ما الفرق بين أعراض التهاب المعدة والإصابة بجرثومة المعدة؟

ما الفرق بين أعراض التهاب المعدة والإصابة بجرثومة المعدة؟
حقوق الصورة: Peakstock/Sutterstock.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعاني المصابون بأمراض المعدة ألماً وانزعاجاً في الجزء العلوي من البطن ويشكون من غثيان وقيء، ويتشارك معظم أمراض المعدة بهذه الأعراض ما يجعل التشخيص صعباً والوقوع في التباس الخطأ بين الأمراض شائعاً. ومن بين الأخطاء الشائعة التي يتم الوقوع بها هو الخلط بين التهاب المعدة وجرثومة المعدة والتعبير الخاطئ عن هذين الحالتين الصحيتين.

اقرأ أيضاً: ألم وتشنجات: دليلك الشامل لالتهاب المعدة والقولون العصبي

ما الفرق بين التهاب المعدة وجرثومة المعدة؟ 

التهاب المعدة هو مصطلح واسع للغاية يشتمل كل الحالات الصحية التي تُسبب التهاباً في البطانة المخاطية للمعدة، التي تعتبر حاجزاً وقائياً يحمي طبقات المعدة العضلية من الأحماض والمواد الكيميائية والكائنات الدقيقة التي تمر عبرها يومياً. وعندما تلتهب البطانة المخاطية فإنها تضعف ما يزيد من احتمال أذية الغشاء المخاطي، ويحدث هذا الالتهاب لأسباب متباينة نذكر أهمها:

  • التهاب المعدة الناجم عن التعرض للمواد الكيميائية.
  • التهاب المعدة الكحولي.
  • التهاب المعدة الناجم عن الإجهاد.
  • التهاب المعدة المناعي الذاتي.
  • التهاب المعدة اليوزيني.

وبالاعتماد على العامل المُسبب، يكون التهاب المعدة إمّا تآكلياً ويتسبب بظهور القروح والجروح المعدية والتي تعتبر نقاط ضعف للتأثر بالأحماض والعوامل الممرضة، وإمّا غير تآكلي يترك غشاء المعدة محمراً ومتهيجاً دون التسبب بالقروح.

من جهةٍ أخرى، يمكن لالتهاب المعدة أن يكون إمّا حاداً كما يحدث في التسمم الهضمي أو المرتبط بإنفلونزا المعدة والذي يعتبر رد فعل قصير المدى يختفي من تلقاء نفسه، وإمّا مزمناً كما في الإصابة بجرثومة المعدة والتي تُعرف بالملوية البوابية.

إذاً، يمكن أن نشبه التهاب المعدة بدائرة واسعة والإصابة بجرثومة المعدة بجزء من هذه الدائرة، وبالتالي نستطيع القول إن كل إصابة بجرثومة المعدة تندرج تحت عنوان “التهاب المعدة” ولكن ليس كل التهاب معدة ناجم عن الملوية البوابية.

اقرأ أيضاً: جرثومة المعدة: المتهم الأول في سرطان المعدة

بماذا تتميز بالإصابة بجرثومة المعدة؟

نقطة أخرى من المهم أخذها بعين الاعتبار أن الإصابة بجرثومة المعدة قد تكون صامتة ودون أعراض واضحة، على عكس التهاب المعدة، إذ يُقدّر عدد المصابين بالتهاب المعدة بـ 50-75% من سكان العالم، إلّا أن 20% منهم يتظاهرون بالأعراض. وتنتشر جرثومة المعدة بشكلٍ أساسي في الدول النامية والمناطق التي تعاني سوء الصرف الصحي، كما تنتقل الملتوية البوابية عن طريق الطعام أو الماء الملوث.

من الضروري تسليط الضوء على أن علاج الإصابة بجرثومة المعدة -وإن لم تكن تتظاهر بأي أعراض- مهم للغاية، والسبب في ذلك يعود إلى أن الإنتان أو الإصابة مهملة التدبير تحمل خطر التطور إلى قرحة هضمية، وأبعد من ذلك تكون مسؤولة عن الإصابة بسرطان المعدة في بعض الحالات.

وبهذه النقطة تختلف الإصابة بجرثومة المعدة عن الإصابة بأنماط التهاب المعدة الأخرى؛ ففي التهاب المعدة الناجم عن الإجهاد أو الكحول يكون خطر تطوير السرطان ضعيفاً ومعدوماً حتى، إلّا عندما يكون التهاب المعدة مناعياً، إذ يزداد معه الخطر بشكلٍ نسبي كما في التهاب المعدة الضموري.

علاج كلٍّ من التهاب المعدة وجرثومة المعدة

يتباين علاج التهاب المعدة اعتماداً على العامل المسبب، فإن كان السبب نفسي المنشأ كما في التهاب المعدة الإجهادي فعندئذ يُنصح المريض بالاسترخاء والابتعاد عن مسببات القلق، ويمكن تناول مثبطات مضخة البروتون أو الأدوية المُرخية للمعدة، بينما يُعالج التهاب المعدة الحاد الناجم عن التسمم أو عن الإنفلونزا من خلال إجراء حمية غذائية يمتنع فيها المريض عن الأطعمة الدسمة ويضمن الأغذية السهلة الهضم، والأمر كذلك بالنسبة لالتهاب المعدة الكحولي إذ يُوصى بالابتعاد عن المشروبات الكحولية إلى حين الشفاء وتراجع الأعراض.

اقرأ أيضاً: يتطور إلى أخطر من ذلك: دليلك للتعرف على التهاب المعدة

من جهةٍ أخرى، يسبب التهاب المعدة المزمن ضرراً أعمق للأنسجة كما يحدث عند الإصابة بجرثومة المعدة والإنتانات المعدية المزمنة. ويتضمن العلاج عندئذ استخدام نوع أو نوعين من الصادات الحيوية لمدة 14 يوماً على الأقل، إلى جانب مثبطات مضخة البروتون. وعموماً يستغرق التماس النتائج الإيجابية للعلاج في حال الالتهاب المزمن وقتاً أطول مقارنة بالتهاب المعدة الحاد، وينبغي استشارة الطبيب ومتابعة الحالة الصحية للتأكد من حدوث الشفاء تماماً تجنباً للمضاعفات المحتملة غير المرغوبة للعلاج غير التام.