في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: ماذا تعرف عن هذا المرض المميت أحياناً؟

4 دقائق
في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: ماذا تعرف عن هذا المرض المميت أحياناً؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Shidlovski

التهاب الكبد هو تضرر وتأذي الأنسجة الكبدية نتيجة حدوث التهاب حاد أو مزمن فيها والذي بدوره يؤدي إلى تدهور وظيفة الكبد في الجسم. تحدث التهابات الكبد إما نتيجة الإصابة بأحد فيروسات التهاب الكبد A أو B أو C، وإما كنتيجة للإفراط في تناول الكحوليات وبعض الأدوية التي تُسبب أذية كبدية أو السموم. كما يوجد التهاب الكبد D والتهاب الكبد E إلا أنها نادرة التشخيص.

اقرأ أيضاً: لأول مرة: علماء ينجحون بالحفاظ على صحة كبد متبرع به لثلاثة أيام

ما الفرق بين التهاب الكبد A وB؟

تنجم أنماط التهابات الكبد المختلفة عن فيروسات مختلفة. وعلى الرغم من أن أعراضها متشابهة، فإنها تنتشر بطرق مختلفة ويمكن أن تؤثر على الكبد بشكل مختلف.

التهاب الكبد A

التهاب الكبد A هو مرض مناعي ذاتي ناجم عن فيروس (HAV) الذي يصل إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام والشراب الملوثين بالفيروس، بمعنى آخر إن انتقال التهاب الكبد A يتم عبر (الطريق الفموي البرازي) أي عبر الجهاز الهضمي بشكل رئيسي. يكون الالتهاب في هذا النمط حاداً وقصير الأمد، كما يترك مناعة دائمة مدى الحياة بعد الشفاء منه.

التهاب الكبد B

التهاب الكبد B ناجم عن فيروس (HBV) والذي ينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق الإبر الملوثة بالفيروس أو عن طريق ممارسة الجنس غير المحمي أو تبادل سوائل الجسم أو بالانتقال العمودي من الأم الحامل إلى جنينها.

له شكلان، إما أن يكون حاداً وهو يحدث خلال الـ 6 أشهر الأولى التالية للتعرض الفيروسي، ولا تظهر في الشكل الحاد أي أعراض على المصابين أو قد تكون خفيفة للغاية وتتراجع بعد ذلك. والشكل الآخر هو المزمن والذي يتطور خلال فترة طويلة تصل إلى سنوات، ويبقى الفيروس في الجسم مدى الحياة في حالة من (الإزمان)، والتي لها مضاعفات كارثية مثل تشمع الكبد وسرطان الخلية الكبدية.

متى يتحول التهاب الكبد B الحاد إلى مزمن؟

يتعايش 257 مليون شخص مع التهاب الكبد B في جميع أنحاء العالم، ويؤدي العمر دوراً جوهرياً في تحديد فيما إذا كان التهاب الكبد B سيصبح مزمناً أم لا، فكلما كان الشخص أصغر سناً عند الإصابة بالفيروس لأول مرة كلما ازدادت فرصة إزمان الإصابة، إذ إن 9 من كل 10 حديثي ولادة يطورون عدوى مزمنة بالتهاب الكبد B.

ينخفض ​​الخطر مع تقدم الطفل في السن، ليطور 1 من كل 3 أطفال تحت الـ 6 سنوات حالة مزمنة من التهاب الكبد B، وتتعافى نسبة كبيرة من الأطفال الذين تجاوزوا الـ 6 سنوات من التهاب الكبد ما يضعف من فرصة أن يصبح الالتهاب مزمناً لديهم.

اقرأ أيضاً: القهوة بكل أنواعها تقي من أمراض الكبد وتخفض خطر الوفاة

على الرغم من إمكانية إصابة أي شخص بالتهاب الكبد B، فإن الفئات التالية تقع في دائرة الخطر الأكبر:

  • الرضع المولودون لأمهات مصابات بالتهاب الكبد B.
  • مدمنو المخدرات والأشخاص الذين يتشاركون الإبر والمحاقن.
  • متعددو الشركاء الجنسيين.
  • العمال في القطاع الصحي والذين يكونون على تماس مباشر مع الدم ومشتقاته.
  • مرضى غسيل الكلى.
  • مرضى السكري ومرضى نقص المناعة.
  • المصابون بالأمراض الدموية التي تتطلب نقل دم متكرراً.
  • المسافرون إلى البلدان التي ينتشر فيها التهاب الكبد الوبائي.
  • المصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي C.
  • المصابون بأمراض الكبد المزمنة.
  • المصابون بفيروس العوز المناعي البشري.

أعراض التهاب الكبد الوبائي

عادةً ما تظهر الأعراض بعد 90 يوماً من الإصابة بالفيروس، ولكنها يمكن أن تظهر في أي وقت بين 8 أسابيع و5 أشهر من ذلك. تستمر أعراض الطور الحاد لعدة أسابيع بينما يعاني المصابون بالالتهاب المزمن من الأعراض لمدة تصل إلى 6 أشهر. تتشابه أعراض أشكال التهاب الكبد باختلاف نمط الإصابة وتتظاهر بما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بالتعب والإرهاق غير المُفسرين.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والإقياء.
  • آلام بطنية.
  • بول داكن وبراز فاتح اللون.
  • آلام مفصلية.
  • تبدل لون الجلد إلى اليرقاني واصفرار الأغشية المخاطية.

كيف نعالج كل من التهاب الكبد A وB ؟

لا يوجد علاج نوعي لالتهاب الكبد الوبائي الحاد A وB، إذ يكتفي مقدمو الرعاية الصحية عادةً بالتوصية بالراحة والتغذية الكافية والسوائل، وقد يتطلب الأمر إحالة الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكثر حدة إلى المستشفى والعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات.

أما في حال الإزمان، تؤدي الأدوية المضادة للفيروسات دوراً في محاربة الفيروس وإبطاء تخريبه لأنسجة الكبد ومنها نذكر إنتيكافير وتينوفوفير ولاميفودين وتيليبفودين. 

كما يساعد حقن الإنترفيرون إلفا-2ب، الذي يشابه بتركيبته المواد التي يُنتجها الجسم لمكافحة العدوى، في التقليل من شدة الالتهاب، ويُستخدم على وجه الخصوص عند الشباب المصابين الذين لا يرغبون بالعلاج طويل الأمد بالأدوية المضادة للفيروسات، وعند النساء اللواتي يخططن للحمل.

وتعتبر زراعة الكبد الحل النهائي لعلاج التهاب الكبد المزمن، ويتم فيها استبدال النسج الكبدية التالفة بأخرى سليمة من متبرع موافق حي أو من متبرع متوفى.

 خصوصية إصابة النساء الحوامل وحديثي الولادة

الكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد B أساسي في رعاية ما قبل الولادة، حيث تخضع جميع الحوامل لسلسلة من فحوصات الدم الروتينية وأخرى للتحقق من إيجابية فيروس التهاب الكبد B نظراً لخطورة نقل العدوى إلى الجنين في حال أتت النتائج إيجابية، وليكن الأطباء على دراية من أجل وضع خطة تسمح بتقليل فرص انتقال الفيروس للجنين.

بشكلٍ عام، يمكن الوقاية من انتقال الفيروس إلى الأجنة عن طريق إعطاء الأطفال المولودين حديثاً جرعة عضلية من لقاح التهاب الكبد B إضافةً إلى جرعة من الغلوبولين المناعي HBIG، مع ضرورة حقنها في عضلتين مختلفين وذلك خلال 12 ساعة من الولادة.

اقرأ أيضاً: وفاة كل 30 ثانية: اليوم العالمي لالتهاب الكبد تحت شعار «لا يقبل الانتظار»

الوقاية والتطعيم ضد التهاب الكبد A وB 

أفضل طريقة للوقاية من التهابات الكبد الوبائية هي التطعيم، إذ تتوفر لقاحات شديدة الفعالية ضد التهاب الكبد A ولكن لقاحات التهاب الكبد B الآمنة والفعّالة هي التي أحدثت فرقاً كبيراً في تقليل عدد الوفيات الناجمة عنه، وتعطى لـ:

  • جميع الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 19 عاماً.
  • البالغون ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و59 عاماً.
  • البالغون الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً مع وجود عوامل خطر لتطوير التهاب B.

المحتوى محمي