أفكار رئيسية حول التغلب على رغباتك وإعادة النظر في نوايانا في استخدام الإنترنت؛ والتي تخلق لنا مزيداً من السعادة والرضا في الحياة الواقعية بعيداً عن الإنترنت.
- الفصل بين فترات استخدام الإنترنت وعدم استخدامها يؤدي إلى قضاء المزيد من الوقت بعيداً عن الإنترنت على الأرجح.
- لا تسمح لرغباتك تجاه العالم الرقمي أن توجّه أفعالك.
- من أجل إغناء حياتنا بعيداً عن الإنترنت؛ يجب أن ننظّم الوقت الذي نقضيه في استخدامها.
هذا هو الجزء الخامس من سلسلة من 9 أجزاء تُنشر على مدار 9 أسابيع متتالية.
حتّى تنجح آلية «نقاط الدخول للإنترنت» التي تكلّمت عنها في الجزء الرابع؛ يجب أن تحاول قدر الإمكان ألّا تستخدم الإنترنت في وقتك الخاص.
الالتزام دون أن تفقد المتعة في الحياة
إحدى الطرق التي يمكنك باستخدامها تحقيق هذا الهدف هي إنشاء قائمة اسمها «قائمة الأُمسيات/نهاية الأسبوع» وإدراج أي نشاط يجب عليك أن تقوم به على الإنترنت خلال الساعات خارج أوقات العمل فيها.
على سبيل المثال؛ افترض أن الساعة الآن هي 8:30 مساءً، وأنت تنتهي للتو من العشاء، ولست متأكداً إذا كان لديك موعد في وقت الغداء مع أحد ما في اليوم التالي. ستبدأ بالقلق حيال الأمر، واستخدام الإنترنت لتتأكد من الموعد سيؤدي على الأرجح إلى «الانجراف الرقمي»؛ والذي ستنخرط ضمنه في نشاطات أخرى على الإنترنت؛ مما سيستهلك وقت المساء بالكامل.
بدلاً من التأكّد من الموعد على الإنترنت؛ اكتب في قائمتك الجديدة تذكيراً للصباح التالي مفاده أن تتحقق مما إذا كانت الرسالة الإلكترونية المتعلّقة بموعد الغداء قد وصلت، وإذا تأكّد الموعد أم لا.
إن كتابة تذكير لمهمّة تريد القيام بها في اليوم التالي هي طريقة ممتازة لتخفيف التوتّر الناتج عنها والانشغال بها، وذلك لأن إحدى الوظائف الصحية للتوتّر والقلق هي أنه ضمان أن تنتبه لشيء ما قد يضرّك نسيانه.
الانتظار لتفقّد موعد غداء هو إحدى الأمثلة؛ ولكن هناك الكثير من المهام الأخرى التي نظن أنها عاجلة لحظياً - والتي ندرك بعد أن نتمهّل قليلاً أنها ليست عاجلةً على الإطلاق. يمكنك أن تقرر أن تخصص أوقاتاً محددةً في برنامج مواعيدك للقيام بالمهام التي لها نفس الطبيعة.
تصنيف الوقت الذي تقضيه على الإنترنت
الحفاظ على الفصل والتمييز بين الأوقات التي تستخدم فيها الإنترنت وتلك التي لا تستخدمه فيها، سيؤدي على الأرجح إلى قضاء المزيد من الوقت بعيداً عن الإنترنت؛ ما سيقلل من التوتر الذي تشعر به، وسيؤدي إلى زيادة قدرتك على التفكير بعيد المدى، وسيمنحك المزيد من الوقت حتى تقدّر الأمور المهمّة في حياتك.
قد تقول لنفسك: «هذا الأمر يتسبب بالقلق بمجرد التفكير به»، أو: «أريد أن أعرف ما علي أن أفعل في اليوم التالي».
الحقيقة هي أنك عندما تتفقّد رسائلك، فمن المرجّح أن تستمر في استخدام الإنترنت بطريقة تجعلك تشعر بالقلق حول الأشياء التي يجب أن تنجزها. في الواقع؛ هذا الأمر يشبه طريقاً مسدوداً لا يمكنك الخروج منه.
ابذل جهداً بهدف تقليل استخدام الإنترنت، وخصص أوقاتاً محددةً لاستخدامها وستكتشف أن الأمور التي تبدو عاجلةً ليست عاجلةً بالفعل. ستجد أيضاً أن الوتيرة الأبطأ في تلقّي الرسائل من الآخرين، إذا تمت إدارتها بشكل جيد، تحقق هدفاً مزدوجاً يتمثّل بحفاظك على السيطرة في حياتك والاستمتاع بها بنفس الوقت.
عدم السماح لشهواتك بأن تُسيّر حياتك
كما هو الحال مع أي إدمان؛ يجب على المدمن أن يحد من استخدامه للشيء الذي يأسر انتباهه من أجل تحويل سلوكه من قهري إلى متعمّد.
في حين أن الهدف على المدى الطويل هو التخفيف من الشهوة (على سبيل المثال؛ السجائر، والجنس، والمخدرات، والتلفاز، والشوكولاتة)؛ إلا أنه عدى المدى القصير، فإن الشهوات تصبح أكبر، لهذا السبب فإن استراتيجية نقاط الدخول -مثل غيرها من استراتيجيات ضبط السلوك- تركّز على عدم السماح للشهوات في تسيير أفعالك.
بينما تتمحور استراتيجيات التغلب على الإدمان في المرحلة المبكرة حول ضبط السلوك، أو كيفية التصرّف، تركّز استراتيجيات المراحل اللاحقة على ضبط الإدراك، أو طريقة التفكير. نتبع هذه الآلية لأن تغيير الطريقة التي نتصرف بها (على سبيل المثال: «لن أتفقّد البريد الإلكتروني الليلة بعد الساعة التاسعة مساءً») أسهل من تغيير الطريقة التي نفكّر بها (على سبيل المثال: «أفهم الأسباب التي تجعل تفقّد البريد الإلكتروني ضاراً؛ وبالتالي لا أريد تفقّد البريد الإلكتروني بعد الساعة التاسعة مساءً»).
ماذا لو كانت إحدى الأسباب الرئيسية التي تجعل من الصعب للغاية التغلّب على إدمان نشاط ما يتم باستخدام هاتفك أو حاسوبك المحمول، هي أنه يتطلب منك تغيير الطريقة التي تفكر بها؟ (وهو ما يتعارض مع ميل الإنسان الطبيعي للتفكير بأقل قدر ممكن).
البخل الذهني والإنترنت
كما اتضّح، فهذا هو ما يحدث بالفعل.
وجدت الأبحاث النفسية أن البشر يميلون إلى التصرف كـ «بخلاء ذهنيين» ومعالجة المعلومات الاجتماعية تلقائياً ودون قصد. في الواقع؛ هذه واحدة من أكثر النتائج المركزية المتفق عليها في علم النفس الاجتماعي. مثلاً؛ الناس مقتنعون بهامش 10:1 أن المرشح الرئاسي الذي يدعمونه قد فاز في مناظرة رئاسية.
لماذا؟ إن اعتقاد خلاف ذلك يتطلب إنفاقاً أكبر للموارد الذهنية؛ ومنها أفكار مثل: كيف كان من الممكن أن يستجيب المرشح الذي أدعمه بشكل أفضل على ما قاله خصمه؟ وما هي الأخطاء التي ارتكبها المرشح الذي أدعمه؟
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.