ملخص: إن حبس البول المستمر قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، فهو يزيد خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية بسبب بقاء البكتيريا في المسالك البولية فترة أطول، بما يمنحها الفرصة بالتكاثر. كما قد يؤدي إلى تلف الكلى نتيجة تمدد المثانة إلى ما هو أبعد من قدرتها الطبيعية على التمدد، ما يضعف عضلات المثانة ويسبب تلفها. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثّر حبس البول في الاتصال العصبي بين المثانة والدماغ، ما يؤدي إلى خلل في وظائف الكلى. وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب الارتجاع المثاني الحالبي، حيث يتراجع البول إلى الكلى، ويلحق الضرر بها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي حبس البول إلى سلس البول الفائض، حيث لا تستطيع المثانة التحكم في إفراغها، الأمر الذي يتسبب في تسرب لا إرادي للبول.
تصفي الكلى الدم من الفضلات والمخلفات الأيضية، وتخرجها في البول عبر الجهاز البولي، لذا فإن حبس البول في الجسم باستمرار قد يكون له عواقب وخيمة على الصحة ومضاعفات خطيرة، إليك أهمها:
التهاب المسالك البولية
وفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يساعد تدفق البول على طرد البكتيريا الضارة من الجسم، لكن لدى احتباس البول، يُتيح للبكتيريا فرصة البقاء في المجاري البولية بما يكفي لتكاثرها والإصابة بالعدوى. وجدت دراسة نشرتها مجلة بي إم سي الأمراض المعدية (BMC Infectious Diseases)، أن حبس البول هو عامل خطر سلوكي كبير لالتهابات المسالك البولية، وخاصة عند النساء، بسبب وجود البكتيريا فترة طويلة في المسالك البولية.
اقرأ أيضاً: هل التهاب المسالك البولية يسبب انتفاخ البطن؟
تلف المثانة
يمكن أن يؤدي حبس البول إلى تمدد المثانة إلى ما يتجاوز قدرتها الطبيعية على التمدد. وفقاً للمدير الطبي لبرنامج رعاية البروستاتا في مستشفى ستوني بروك، الطبيب هوارد أدلر، فإن احتباس البول المزمن يمكن أن يؤدي إلى تضخم المثانة؛ حيث تتمدد المثانة بشكلٍ مفرط فترات طويلة، فتضعف العضلات ولا تعمل على النحو الصحيح، ما يُعرّض المثانة للتلف. تُعرف هذه الحالة باسم "متلازمة التبول غير المتكرر" أو "مثانة الممرضة"، لأنها أكثر شيوعاً بين الممرضات بسبب نوبات عملهن الطويلة والمزدحمة. يمكن ملاحظتها عامة بين الأفراد الذين يؤخرون التبول بشكلٍ متكرر.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثّر حبس البول في كيفية تواصل الأعصاب الممتدة بين المثانة مع الدماغ، وقد لا يتمكن الدماغ من التعرف على الرسائل بشكلٍ فعّال، ما يؤدي إلى إصابتها بالخلل الوظيفي.
تلف الكلى
في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي حبس البول فترات طويلة إلى تلف الكلى. عندما تمتلئ المثانة بما يفيض عنها، يتراكم البول في الكلى، ما يسبب حالة تُعرف باسم الارتجاع المثاني الحالبي، حيث تصبح الكليتان ممتلئتين بالبول لدرجة أنهما تتورمان وتضغطان على الأعضاء المجاورة.
يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى إتلاف الكليتين، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مرض الكلى المزمن وفشل الكلى.
سلس البول
قد يؤدي حبس البول إلى حالة تُعرف بسلس البول الفائض، وهو حالة تحدث عندما يتجمع البول في المثانة على نحو زائد، وتصبح ممتلئة جداً، لا تستطيع التحكم في الإفراغ، ما يؤدي إلى تسرّب البول خارج المثانة بشكل غير إرادي.
اقرأ أيضاً: اكتشف فوائد شاي البقدونس التي تعزز صحة الكلى والمسالك البولية
ما هي المدة التي يستطيع الإنسان حبس البول فيها؟
تختلف المدة التي يمكن للإنسان حبس البول فيها من شخص لآخر، لكن يمكن القول إنها تتوقف على كمية الماء التي يشربها. في الواقع، تستطيع المثانة استيعاب نحو كوبين من البول، والتي تحتاج إلى 9-10 ساعات ليُنتجها الجسم. وهو أقصى وقت يمكن البقاء فيها دون التعرّض لمشكلات صحية. عموماً، ينصح الأطباء بإفراغ المثانة كل 3 ساعات.