تحمل بعض العمليات التجميلية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً عدة مخاطر بسبب التغيرات الفيزيولوجية المرتبطة بالعمر والحالة الصحية. ولأن قرار الخضوع لإجراء تجميلي هو أمر شخصي للغاية، فمن المهم معرفة الاتجاهات الجمالية الأكثر خطورة.
هل يمكن للأشخاص فوق سن الخمسين الخضوع للعمليات التجميلية؟
يُعتقد أن للعمر دوراً في نجاح الإجراءات والعمليات الجراحية التجميلية أو فشلها. على سبيل المثال، يمكن الخضوع لعمليات مثل تجميل الأنف أو شد الوجه أو رأب الجفن بأمان، لكن يتزايد خطر حدوث مضاعفات كلما تقدم الشخص في السن. وفي عمليات مثل شد الوجه أو الجسم، يمكن للعمر أن يحدد مدة استمرار نتائج الجراحة التجميلية، وكذلك مدى خطورتها.
يستطيع الأشخاص من الأعمار كافة الخضوع لهذه العمليات، وعلى الرغم من أن العمر أحد العوامل الجسدية التي تحدد نجاح الإجراء التجميلي أو فشله، فإن الأهم من العمر هو حالة الشخص، ووجود مشكلات صحية لديه، لذا يفضل إجراء فحص طبي شامل قبل العمليات التجميلية وخاصة الجراحية منها، للتأكد من عدم وجود أي مشكلة قد تزيد خطر حدوث مضاعفات في أثناء الجراحة أو بعدها.
من ناحية أخرى، يفضَّل تنفيذ بعض العمليات التجميلية دون التفكير في العمر لأنها تؤثّر في صحة الشخص، مثل إجراء جراحة الأنف لأنه يؤثّر في جودة التنفس، وبالمثل من المهم إجراء جراحة تدلي الجفون لأنها تؤثّر في النظر.
وبحسب الجمعية الأميركية لجراحي التجميل، فإن كبار السن الذين يخضعون للعمليات الجراحية التجميلية يميلون إلى أن يكونوا في صحة أفضل من نظرائهم الأصغر سناً. وفي كثيرٍ من الأحيان، يكونون أقرب إلى وزن الجسم المثالي، كما أن نسبة المدخنين بينهم أقل.
اقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحتك بعد سن الخمسين
العوامل التي تؤثّر في زيادة خطورة العمليات التجميلية
لا يمكن اعتبار العمر عاملاً وحيداً لتحديد إمكانية الخضوع للعمليات التجميلية، بل يجب دراسة العوامل المختلفة الأخرى التي تزيد خطورتها بعد سن الخمسين، وأهمها الطبيب نفسه الذي تقع على عاتقه مسؤولية نجاح الإجراء التجميلي أو فشله، لذلك يفضَّل أن يكون طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل معتمداً، مع الابتعاد عن مراكز التجميل غير الموثوقة وقليلة الخبرة. تظهر أهمية هذا الأمر في الحفاظ على سلامة المريض والتحكم في المخاطر الجراحية، ومعالجة أي مشكلات قد تظهر في أثناء الإجراء أو بعده.
يُفترض أن ينظر الطبيب قبل إجراء التجميل إلى عدة عوامل يدرس من خلالها حالة الشخص، ومنها:
- الصحة العامة والحالات الطبية الموجودة مسبقاً مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو اضطرابات الكبد وغيرها.
- تناول الشخص بعض الأدوية أو المكملات الغذائية.
- الوزن الزائد والسمنة المفرطة.
- حالة البشرة ومرونة الجلد.
- النتائج المرجوة.
- بطء عملية الشفاء مع التقدم في العمر.
- التدخين.
بعد دراسة الطبيب هذه العوامل كلها، يقرر ما إذا كان الإجراء الذي يطلبه المريض آمناً وقابلاً للتطبيق، ويجب عليه تقديم شرحٍ مفصلٍ للمخاطر المحتملة والفوائد والنتائج المتوقعة، كما أنه يساعد على اختيار النهج الأكثر أماناً وانسجاماً للوصول إلى أهداف الشخص التجميلية.
اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة
العمليات التجميلية الأكثر خطورة على الصحة بعد الخمسين
عموماً، وبعد التأكد من إمكانية إجراء عملية التجميل، تبقى درجة خطورة بعضها أكبر من غيرها، ومن أكثرها خطورة عملية شد البطن التي ثبت أنها تسبب أكبر المضاعفات مع التقدم في العمر مقارنة بالعمليات التجميلية الأخرى.
من أكثر العمليات التجميلية التي تليها بنسبة المضاعفات، وخاصة العدوى، جراحة تصغير الثدي لدى النساء الأكبر من 50 عاماً، وقد يكون سبب ذلك تغيرات مستويات الهرمونات. وتعاني النساء أيضاً فوق سن 50 من صعوبة أكبر في التئام الجروح.
لذلك، يُفضَّل للأفراد الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً قبل اتخاذ قرار بشأن الجراحة التجميلية، البحث عن بدائل غير جراحية، مثل الحقن والعلاجات بالليزر وعمليات شد الجلد غير الجراحية. قد توفّر مثل هذه العلاجات نتائج مرضية بعيداً عن المخاطر.
اقرأ أيضاً: تحتوي 12 مادة كيميائية ضارة: هل من الممكن أن تكون مستحضرات التجميل سامة؟
المضاعفات التي قد يتعرض لها كبار السن بسبب العمليات التجميلية
ينطوي على العمليات التجميلية وخاصة الجراحية عدة مضاعفات، أهمها:
تشكُّل ورم دموي
بعد عمليات شد الوجه وعمليات تكبير الثدي، يتعرض 1% من المرضى إلى تشكل ما يشبه الكدمات بسبب تجمع الدم في جيب مشكلاً ورماً دموياً. تحدث هذه الحالة عند الذكور أكثر من الإناث، وتعد خطيرة في العمليات الجراحية كلها تقريباً.
لإزالة الورم، يخضع المريض لعمل جراحي إضافي لتصريف الدم إذا كان الورم كبيراً أو ينمو بسرعة، وقد يتطلب ذلك إجراءً آخرَ في غرفة العمليات وفي بعض الأحيان تخديراً إضافياً.
تجمع المصل
في أحيان أخرى، يتجمع المصل أو سائل الجسم تحت الجلد مشكلاً ورماً مصلياً مؤلماً أحياناً، ويُعد أكثر المضاعفات شيوعاً بعد عملية شد البطن، ويحدث لدى 15 إلى 30% من المرضى. للتخلص منه، يسحب الطبيب السائل المتجمع تحت الجلد بإبرة معقمة.
فقدان الدم
قد يفقد المريض الدم في أي نوع من العمليات الجراحية، وقد يؤدي الفقدان الكبير للدم إلى انخفاض ضغط الدم المميت، وقد يحدث فقدان الدم في أثناء العمل الجراحي أو بعده.
العدوى
تصبح الاستجابة المناعية ضعيفة مع التقدم بالسن، لذلك تعد العدوى واحدة من أكثر المضاعفات شيوعاً لدى كبار السن بعد الجراحات التجميلية. بعض حالات العدوى تلك تكون داخلية وشديدة، ويتطلب علاجها بحقن المضادات الحيوية الوريدية. ويعد 1.1 إلى 2.5% ممن يخضعن لعملية تكبير الثدي مثلاً معرضات لخطر العدوى، والتهاب الأنسجة.
تلف الأعصاب
من المضاعفات الشائعة بعد الجراحة التجميلية الشعور بالخدر والوخز، والذي يدل على تلف الأعصاب، وقد يكون التلف مؤقتاً أو دائماً. على سبيل المثال، تعاني معظم النساء تغيراً في الحساسية بعد جراحة تكبير الثدي، و15% منهن يعانين تغيرات دائمة في الإحساس بالحلمة.
تخثر الأوردة العميقة والانسداد الرئوي
يتعرض عدد قليل جداً من المرضى (0.09%) بعد العمليات الجراحية التجميلية إلى تشكل خثرات في أوردة الساق، وقد تنتقل هذه الخثرات إلى الرئتين مسببةً الانسداد الرئوي القاتل. تعد عمليات شد البطن أكثر العمليات التجميلية تسبباً بخثرات الأوردة.
أذية الأعضاء
تسبب عملية شفط الدهون أحياناً ضرراً للأعضاء الداخلية. فقد يتسبب المسبار الجراحي بإحداث ثقوب بالأعضاء الداخلية. معظم هذه الثقوب يتطلب جراحة إضافية لإصلاحه، وبعضها قد يكون قاتلاً.
الندبات والتئام الجروح
يعد بطء التئام الجروح أمراً شائعاً مع التقدم في السن بسبب انخفاض إنتاج الكولاجين وضعف الدورة الدموية. قد يؤدي ذلك إلى تأخير الشفاء وزيادة خطر الإصابة بالعدوى وتكوين ندبات غير مُرضية بعد الجراحة التجميلية، وغالباً ما ترافق عمليات شد البطن.
عدم الرضا عن المظهر العام
يخرج معظم الناس من العمليات التجميلية راضين عن نتائجها، لكن تعاني بعض النساء اللاتي يخضعن لجراحة الثدي مثلاً مشكلات تحديد الشكل أو عدم التناسق، وقد لا يحب الذين يخضعون لجراحات تجميل الوجه النتيجة التي وصلوا إليها، لذلك يعد فهم النتائج الواقعية والقيود المحتملة أمراً ضرورياً لتجنب عدم الرضا، ومن المهم إدراك أن هذه العمليات التجميلية لا تعكس علامات التقدم في السن.
مضاعفات التخدير
يؤدي التخدير العام في بعض الأحيان إلى مضاعفات، مثل التهابات الرئة والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والموت. وقد يكون كبار السن أكثر عرضة لخطر ردود الفعل السلبية للتخدير، إذ يؤثّر العمر في عملية التمثيل الغذائي وتخليص الجسم من أدوية التخدير.
اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية
لتجنب مضاعفات العمليات التجميلية يجب اتباع تعليمات الرعاية اللاحقة كلها، مثل الوجبات التي يمكن تناولها، وإيقاف النشاط البدني أو تخفيفه، والعناية الصحيحة بالجروح.