كيف يمكننا التغلّب على الرفض من قِبل الآخرين؟

3 دقائق
التغلّب على الرفض
shutterstock.com/ Farknot Architect

أفكار أساسية حول التغلّب على الرفض من قِبل الآخرين.

  • الرفض من قِبل الآخرين له عدة أشكال، وتعلّم المرونة يساعدنا في التعامل معه.
  • اتّباع مقاربة مختلفة للرفض يمكن أن يجعل التعامل معه أسهل.
  • على الرغم من أن الرفض يحصل أحياناً؛ لكن لا يجب أن نعتبره أمراً شخصياً.

سواء كان أحد أصدقائك لا يتواصل معك، أو كنت تمر بانفصال عن علاقة قريبة، أو إذا استُبعدت من مشروع مهم، فإننا جميعاً اختبرنا الرفض، ونعلم أنه أمر مؤلم.

وجدت سلسلة من التجارب أجراها «جان توينغ» و«روي بومايستر»؛ عالِما النفس الاجتماعي من جامعة ولاية سان دييغو، وجامعة ولاية فلوريدا، أن المرور بتجربة رفض اجتماعي؛ حتى ولو كانت قصيرة، يمكن أن يجعل الأشخاص يعانون من حالة تتضمن مشاعر اليأس، والعدوانية الزائدة، والإفراط في الأكل والسلوكيات غير المتعقّلة والخطيرة.

تسبب لي الرفض بالكآبة منذ بضعة أسابيع، فبينما كانت زوجتي مسافرةً في رحلة دامت 10 أيام، أصبحت تربطني علاقة قريبة جداً مع ابنتي «كلوي»؛ لكن عندما عادت زوجتي، أصبحت غير موجوداً بالنسبة لها. كنا نمشي أنا وعائلتي في عطلة الأسبوع الماضي أثناء زيارة لبلدة قريبة، وفي 4 أو 5 مرات، مددت يدي لأمسك بيد كلوي لأساعدها في المرور عبر الشارع؛ ولكنها ابتعدت عني ولجأت لأمها لتمسك يدها.

التغلّب على الرفض
على الرغم من أن الرفض يحصل أحياناً؛ إلا أن مقاربتنا له يمكن أن تساعدنا في التعامل معه لنصبح أقوى وأكثر سعادة

الحدث الذي يُمثّل القشة التي قسمت ظهر البعير، وقع بعد بضعة أيام عندما كنا أنا وزوجتي في غرفة أطفالنا، واستلقت زوجتي مع كلوي لتحكي لها قصة. عندها؛ استلقيت إلى جانب ابني «أليكساندر»، وبعد 5 دقائق، تبادلنا أنا زوجتي الأماكن كعادتنا. قالت كلوي: «لا أريدك أن تستلقي معي»؛ وهي كلمات فطرت قلبي.

قلت لها بقسوة: «حسناً؛ ولكن لا تطلبي مني أن استلقي معك عندما تكون أمك غير موجودة»، ثم خرجت من الغرفة.

قالت لي زوجتي بعد نصف ساعة: «أنت تتعامل مع هذا الأمر بطريقة قاسية»، وأضافت: «كلوي تصرخ في وجهي أحياناً أو تضربني، وهذا ليس بالأمر الجلل، كما أنك تمسك بيد أليكساندر أكثر من يدها، وهي تدرك ذلك».

جاوبتها: «هذا لأن كلوي تبتعد عني أحياناً عندما أمد يدي؛ وهذا أمر لا يفعله أليكساندر أبداً»، ثم سألتها وأنا أعرف الجواب: «هل ابتعدت عنك كلوي وركضت تجاهي لتمسك يدي من قبل؟».

جاوبتني: «حسناً.. لا».

قلت لزوجتي حينها: «أنت لا تفهمين ما يعني أن يكون الشخص أباً»، ثم قضيت بعض الوقت في غرفتي حزيناً.

لاحقاً انضمّت لي زوجتي واقترحت أنه يجب أن أتكلّم في المرة المقبلة مع كلوي حول مشاعرها، وأطرح عليها بعض الأسئلة؛ مثل «هل أنتِ غاضبة مني؟» لأجعلها تشارك مشاعرها معي.

التمارين الرياضية للتغلّب على الرفض

في الصباح التالي؛ استيقظت في الخامسة لأذهب إلى صالة ممارسة التمارين الرياضية لأستغل فوائد التنظيم الذاتي، والفوائد الجسدية للرياضة على حد سواء. باختصار؛ ممارسة التمارين الرياضية تساعدني في تنظيم المشاعر الصعبة، والحفاظ على تعقّلي، فدون التمارين؛ لن أستطيع أن أكتب هذا المقال.

أثناء ممارسة التمارين؛ استعدت كل الأحداث التي وقعت، وأدركت أني سمحت لبشاعة الرفض بأن تقود سلوكي؛ مما تسبب بظهور السلوك الذي ينبّه منه «ألفي كون»؛ وهو معلّم ومؤلّف، في كتابه «التربية غير المشروطة». بتعبير آخر؛ كنت أضع شروطاً على حبّي لـ كلوي: «إذا لم ترفضيني أبداً؛ سأستمر بالاستلقاء معك وتوفير الدعم لك».

بالإضافة لذلك؛ كانت كلوي تعيد تأسيس علاقتها مع أمها بعد أطول فترة افترقتا بها في حياتها. يتعلّق الأمر بأن كلوي كانت تجتمع من جديد بمقدّم الرعاية الأساسي لها، وأهم علاقة في حياتها. الرفض لا علاقة له بالجنس؛ إذ أن العديد من الإناث يعانين من الرفض، ويفضّل أطفالهن الأب في بعض الأحيان.

في الصباح التالي؛ عندما قمت بتوصيل كلوي إلى المدرسة بعد أن مازحتها هي وأليكساندر لعشرين دقيقة في السيارة، عانقتني كلوي وهمست في أذني: «أنت مضحك يا أبي». ابتسمت وذكّرت نفسي بأن علاقتنا ستكون مليئةً بالتقبّل والرفض خلال السنوات القادمة، وأنني يجب أن أتصالح مع هذه الحقيقة.

انطلاقاً من رغبتي بألّا أجعل كلوي تشعر بأي ضغط في مساء ذلك اليوم؛ وصلت إلى حل. في وقت نوم الأطفال، ذهبت إلى غرفتهما وسألتهما ببساطة: «من منكما يريدني أن أستلقي بجواره عندما أحكي القصة؟». قبل أن يتسنّى لأليكساندر أن يجاوب، صاحت كلوي: «أنا!» ثم استلقيت بجانبها وعانقتني، ثم انضم لنا ألكيساندر، وكانت هذه اللحظة من أجمل لحظات حياتي؛ لحظة يجب التمتّع بها قبل أن تنتهي.

المحتوى محمي