حول تقبّل الرفض من قبل الآخرين: هذا هو الجزء الأول من سلسلة مكونة من 7 أجزاء.
في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، دعا ابني «أليكس» لأول مرة صديقه «كريس» للنوم في منزلنا. أمضى صديق جديد من مدرسته الابتدائية جزءاً كبيراً من عطلة نهاية الأسبوع يلعب معه ومع ابنتي الصغرى «كلوي». حسناً، كان يلعب مع أليكس أغلب الوقت؛ إذ بذل كلاهما قصارى جهدهما لتجنب كلوي على الرغم من احتجاجها.
سياسات ميادين اللعب
بعد أن حوّل الاثنان غرفة معيشتنا إلى منطقة معركة صباح الأحد، عاد كريس أخيراً إلى المنزل بعد الغداء وعادت الحياة في منزلنا إلى طبيعتها.
حتى ليلة الأحد، وعندما جاء وقت نومه، انفجر أليكس بالبكاء وظل يبكي لمدة ساعة تقريباً. حاولت أنا وزوجتي التحدث معه وفهم ما يجري، فقال أليكس وهو يبكي: «غداً، عندما أذهب إلى المدرسة، لن يرغب الأطفال الآخرون في اللعب معي».
سألته زوجتي: «لماذا؟»
جاوب أليكس: «هناك فريق من 4 أطفال يقوده «ديلان». إنهم الأطفال الوحيدون الذين أرغب في اللعب معهم لأن لديهم ألعاباً رائعة. أعطى ديلان لي ولـ كريس اختباراً يجب علينا اجتيازه من أجل اللعب معهم؛ كان علينا أن نلقي بعصا فوق بيت الشجرة ونقوم بتحديات أخرى. فعلت كل الأشياء التي طلبها، وأديت بشكلٍ أفضل من كريس، ومع ذلك؛ قال ديلان إننا فشلنا، ثم بعد نصف ساعة، قال إنه غيّر رأيه واختار كريس».
اتضح أن أليكس كان يبكي أثناء العطلة طوال الأسبوع السابق دون إخبارنا. كان يتابع هؤلاء الأطفال في الجوار عابساً بينما كانوا يسخرون منه ويطلبون منه أن يذهب بعيداً.
تعلّق غير متبادل
سألتُ أليكس: «ماذا عن كريس؟» وأضفت: «كريس هو صديقك».
أجاب أليكس: «كريس يخبرني باستمرار أنه سيقابلني في بيت الشجرة، وبعد ذلك يذهب مع ديلان وأصدقائه».
قلنا أنا وزوجتي معاً: «لا يبدو كريس كصديق جيد جداً»، وأومأنا برأسينا ضمنياً بالاتفاق مع بعضنا البعض أننا لن ندعي كريس للنوم في منزلنا من الآن فصاعداً.
سألت أليكس عن ديلان، فاتضح أنه أكبر من أليكس بعامين وهو في نفس الصف فقط لأنه تأخر دراسياً لمدة عام.
قلت بعد ذلك: «ربما ديلان يحسدك، لأنك أكثر ذكاءً منه. هل فكرت أنه قد يكون متزعزعاً تماماً كشخص إذا كان يحاول قيادة أطفال أصغر منه بعامين؟ ربما يكون خائفاً من الأطفال في مثل سنّه».
ليس فخوراً بشكلٍ مفرط؛ ولكن فخورٌ بما يكفي
أخبرت زوجتي أليكس عن طفولتها أثناء نشأتها في المكسيك، وقالت أنه كانت هناك 3 فتيات يعشن بالقرب من منزلها، وكانت تجلس ذات مرة على الحائط بجانبهن وتحاول أن تصادقهن بينما كنّ يسخرن منها.
والد زوجتي -وهو رجل لا يقبل الهراء ويؤمن بقِيمٍ صارمة، كان قد عرّض حياته للخطر من قبل لحماية مراهق من التنمّر- شاهد ما كان يحدث، واقترب من المجموعة، وأخذ ابنته من يدها وقادها إلى المنزل.
بمجرد أن دخلا المنزل، وبكونه رجلاً قليل الكلام، قال 4 كلمات بالإسبانية: «لا تتوسّلي لأحد أبداً». لم تنسَ زوجتي أبداً هذه الكلمات في كيفية مقاربتها لتشكيل الصداقات.
لقد جرّبت أنا وزوجتي طرقاً مختلفة من المحاججة لمساعدة أليكس على فهم الرفض من قبل الآخرين، وكيفية التعامل مع مشاعر الرفض والتكيّف مع البُعد عن البشر بشكلٍ أفضل؛ ولكن لا شيء قلناه كان يوقف تدفق دموع أليكس واحتجاجاته حول العودة إلى المدرسة في اليوم التالي، واختبار نفس المعاناة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكننا التغلّب على الرفض من قِبل الآخرين؟
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً