هل تعتبر مخاطر الجلوس لساعات طويلة معادلة لمخاطر التدخين؟

3 دقائق
5 طرق علمية تساعدك في التغلب على الأرق
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PeopleImages.com - Yuri A

تطور البشر ليقفوا منتصبين، وهي الطريقة التي يعمل بها الجهاز القلبي الوعائي بالشكل الأكثر فعالية، حتّى تعمل الأمعاء بشكل أفضل عندما يكون الشخص واقفاً على قدميه.

بشكلٍ عام، يقل خطر حدوث الموت المبكر عند محبي الأنشطة التي تتطلب بذل طاقة، كالمشي والتجول خلال النهار أو الاستمتاع بنزهة على الدراجة حتّى. وبالمقابل يزداد خطر الإصابة ببعض الأمراض كالسكري النمط الثاني وأمراض القلب والاكتئاب والقلق وزيادة الوزن بشكل مضطرد مع ازدياد عدد ساعات الاستلقاء أو الجلوس. فإن كنت تنتظر الدفعة المعنوية لتعديل نمط حياتك نحو نمط أكثر صحية ونشاط فهذه هي.

كيف يمكن لنمط الحياة قليل الحركة أن يؤثر على جسمك؟

تتحسن مستويات الطاقة والقدرة على التحمل بشكل عام بازدياد حركة ونشاط الجسم، كما تحافظ العظام على قوتها. ومع تراجع النشاط الحركي تُصاب بعض العضلات بالخمول وتضمر، نذكر من التبدلات المرافقة لنمط الحياة الخامل:

تراجع العضلات الفخذية والأليوية

يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى إضعاف وضمور العضلات الأساسية المسؤولة عن المشي والوقوف الساكن مثل رباعية الرؤوس الفخذية والعضلات الأليوية. وإذا كانت هذه العضلات ضعيفة فمن المرجح أن تصيب نفسك جراء السقوط أو من الإجهاد عند ممارسة الرياضة.

اقرأ أيضاً: من مقعد مكتبك: 6 تمارين تبقيك رشيقاً وتحافظ على صحتك

كما يؤدي الجلوس المطول إلى ضمور عضلات الورك فتقصر ما يؤدي إلى ظهور طيف أمراض الورك المرافقة لتقدم العمر. إضافةً إلى ذلك، يتسبب الجلوس لفترات طويلة في حدوث مشكلات في الظهر خاصةً إذا كنت تجلس باستمرار في وضعية سيئة ولا تستخدم كرسياً مريحاً. قد تتسبب وضعية الجلوس السيئة أيضاً في حدوث انضغاط أقراص العمود الفقري، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث انزلاق فقري قطني. هناك المزيد، إذ يترافق قضاء وقت طويل والشخص ينحني أمام لوحة مفاتيح الكمبيوتر مع حدوث ألم وتيبس في الرقبة والكتفين.

زيادة الوزن

يساعد تحريك عضلات الجسم على هضم الدسم والسكريات المتناولة، فعندما تقضي وقتاً طويلاً جالساً، فلن تكون عملية الهضم والحرق لديك على نفس درجة الكفاءة. وحتى إذا كنت تمارس الرياضة ولكنك تقضي ساعات طويلة وأنت جالس، فما زلت تحمل مخاطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي.

القلق والاكتئاب

على الرغم من أن الرابط بين الجلوس المطول والصحة العقلية ليس واضحاً وذو آثار غير ملموسة مثل الرابط بين الجلوس والأمراض البدنية، إلا أن خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب أعلى لدى الأشخاص الذين يجلسون أكثر، نظراً لكون الحركة وممارسة التمرين معززة لإفراز الإندورفينات والتي تماثل المورفين في آثارها الإيجابية على الجسم والصحة النفسية. وقد يكون هذا بسبب أن الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت جالسين يفقدون الآثار الإيجابية للنشاط البدني واللياقة البدنية.

اقرأ أيضاً: هل تجلس لفترة طويلة؟ إليك هذه التمارين لتعزيز مرونة رجليك

الأمراض القلبية الوعائية

يرتبط الجلوس لفترات طويلة بأمراض القلب ارتباطاً وثيقاً، حيث وجِد أن الذكور الذين يشاهدون أكثر من 23 ساعة من التلفاز في الأسبوع كانوا أكثر عرضة بنسبة 64% للوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالرجال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة 11 ساعة فقط في الأسبوع، حيث ازدادت فرص الإصابة بنوبة قلبية أو السكتة الدماغية.

داء السكري النمط الثاني

يمكن للاستلقاء المتواصل لمدة خمسة أيام في السرير أن يؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين في جسمك، ما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم فوق المعدلات الطبيعية، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الجلوس معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 112%.

الدوالي الوريدية

يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى توسع الأوردة نتيجة لتجمع الدم أسفل الساقين، وعلى الرغم من أن الدوالي غير خطيرة في العادة إلا أنها في حالات نادرة تؤدي إلى حدوث جلطات دموية.

الخثار الوريدي العميق

يتخثر الدم الراكد أسفل الساقين، كما يحدث في السفر الطويل مثل رحلات الطائرة، مسبباً ما يُسمى بـ "الخثار الوريدي العميق". تكمن خطورته بقدرته على إطلاق الصمات والخثرات ما يتسبب في انقطاع جزء من الدورة الدموية عن جزء معين في الجسم، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كبيرة أو الموت حتى.

اقرأ أيضاً: تمارين رياضية تساعدك على تحسين صحتك العقلية

كيف تنقذ صحتك من مخاطر الجلوس المطول؟

تكمن المشكلة بأن الوقت الذي يقضيه الشباب وهم يقومون بالنشاط البدني يقل كلما تقدموا بالعمر، إضافة إلى أن الشباب في يومنا هذا يقضون وقتاً أقل في ممارسة النشاط البدني معتدل الشدة مقارنةً بشباب الأجيال السابقة.

اقرأ أيضاً: قد تكون التمارين المائية فعالة في الوقاية من أمراض القلب

وما سهل الأمر هو جاذبية العالم الافتراضي وما قدمه من تسهيلات جعلت من ساعات الجلوس الطوال وراء الشاشة تبدو كثوانٍ. لم يفت الأوان أبداً لتعديل نمط الحياة وما زال بإمكانك الحصول على الفوائد الصحية المرجوة من زيادة ساعات النشاط البدني، ونحن هنا لا نتحدث عن ممارسة الرياضة فقط، وإليك بعض الطرق التي يمكنك بها دمج النشاط البدني في يومك بشكل سهل ومريح:

  • استخدام الدرج بدلاً عن المصعد.
  • تنظيم لقاءات أو اجتماعات للمشي مع الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة.
  • استغلال الرحلات الطويلة لمشي بعض الخطوات الزائدة أو ركوب الدراجة لجزء منها، يمكنك النزول من الحافلة قبل بلوغ وجهتك بمحطة واحدة وامشِ بقية الطريق.
  • ركن السيارة بعيداً عن أي مكان تذهب إليه وامشِ المسافة المتبقية.
  • وضع سلة المهملات بعيداً عن مكتبك حتى تضطر إلى النهوض لرمي أي شيئ، فعملية النهوض هذه تُعد نشاطاً.
  • في حال لم تكن من محبي ممارسة الرياضة عليك بالرقص أو ممارسة اليوغا أو البلاتيس وحتّى الفنون العسكرية إن كنت تفضل ذلك.
  • ممارسة أي نشاط في الهواء الطلق، وإن لم يكن الطقس يسمح، فيمكنك السباحة في مسبح داخلي أو القيام بأنشطة تسلق الصخور الداخلية.
  • ضبط مؤقت تلفازك لكي يتم إيقاف تشغيله قبل المعتاد.
  • التجول عندما تتحدث على الهاتف وعدم البقاء جالساً.

المحتوى محمي