شارك
الرئيسية
كانت لأخيل اليوناني بطل حرب طروادة نقطة ضعف واحدة فقط وهي “وتر العرقوب” أو ما يُعرف الآن بوتر أخيل، والذي يعتبر أطول وأقوى أوتار الجسم. يتكون الوتر تشريحياً من أنسجة سميكة تربط عضلات الربلة بعظم الكعب وتضبط بذلك معظم حركات الكاحل.
لسوء الحظ، وعلى الرغم من أن معدل شيوع إصابة وتر أخيل بين لاعبي كرة القدم لا يزال يعتبر قليلاً ولا يتجاوز 1.9% منها، يعاني لاعبو كرة القدم في حال أُصيبوا لمدة طويلة؛ إذ تعتبر هذه الإصابة من أكثر الإصابات تطلباً لأطول فترة تعافٍ إلى جانب تمزق الرباط التصالبي للركبة وكسور عظمي الظنبوب والشظية.
ولذلك من المهم للغاية أن يكون اللاعبون على دراية جيدة بكيفية حدوث إصابة وتر أخيل وكيفية الوقاية منها، لأن تأثيرات هذه الإصابة على مقدرات اللاعب طويلة الأمد ونوعية أدائه بالغة.
اقرأ أيضاً: ما أسباب تمزق العضلات المأبضية عند لاعبي كرة القدم وكيف يمكن الوقاية منه؟
كيف تحدث إصابة وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم؟
تشمل إصابات وتر أخيل كلاً من التهاب الوتر وتمزقه، ويحدث التهاب وتر أخيل نتيجة الإفراط في ممارسة الرياضة كما يحدث في كرة القدم، خاصةً عند بدء ممارسة التمارين المكثّفة دون القيام بالإحماء المناسب للعضلات والأوتار. يُضاف إلى ذلك عدم أخذ أوقات راحة بين التمارين المكثّفة والتي تسمح للوتر بأن يتعافى.
وعلى الرغم من أن وتر أخيل من أمتن الأوتار وأكثرها قدرة على التعامل مع الإجهاد المفرط، فإن أكثر العوامل المتهمة بزيادة خطر حدوث إصابة وتر أخيل هي التوقفات المفاجئة وحركات انعطاف الكاحل على أرضية غير مستوية. كما يمكن أن يتمزق تحت الضغط الشديد، كما يحدث أثناء البداية المفاجئة للتمرين أو التوقف المفاجئ أو في حالات السقوط خاصةً تلك التي تتسبب بحدوث التواء الكاحل والتي تترافق مع حدوث إصابة وتر أخيل.
أعراض إصابة وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم
العلامة النوعية لإصابة وتمزق وتر أخيل هي الشعور بفرقعة أو طقطقة في مؤخرة الكاحل، وقد تُسمع هذه الفرقعة أحياناً في الحالات الشديدة. وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى كل ما يلي:
- الشكوى من ألم حاد ومفاجئ في الجزء الخلفي من الكاحل بالقرب من الكعب.
- حدوث تورم في مؤخرة الكاحل واحمرار وقد يُشاهد تكدم تحت الجلد.
- الشكوى من ألم عند المشي، يزداد بشكل خاص عند صعود أو نزول الدرج.
- الشعور بالإيلام والمضض أثناء جس الجزء الخلفي من الكاحل.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تدمر إصابات الرباط التصالبي للركبة المسيرة المهنية للاعبي كرة القدم؟
كيف يتم تدبير إصابة وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم؟
قبل طلب المساعدة الطبية، يتوجب تطبيق طريقة (R.I.C.E) في الإسعافات الأولية والتي تقلل من الألم والتورم في الوتر المصاب، وخطواتها هي:
- الراحة (Rest): إراحة الطرف المصاب وتجنب وضع كامل ثقل الجسم عليه.
- تطبيق الثلج (Ice): من المفيد للغاية وضع الثلج على المنطقة المصابة؛ إذ يقلل من التورم الحاصل.
- لف الكاحل باستخدام رباط ضاغط (Compression): يمنع لف الكاحل برباط ضاغط من زيادة التورم.
- رفع الطرف المصاب (Elevation): يُنصح برفع الطرف المصاب إلى مستوى القلب أو أعلى من ذلك، إذ يقلل ذلك من التدفق الدموي إلى الطرف مانعاً تراكم الوسائط الالتهابية التي تصل عبر المجرى الدموي والتي تسبب حدوث التورم والتوذم.
بعد تطبيق الإسعافات الأولية، يتم النظر بكيفية تدبير إصابة وتر أخيل، فإن كانت الإصابة لا تتعدى الالتهاب، يمكن للاعب إراحة الطرف وتناول الأدوية المضادة للالتهاب وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كـ”الإيبوبروفين” ومسكنات الألم.
أمّا في الحالات الأشد التي تنطوي على حدوث تمزق في وتر أخيل، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي، خاصةً إذا كان المصاب لا يزال نشطاً جسدياً وصغيراً في السن؛ إذ تزداد نسبة نجاح العمل الجراحي بوجود عوامل كهذه. تتم خياطة طرفي الوتر الممزق في العمل الجراحي ومن ثم يُثبت الطرف المصاب بقالب ثابت لتثبيت الوتر بشكل تام والسماح له بالتعافي.
ما فترة الشفاء المتوقعة في إصابة وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم؟
عادةً ما يستغرق الشفاء الكامل لوتر أخيل الممزق فترة تتراوح بين 4-6 أشهر، وذلك يعتمد على شدة الإصابة، حيث يستغرق التمزق الجزئي فترة أقصر بطبيعة الحال من التمزق الكامل، كما يستغرق الشفاء من التهاب وتر أخيل فترة أقصر من تلك التي يحتاجها الوتر لكي يُشفى من التمزق.
من جهة أخرى، يساعد العلاج الطبيعي في استعادة قوة الوتر وقدرته على الحركة، لهذا يُنصح لاعبو كرة القدم باللجوء إلى العلاج الفيزيائي لتقصير مدة التعافي والحفاظ على سلامة العضلات وقوتها لديهم.
اقرأ أيضاً: ما العضلات التي يركّز لاعبو كرة القدم على تمرينها؟
الوقاية من حدوث تمزق وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم
لا يمكن منع حدوث إصابة وتر أخيل عند لاعبي كرة القدم بشكلٍ مُطلق، إلا أن لاتخاذ أساليب الوقاية دوراً جوهرياً في تقليل خطر الإصابة بتمزقه أو التهابه، وأهم خطوة من خطوات الوقاية هي القيام بتمارين الإحماء قبل ممارسة التمرين وقبل البدء بالمشاركة في المباريات.
كما يُوصى بزيادة شدة التمارين الرياضية تدريجياً، والبدء دائماً بتمارين منخفضة الكثافة وزيادة كثافة التمرين بشكلٍ تدريجي. كما يقلل تمديد وشد عضلات ربلة الساق ووتر أخيل بشكلٍ منتظم بعد الانتهاء من التمرين من تقليل حدوث إصابة وتر أخيل بشكلٍ كبير.