ماذا سيحدث إذا نتفنا الشعرة البيضاء من رأسنا؟

4 دقيقة
ماذا سيحدث إذا نتفنا الشعرة البيضاء من رأسنا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ autumnn
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع ظهور أول شعرة بيضاء على الرأس، سيبدأ الناس بإعطائك الكثير من التعليقات والنصائح؛ مِنهم مَن يقول إن عليك إزالة الشعرة البيضاء بسرعة، ومنهم من يحذّرك بألا تنتف تلك الشعرة بحجة أن نتفها سيؤدي إلى نمو 3 شعرات بيضاء مكانها، ومنهم من يقول 7 أو 10. هذا طبعاً غير تحليل سبب الشيب، وسؤالك إن كنت قد حزنت في الفترة الماضية أم ارتعبت أم شعرت بالبرد القارس؟ حسناً، بعيداً عن القيل والقال، دعونا نرى ما قول العلم في نتف الشعرة البيضاء، ولننظر في أسباب الشيب وإمكانية عكسه.

اقرأ أيضاً: إليك نصائح تساعدك على تأخير ظهور شيب الشعر

هل يسبب نتف شعرة بيضاء من الرأس نمو المزيد من الشعر الأبيض مكانها؟

بالطبع لا؛ فنتف شعرة رمادية واحدة لا يؤدي إلّا إلى نمو شعرة رمادية واحدة مكانها، فلا تنمو من بصيلة الشعر الواحدة سوى شعرة واحدة، كما لا يؤثّر نتف شعرة رمادية واحدة في البصيلات المحيطة أو يغيِّر قدرتها على إنتاج صبغة الشعر؛ أيّ لن يتحوَّل الشعر المحيط بتلك الشعرة إلى اللون الرمادي إلّا عندما تموت الخلايا الصباغية الموجودة في بصيلاته.

ولكن مع تكرار النتف، فهناك احتمال ضئيل في أن تتهيج بصيلات الشعر أو تُتلَف أو تتندَّب، وإذا ما تعرضت البصيلات للتلف، فقد يؤثّر ذلك في إعادة نمو الشعر، ما قد يؤدي إلى شعر أرق أو أضعف في تلك المنطقة أو ظهور بقع صلعاء.

اقرأ أيضاً: ما طرق علاج تساقط الشعر بعد الولادة؟ 

ما أسباب شيب الشعر؟

 يُحدَّد لون الشعر عن طريق الخلايا المنتِجة للصباغ المُسماة بالخلايا الصباغية (Melanocytes)، التي تصنعها الخلايا الجذعية الصباغية الموجودة في بصيلات الشعر. ومع التقدم في السن، تتباطأ الخلايا الجذعية في أداء وظيفتها؛ أي تفشل في النضج والتحوِّل إلى خلايا صباغية كاملة. ومع انخفاض عدد الخلايا الصباغية، ينخفض إنتاج الصبغة (الميلانين)، فيختفي لون الشعر ويظهر بلون رمادي أو فضي أو أبيض. وبالإضافة إلى التقدم في العمر، فثمة عدة عوامل قد تسهم في هذه العملية مثل:

  • الوراثة: تؤدي الوراثة دوراً مهماً في تحديد متى سيبدأ شعر الفرد بالتحول إلى اللون الرمادي. فإذا كان الوالدان أو الأجداد قد تعرضوا للشيب المبكر، فثمة احتمال كبير بأن تتعرض له أيضاً.
  • التوتر: وجدت دراسة منشورة في دورية نيتشر (Nature) عام 2020، أجراها فريقٌ من الباحثين في جامعة هارفارد، أن التوتر المزمن يؤدي دوراً رئيسياً في تحوّل لون الشعر (الفراء) إلى اللون الرمادي عند الفئران. حيث يحدث، وفقاً للباحثين، في أثناء التوتر والمواقف المُرهِقة تنشيط الأعصاب الموجودة في الجهاز العصبي الودي، وهو الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر في أنحاء الجسم كافة، بما في ذلك بصيلات الشعر، ما يؤدي بدوره إلى إطلاق مادة النورإيبينفرين في البصيلات.

وقد وُجِد أن هذا الناقل العصبي يؤثّر في الخلايا الجذعية الصباغية الموجودة في البصيلات على نحو يسرِّع انقسامها وتحوُّلها إلى خلايا صبغية، ثم يخسر الشعر لونه ويتحول إلى اللون الرمادي أو الأبيض نتيجة استنفاد الخلايا الجذعية اللازمة لتصنيع خلايا صباغية جديدة.

اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما العلاج الأنسب لهذه الحالة لكلٍّ من الرجال والنساء؟

  • نقص التغذية: يمكن أن يؤثّر نقص بعض الفيتامينات مثل نقص فيتامين ب 12، والبيوتين، وفيتامين د، أو نقص بعض المعادن مثل النحاس، في إنتاج الميلانين ويسهم في ظهور الشيب المبكر.
  • أمراض المناعة الذاتية: قد تسبب عدة حالات طبية مثل البهاق، وتحدث الأمراض المناعية عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم الخلايا الصباغية، ما يؤدي إلى فقدان الصباغ من بعض المناطق في الجلد أو الشعر. كما يمكن أن تسهم حالات أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية والثعلبة البقعية في الشيب المبكر.
  • التدخين: وجدت دراسة منشورة في المجلة الهندية للأمراض الجلدية (Indian dermatology online journal) أجراها فريقٌ من الباحثين في مستشفى الجامعة الأردنية عام 2013 بقيادة أستاذ كلية الطب أيمن زايد، صلة بين التدخين والشيب المبكر، وهي نتائج أكدتها العديد من الدراسات اللاحقة. فقد يؤدي التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية على نحو يقلل تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، ويمكن للسموم الموجودة في السجائر أن تزيد تراكم الجذور الحرة في الجسم، فيما يُعرف بالإجهاد التأكسدي، ما يسبب تلف الخلايا المسؤولة عن لون الشعر.
  • العِرق: تميلُ الأعراق المختلفة إلى ظهور الشعر الرمادي بمعدلات وأعمار مختلفة. غالباً ما يلاحظ الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة الشعر الرمادي في وقتٍ أبكر من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين نقص فيريتين الحديد وتساقط الشعر؟ 

هل يمكن إبطاء الشيب أو عكسه؟

في حال كان الشيب ناتجاً عن الوراثة أو الشيخوخة، لا يمكن منعه أو عكسه، أمّا في حال كان الشيب ناتجاً عن نمط الحياة أو النظام الغذائي، فيمكن عكسه في بعض الحالات أو منعه من التفاقم باتباع النصائح التالية:

  • اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات: تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12 والحديد والنحاس والزنك ومضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية والمكسرات والأسماك والفواكه، لدعم صحة الشعر عموماً. وقد وُجِد أن تناول أقراص فيتامين ب 12 لتعويض العوز به قد يؤدي إلى تحسين صحة بصيلات الشعر واستعادة لونه الطبيعي.
  • اتباع استراتيجيات إدارة التوتر: على الرغم من عدم وجود دليل على أن تقليل التوتر قد يعكس الشيب، لكنه من المرجح أن يقلل تفاقم المشكلة. لذلك تعلم تقنيات الاسترخاء مثل اليقظة الذهنية والتأمل وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم الكافي لمنع الشيب المبكر.
  • تجنب العادات المضرة: ابتعد عن التدخين، ليس فقط لأنه يسهم في ظهور الشيب المبكر، وإنما للتقليل من آثاره القاتلة الأخرى على أعضاء الجسم المختلفة.
  • العناية اللطيفة بالشعر: قد يكون من الأفضل استخدام المنتجات الطبيعية للعناية بالشعر، وتقليل التصفيف الحراري، وتجنب العلاجات الكيميائية القاسية لمنع تلف الشعر والشيب المبكر.
  • تدليك فروة الرأس بانتظام: وذلك باستخدام الزيوت الأساسية، مثل زيت جوز الهند أو زيت السمسم، لتعزيز الدورة الدموية في بصيلات الشعر وتعزيز نمو الشعر الصحي.

اقرأ أيضاً: أبرز العلامات المنذرة بحدوث الصلع لدى الرجال والخيارات العلاجية المتاحة 

قد يكون طلب النصيحة من طبيب أمراض جلدية أو اختصاصي علاج الشعر مفيداً، وذلك للحصول على توصيات شخصية وأدوية أو مكملات محتملة تستهدف أوجه القصور الموجودة، وذلك لإبطاء ظهور الشيب المبكر.