لمَ يُنصح بتناول المزيد من الكالسيوم مع وجود نوع من الحصيات يُسمّى “أوكزالات الكالسيوم”. لكن تزيد الأنظمة الغذائية منخفضة الكالسيوم من خطر الإصابة بحصيات الكلية وهشاشة العظام على حد سواء، ومع ذلك قد تزيد مكملات الكالسيوم من تشكل الحصيات، لهذا يُنصح بالحصول على الكالسيوم من مصادر طبيعية.

3. تقليل استهلاك الصوديوم

يزيد النظام الغذائي الغني بالصوديوم من تشكل حصيات أوكزالات الكالسيوم، فتناول كميات كبيرة من الملح يمنع إعادة امتصاص الكالسيوم من البول إلى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع كالسيوم البول وتشكيل الحصيات، لهذا يُنصح باستهلاك ما لا يزيد على 2.3 غرام من الصوديوم يومياً.

4. تقليل تناول الأطعمة الغنية بالأوكزالات

توجد الأوكزالات التي يسهم ارتباطها مع الكالسيوم في تشكيل حصيات أوكزالات الكالسيوم الشهيرة في مجموعة من الأغذية بشكلٍ طبيعي، حيث يساعد الحد من هذه الأغذية على تقليل تركيز الأوكزالات في البول، وهذا يعني تقليل احتمال تشكل الحصيات. ومن أبرز هذه الأغذية نذكر السبانخ والشوكولاتة والبطاطا الحلوة والقهوة والفول السوداني ومنتجات الصويا.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى القصور الكلوي؟

5. الحد من استهلاك البروتين الحيواني

تعتبر الأطعمة الغنية بالبروتين الحيواني “حمضية”؛ أي أنها ترفع من تركيز حمض البول في الدم، الذي بدوره يعني ازدياد تركيزه في البول وزيادة قابلية حدوث الحصيات الكلوية، لهذا يُنصح بالحد من تناول اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والأسماك كأسلوب للوقاية من تشكل الحصيات وخاصةً عند الأفراد المؤهبين وراثياً.