إدارة الصداع النصفي خلال شهر رمضان: نصائح عملية

في شهر رمضان المبارك، يمتنع المسلمون عن الأكل والشرب خلال ساعات النهار الممتدة من الفجر حتى غروب الشمس. لكن إذا كنت ممن يعاني الصداع النصفي، فقد تتساءل عن الطريقة التي يمكن أن تصوم بها رمضان، حيث أفادت الدراسة المنشورة في مجلة الصداع والألم (The Journal of Headache and Pain)، بأن وتيرة الصداع النصفي تزداد لدى البعض ممن يصومون في رمضان. فإذا كنت من المصابين بالصداع النصفي وترغب في الصيام، قد تساعدك بعض النصائح والتوصيات على إدارة الصداع النصفي خلال الشهر.

تأثير الصيام في الصداع النصفي

الصداع النصفي هو حالة عصبية تسبب نوبات من الصداع، تبدأ بأحد جانبي الرأس، وقد ينتشر إلى الجانب الآخر وفقاً لشدته. في بعض الحالات يكون مصحوباً بالغثيان وصعوبة الرؤية وحساسية للضوء والصوت. تتفاوت مدة النوبات ما بين 4-72 ساعة في حال لم تُعالَج.

تزداد شدة وتيرة نوبات الصداع النصفي خلال صيام رمضان لعدة أسباب بما في ذلك:

الجفاف أو نقص السوائل في الجسم.
انسحاب الكافيين والنيكوتين.
انخفاض مستويات السكر في الدم.
اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية (دورة النوم/ الاستيقاظ).
الإجهاد الجسدي والنفسي.

كما تزداد شدة نوبات الصداع في حال اتباع نظام غذائي غير صحي في الإفطار والسحور، حيث تؤدي الوجبة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة إلى زيادة إفراز هرمون الإنسولين.

يؤدي ارتفاع هرمون الإنسولين إلى انخفاض مستويات الغلوكوز في الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي. تُعرف هذه الحالة باسم نقص السكر في الدم، وتسبب تعطل توازن الجسم. لاستعادة هذا التوازن، يفرز الجسم هرمونات، وخاصة الإبينفرين (المعروف أيضاً باسم الأدرينالين) والنورإبينفرين، ما قد يسبب الصداع النصفي نتيجة للتغيرات الهرمونية.

ووفقاً للدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة المنصورة المصرية والمنشورة في مجلة العلوم السلوكية والدماغية (Journal of behavioral and the Brain science)، تزداد حدة الصداع النصفي لدى الصائمين في رمضان في الفترة ما بين 2:00 و4:30 بعد الظهر.

نصائح للوقاية من الصداع النصفي في رمضان

النصيحة العامة لمرضى الصداع النصفي في رمضان هي تجنب العوامل المحفزة، كما توصي مؤسسة الصداع النصفي ذا ميغرين تراست (The Migraine Trust) باتباع الإرشادات التالية لتقليل الأعراض:

تنظيم مواعيد دواء الصداع النصفي والعلاجات

أولاً وقبل كل شيء تحدث إلى طبيبك عن حالتك الصحية، واستشِره حول قدرتك على الصيام. فإذا كنت تتناول أدوية قوية مثل التريبتان الذي يُنصح به في حال شعرت بقرب نوبة الصداع، قد ينصح الطبيب بتناول دواء وقائي يمكن تناوله قبل الفجر عوضاً عنه، وبحيث تبدأ بتناوله قبل رمضان بشهر، بما يسمح له بأن يأخذ مفعوله، أو قد ينصح الطبيب باستخدام رذاذ التريبتان الأنفي.

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن اتباع وسائل غير دوائية لإدارة أعراض الصداع النصفي في رمضان، مثل الوخز بالإبر والكمادات الساخنة والباردة.

تخفيف الكافيين

بالنسبة لأولئك المعتادين على شرب القهوة أو الشاي، فإن الانقطاع عنها خلال ساعات النهار قد يؤدي إلى تأثير انسحاب الكافيين والذي يفاقم من الصداع النصفي.

لتجنب هذا التأثير، ينبغي التقليل التدريجي من شرب الكافيين قبل رمضان، واستبدال القهوة منزوعة الكافيين بالقهوة العادية.

تجنب الجفاف

حاول تعويض الجسم باحتياجاته اليومية من الماء خلال الفترة ما بعد الإفطار حتى السحور، والتي تُقدر بنحو 8 أكواب من الماء. احرص على تناول البقوليات والخضروات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف الغذائية، حيث تعمل على تخزين السوائل التي تساعد على إبقاء الجسم رطباً طوال اليوم.

كما ينبغي تجنب المشروبات والعصائر السكرية ومشروبات الطاقة، وما يسبب لك احتباس السوائل مثل الأغذية المقلية والمعالجة والمالحة.

التخطيط الجيد لوجبتي الفطور والسحور

إذا كان سبب الصداع النصفي هو الهبوط في مستويات السكر في الدم، فقد يساعد تخطيط وجبتي الفطور والسحور على تنظيم تحرير الطاقة على مدار النهار. يشمل ذلك:

تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة (الألياف) والتي تحرر الطاقة ببطء، مثل الحبوب الكاملة مثل الأرز البني أو الشوفان أو الخبز الكامل.
الحد من تناول السكر المكرر والكربوهيدرات البسيطة، لأنها تسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة السكر في الدم، ثم انخفاضاً سريعاً، ما قد يؤدي إلى نوبات الصداع النصفي.
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك والبيض والمكسرات والفاصولياء، لأن البروتين يمنح شعوراً مطولاً بالامتلاء ويحرر الطاقة ببطء، ما يجنب الجسم الارتفاع المفاجئ في سكر الدم.

الحصول على القسط الكافي من النوم

تتغير الساعة البيولوجية خلال رمضان، ما قد يؤدي إلى نوبات من الصداع النصفي. لتجنب ذلك، يمكنك:

تكييف جسمك مع النمط الجديد قبل رمضان بضبط منبهك للاستيقاظ في وقت مبكر.
محاولة النوم مبكراً للحصول على 7-8 ساعات من النوم المتواصل.
تعيين بيئة للنوم خالية من الإضاءة الساطعة والأصوات العالية والأجهزة الإلكترونية والإجهاد الجسدي والنفسي.