أفكار رئيسية حول صعوبة التحكم في حياتك، وأن تكون ملتزماً في العصر الرقمي.
- الانضباط المتمثّل في عدم الاتصال بالإنترنت قد يكون مجزياً أكثر مما تعتقد.
- عندما تفصل نفسك عن العالم الرقمي، فأنت تصل نفسك بالعالم الحقيقي.
- الحفاظ على الحد الأدنى من قضاء الوقت على الإنترنت ليس أمراً سهلاً؛ ولكنه يستحق العناء بجميع الأحوال.
هذا هو الجزء الرابع من سلسلة من 9 أجزاء تُنشر على مدار 9 أسابيع متتالية.
الابن الأكبر لـ«توني فادل»؛ المخترع المشارك للـ«آي بود»، وُلد قبل أسبوعين من إطلاق هاتف «آي فون».
لاحظ فادل أنه عندما ينتزع الهاتف أو الحاسوب اللوحي من أولاده، فإنهم «يصبحون قلقين ومنزعجين للغاية» مثل البالغين. منع فادل استخدام الهواتف الذكية في الصباح وبدأ بتطبيق «أيام الأحد الخالية من استخدام الشاشات» في منزله.
يا حبذا لو كان الأمر بهذه البساطة
توقّع المقاومة! بعد إيقاف شبكة الإنترنت في منزله في عام 2014، والسماح لأطفاله باستخدامها لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، أفاد الأستاذ الجامعي «مارتن كوتنوفسكي» عن «صرخات ثاقبة» تأتي من «داخل غرفة نوم [ابنته البالغة من العمر 10 أعوام] ... هي غاضبة مني لأنها اكتشفت أن جهاز الآيبود خاصتها بها لا يمكنه الاتصال بالإنترنت».
بعد رؤية العديد من طلابه في حالة من البلادة، يفتقرون إلى التركيز الكافي لكتابة مقال محكم أو حتى قراءة كتاب، لم يرغب كوتنوفسكي أن يواجه أطفاله المصير نفسه.
بعد أشهر من قطع الإنترنت في منزله، أصبح أطفاله «متحدثين متحمسين» مرة أخرى، وأصبحوا يتحمّسون بالخروج من المنزل وممارسة الألعاب وقراءة الكتب والتصرف بشكل عام «مثل الأسماك التي عادت إلى نهر كان ملوثاً لعقود».
لنأخذ بعين الاعتبار المزيد من «آليات الحد الرقمي» التي يمكنك تطبيقها في أية علاقة؛ بدءاً بعلاقتك من نفسك.
التحكم في حياتك في العصر الرقمي: خصص أوقاتاً محدودة لاستخدام الإنترنت
في إحدى الأساطير المعروفة، يطلب «يوليسيس» من طاقم سفينته ربطه بسارية السفينة ووضع الشمع في آذانهم لتجنّب إغراء «حوريّات البحر»؛ والتي يمكن أن تُغريهم أغانيها الجميلة ليرسوا سفينتهم على الصخور المسننة.
حتى نستطيع مقاومة إحدى أكبر مصادر الإغراء العصرية، فإن «الحبال والشمع» التي يمكن أن نستخدمها لنقيّد أنفسنا هي الحد من الاتصال بالإنترنت.
ماذا يعني هذا؟ يعني أن نحافظ على الحد الأدنى من استخدام الإنترنت في المقام الأول؛ وهذا يشمل تفقّد الهاتف الذكي.
لتحقيق هذا الهدف؛ يجب أن نقلّص الوقت الذي نقضيه في فعل أي شيء على الإنترنت -مثل العمل عن بعد أو أداء المهمّات التي تتطلّب الاتصال بالإنترنت والتي لا تتعلّق بالوظيفة- إلى فترات زمنية منفصلة في جدول المواعيد.
لجعل هذه الاستراتيجية عمليةً؛ أنشأت مصطلح «نقاط الدخول للإنترنت» لتمثيل أوقات محددة من اليوم نتّصل خلالها بالإنترنت لأي سبب من الأسباب. في بداية كل أسبوع، أقوم بقياس (في جدول بيانات) نقاط الدخول في فترات المساء وعطلة نهاية الأسبوع من الأسبوع السابق.
هدفي هو استهلاك نقطة واحدة في مساء أحد أيام الأسبوع على الأكثر (مما يقابل ساعةً واحدةً على الإنترنت كحد أقصى؛ ولكن من الناحية العملية تميل هذه الفترة لتساوي بضع دقائق فقط)، ونقطة في عطلة نهاية الأسبوع (أيضاً بحد أقصى يساوي ساعةً واحدةً).
هل هذا ضروري فعلاً؟
نعم، أعلم أن هذه الآلية والفكرة التي تنص على تخصيص فترات منفصلة لاستخدام الإنترنت تبدو مُقيّدة للغاية، وهي كذلك بالفعل.
لكن هذه الآلية فعّالة! لأنني أعلم أن الوقت خلال أمسيات أيام الأسبوع والعطل الأسبوعية سيُحسب من نقاط الدخول خاصتي، فأنا أمتنع عن استخدام الإنترنت تقريباً خلال هذه الأوقات ولمدة يوم عطلة واحد؛ مما يتيح لي قضاء المزيد من الوقت القيّم مع زوجتي وأولادي وأصدقائي.
من السخف تماماً أن يتجنب أي شخص الدخول إلى الإنترنت خلال وقته الشخصي لأنه يتعين عليه بعد ذلك أن يستهلك إحدى النقاط التي لن يطلّع عليها أحد إلا هو صباح يوم الاثنين، ومع ذلك، فهذا هو بالضبط ما يحدث لي ولكثير من الأشخاص الذين أدرّبهم.
ما السبب وراء ذلك؟ هناك اثنان: أولاً؛ الأمر يشبه الاضطرار إلى الاعتراف بانتهاك قاعدة مهمّة؛ وهو أمر يفضل معظمنا تجنبه، وثانياً؛ إنه أمر يسخّر الدوبامين لصالحك وليس ضدك؛ وهو إنجاز كبير في العصر الرقمي.
من خلال تدوين العدد المحدود من النقاط الذي ستسمح لنفسك باستهلاكه هذا الأسبوع؛ ستشعر أنك تحقق هدفاً مهماً؛ مما يحفّز إفراز النواقل العصبية المرتبطة مع المكافأة.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً