ضعف حركة الأمعاء، وألم في البطن، وعدم القدرة على قضاء حاجتك، إذا كنتِ حاملاً فغالباً قد عانيت من هذه الأعراض المألوفة للإمساك. لا تقلقي فأنتِ لست وحدك، فوفقاً لدراسة نُشرت في "المجلة الإسكندنافية لأمراض النساء والتوليد" (International Journal of Obstetrics &Gynaecology)، تعاني 3 من 4 نساء حوامل من الإمساك. وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث كافية تحدد سبب الإصابة به، فإن هناك مجموعة خيارات متاحة لعلاج الإمساك للحامل أو للتخفيف من أعراضه.
الإمساك في الحمل: ما أسبابه؟
تختلف الآراء حول أسباب الإصابة بالإمساك خلال الحمل، إلا أن ما هو مؤكد هو أن الأسباب قد تختلف باختلاف المرحلة من الحمل وتشمل:
- الهرمونات في بداية الحمل: تتقيد حركة الأمعاء في بداية الحمل بسبب زيادة إفراز البروجسترون، فتبقى الفضلات في الأمعاء لفترة أطول، ما يتيح للأمعاء الغليظة (القولون) وقتاً أطول لامتصاص العناصر الغذائية والماء من بقايا الطعام، فتصبح الفضلات أكثر صلابة وتزداد صعوبة مرورها عند محاولة التبرز.
- ضغط الجنين خلال الحمل: يتمدد الرحم ليسمح للجنين بالنمو، فيضغط على الأمعاء ما يعيق تحرك الفضلات خلالها.
- فيتامينات ما قبل الولادة: تحتاج النساء قبل الولادة لتناول [tooltip content="هي منتجات لا تستخدم للعلاج الطبي وإنما تعتبر مواد هامة في تحسين النظام الغذائي للشخص، يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية وتشمل أنواعها الفيتامينات والأحماض الأمينية والبروتينات والمعادن والأملاح والأعشاب الطبية." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/" ]المكملات الغذائية[/tooltip] الغنية بالفيتامينات والمعادن. أحد هذه المعادن هو الحديد، والذي يساعد على إنتاج كريات الدم الحمراء ونقل الأوكسجين إلى جميع أنحاء جسم الأم والجنين، بيد أن الحديد يعيق عمل بكتيريا الأمعاء التي تكسر الطعام، ما يؤدي إلى الإمساك والبراز الأسود والصلب.
- نمط الحياة: مثل نوعية الغذاء والنظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، إذ قد تتغير بعض العادات الغذائية لدى الحوامل، فلا يشربن أو يتناولن ما يكفي من الماء والألياف، أو لا يتمكن من ممارسة التمارين الرياضية ما يعيق عمل الجهاز الهضمي في إخراج الفضلات.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للحفاظ على وزن صحي خلال الحمل
أعراض الإمساك
العرض الأساسي للإمساك لدى الحامل وغير الحامل هو عدم القدرة على إخراج البراز، بالإضافة إلى ذلك تعاني المرأة الحامل المصابة بالإمساك من:
- عدم القدرة على التبرز إلا لبضع مرات في الأسبوع.
- صعوبة التبرز.
- انتفاخ البطن بسبب الغازات.
- آلام في البطن ناتجة عن ضعف حركة الأمعاء.
- البراز المتكتل والصلب.
- إخراج الريح.
- في حالات أكثر تطوراً قد تصاب بالبواسير والشقوق الشرجية.
اقرأ أيضاً: الإمساك في رمضان: تخلص منه باتباع نظام صحي
علاج الإمساك للحامل
نظراً لخصوصية الحمل، فإن هناك عدة خطط علاجية يمكن اتباعها بالترتيب وفقاً لشدة إصابة الحامل بالإمساك، وهي:
العلاجات المنزلية: الخط الأول لعلاج الإمساك للحامل
يمكن لبعض الممارسات المنزلية أن تكون كافية لعلاج الإمساك لدى الحامل، بما في ذلك:
- تناول المزيد من الألياف: تساعد الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان في تسهيل حركة بقايا الطعام خلال الأمعاء وتسريعها، ما يساعد على تخفيف الإمساك. ومن أهم المصادر الغذائية الغنية بالألياف، الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. تختلف الكمية الموصى بها من الألياف باختلاف العمر والجنس، ولكنها بشكل عام تتراوح وفقاً للمبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين (Dietary Guidelines for Americans)، والتي تُصدرها وزارة الزراعة الأميركية ما بين 28-34 غراماً من الألياف يومياً.
- شرب السوائل: تساعد الألياف الغذائية على امتصاص الماء ما يمنح الفضلات الليونة، لذا يجب على المرأة الحامل شرب الكثير من السوائل. توصي جمعية الحمل الأميركية (American Pregnancy Assiciation)، المرأة الحامل بشرب نحو 10-12 كوباً من السوائل يومياً لعلاج الإمساك، سواء بشرب الماء مباشرة أو بتناول المشروبات غير المحلاة والفواكه والخضروات الغنية بالمياه.
- زيادة النشاط الرياضي: تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تنشيط الأمعاء للحامل، لذا يجب ممارسة الرياضة تحت إشراف الطبيب، أو زيادة النشاط البدني كما في ممارسة المشي يومياً.
- تعزيز البروبيوتيك: تعيش ملايين الميكروبات النافعة في أمعائنا مشكلة نظاماً بيئياً يُعرف بالميكروبيوم، يمكن لها أن تساعد في عملية الهضم وتسهّل خروج الفضلات، بالإضافة لفوائد صحية عديدة أخرى. يمكن زيادة هذه الميكروبات بتناول البروبيوتيك، وهي مواد غذائية تحتوي عليها بشكل طبيعي، مثل الزبادي والمخللات.
اقرأ أيضاً: ما احتياجات المرأة الحامل من العناصر الغذائية؟
تناول المسهلات: الخط الثاني لعلاج الإمساك للحامل
إذا لم تؤدِ العلاجات المنزلية الغرض المطلوب منها، يمكن للحامل أن تستخدم المسهلات كعلاج آمن بعد استشارة الطبيب، وتضم:
- عوامل تكوين الكتلة (Bulk-forming agents): هي مواد تحاكي الألياف بوظيفتها، فهي تضيف مادة للفضلات وتساعد على زيادة امتصاصها للماء في الأمعاء ما يسهّل من حركتها خلالها. ومن الأمثلة عنها: السيلليوم (psyllium)، وميثيل سلولوز (methylcellulose)، وبولي كاربوفيل (polycarbophil).
- ملينات البراز (Stool softeners): تضيف ملينات البراز المزيد من الماء له في الأمعاء، ما يسهّل من حركته عبرها. ومن ملينات البراز التي يوصي بها الأطباء للحامل غالباً كولاس (Colace).
- الملينات المزلقة: يعمل هذا النوع على تسهيل حركة البراز في الأمعاء بإضافة مواد مزلقة له، مثل تحاميل الجلسرين.
- المسهلات التناضحية (Osmotic laxatives): تلين البراز عن طريق سحب المزيد من الماء إلى الأمعاء، بالإضافة إلى أنها تحفّز تقلص الأمعاء ما يساعد على تحريك البراز. ومن الأمثلة عنها: بولي إيثيلين جليكول (polyethylene glycol)، وهيدروكسيد المغنيزيوم والذي يُعرف بحليب المغنيزيا (magnesium hydroxide).
اقرأ أيضاً: ما أسباب الجوع المستمر عند الحامل؟ وكيف تتعاملين مع هذه الحالة؟
إذاً، على الرغم من الإزعاج والألم الذي قد يسببه الإمساك للحامل، فإنه غالباً ما يكون مؤقتاً وغير ضار، فإذا لم يساعد تغيير النمط الغذائي في التخفيف من حدة الأعراض وعلاجها، حينها لا بُدّ لك من استشارة الطبيب المختص.