تزداد حالات الإصابة بنزلات البرد أو الزكام (الرشح) والإنفلونزا مع موسم الشتاء. لا يصيبك الجو البارد وحده بالمرض، ولكن فصل الشتاء يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالزكام، لأن الأجواء الباردة تعني أنك ستقضي وقتاً أطول في الأماكن المغلقة، التي تحتضن على الأرجح البكتيريا والفيروسات في الهواء وعلى الأسطح التي تلمسها، وبسبب الانخفاض في درجات الحرارة، تصبح أغشيتك المخاطية جافّة ومتهيّجة وأكثر عرضة للإصابة. ولكن لسؤال الأهم ما هي الطرق المنزلية الفعالة علمياً لعلاج الإنفلونزا؟
إذا كان موسم الشتاء يأتي إليك حاملاً معه الزكام والإنفلونزا، فإنك لست وحيداً. إليك بعض النصائح مثبتة الفعالية للتخلص من الفيروس قبل أن يتمكن منك.
نصائح لعلاج الإنفلونزا ونزلات البرد في المنزل
نل قسطاً من الراحة
أفضل العلاجات هو أبسطها وأكثرها خيبة للأمل غالباً. إن كان لديك الوقت الكافي للراحة لم تكن لتبحث عن علاجات سريعة للزكام عبر الإنترنت، ولكن يا أصدقائي، عليكم الحصول على قسط من الراحة، بالفعل.
بغض النظر عن أن نقص النوم سيشعرك بعدم الراحة، فإن جهازك المناعي يقدم الأداء الأفضل خلال النوم. إن لم تحصل على قسط كافٍ من النوم (بالنسبة لأغلب البالغين، يكون ذلك ما بين 7 و 8 ساعات)، فإن جسمك لن يَقدِر على مكافحة العدوى، وإن استيقظت شاعراً بعدم الراحة، عليك التغيب عن العمل إن كان ذلك ممكناً.
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن جرثومة واحدة موجودة على قبضة باب في مكان العمل، قد تنتشر في المبنى بأكمله خلال ساعات، وكانت الأسطح الموجودة في غرفة الاستراحة بالأخص، أكثرها نشراً للفيروسات.
إذا كنت مضطراً جداً للذهاب إلى العمل (أو مناسبة عائلية في العطل والأعياد) اجلب معك معقماً لليدين. عليك عادةً تفادي قتل الميكروبات التي تعيش على جلدك. (اقرأ أيضاً: هل تضر معقمات اليدين ميكروبيوم الجلد)، ولكن إن كنت ستُعرِّض مَن حولك للإصابة بالزكام أو الإنفلونزا، عليك على الأقل أن تعقم يديك بعد كل مرة تلامس فيها يديك اللعاب أو السائل المخاطي.
أكثر من شرب السوائل الساخنة
الحُمّى وإنتاج المخاط يجعلك معرضاً لنقص السوائل، لذلك من المهم أن تجعل جسمك يطوف بالسوائل عندما تكون مريضاً.
عليك احتساء المشروبات الساخنة. تقترح بعض الأبحاث أن كوباً من الشاي أو ماء الليمون الساخن سيخفف لك الاحتقان، ويمكنك أيضاً إعداد مشروبٍ غنيٍّ بالزنجبيل، لأن جزيئاته تُظهر خصائص مضادة للالتهاب، إلا أنه من الصعب معرفة آلية عملها في جسم الإنسان. وحتى إن لم يكن للمشروب الذي اخترته التأثير الذي رجوته، فإن الدراسات تُظهر أن للمشروب الساخن أثر علاجيّ وهميّ «بلاسيبو». إن كنت تشعر بالدفئ والراحة، ستتحسن حالك.
وبالحديث عن السوائل الساخنة: الحساء قد يكون مناسباً
لا توجد أدلة واضحة على أن وعاءً من حساء الدجاج قد يُقصّر من مدة إصابتك بالزكام أو يخفف منها، ولكن بعض الدراسات تزعم أنه يساعد على الشفاء، لأنه قد يحتوي على خصائص مضادة للالتهاب.
ومثل المشروبات الساخنة، للحساء القدرة على تدفئة المناطق المحتقنة وقد يساعد على انحلال السائل المخاطي خلال تناوله. كما أنه يحمل بلا شك تأثير الدواء الوهمي، بما أن معظمنا يربط خلال نشأته الحساء الذهبي بالشفاء والراحة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حساء الدجاج (بالأخص ذلك المصنوع في المنزل) هو وجبة مغذية ومتوازنة. تناول الخضار والفواكه والأغذية الكاملة هو كذلك جزء مهم في التعافي.
إن تناول الحساء لن يضرك بلا شك، وقد يدعم جسدك في عملية شفائه بأشكال عدة، كما أنه مكان رائع لإضافة بعض فصوص الثوم. يظن العديد من الأشخاص أن الثوم يملك خصائص مضادة للميكروبات لدرجة أنه يقتل الجراثيم في جسمك، إلا أنه لا توجد أدلة لدعم ذلك بعد، فلا داعي لابتلاع فصوص الثوم النيء. وبالنسبة لإضافة الثوم للحساء، من يهتم سواء كان مفيداً أم لا، فهو لذيذ جداً.
الغرغرة بالماء والملح
يمكن للغرغرة بالماء والملح (4/1 وحتى 2/1 ملعقة صغيرة من الملح مع كأس من الماء)، أن تخفف من الالتهاب ومن السعال والألم وسيلان الأنف. يظن بعض الأشخاص أن الغرغرة بالخل (أو شربه) هي الطريقة المناسبة، ولكن الحمض لن يقتل الفيروسات، وحتى أنه قد يزعج حنجرتك الحساسة، لذلك اعتمد على الماء الدافئ والملح.
تساعد المحافظة على الترطيب بالاستعانة بمرطب على تخفيف التهيج وانحلال السائل المخاطي المتشكل. وكذلك البخار الدافئ، ولكن يُحذِّر الأطباء من أن استخدام الحمام الساخن أو قدور الماء المغلي بهدف حل السائل المخاطي والبلغم قد يؤدي لأن تحرق نفسك.
لا مشكلة بشطف الجيوب بالماء، إلا أنه عليك استخدام المياه المفلترة لتفادي خطر استبدال فيروسات الزكام بالأمبيات، ولا تنسَ أنك إن أدخلت المياه إلى جيوبك أكثر من مرة في اليوم، فإنك على الأرجح ستهيّج أغشية أنفك وتشعر بشعورٍ مزرٍ.
لا تلجأ مباشرة للمضادات الحيوية
قد يكون اللجوء لاستخدام الأدوية القاتلة للميكروبات أمراً مغرياً عندما يصيبك المرض بوقت غير مناسب، ولكن، عليك ألا تلجأ إلى المضادات الحيوية فور شعورك بالتّوعّك، فعلى الأرجح أنك مصاب بالزكام أو الانفلونزا، ولا يمكن الشفاء من ذلك باستخدام المضادات الحيوية.
إن كنت تشك بالإصابة بالتهاب الجيوب أو الحلق (التي تتسبب البكتيريا بكلاهما)، اطلب نصيحة الطبيب. ولكن إن كانت الأعراض التي تعاني منها هي الأعراض الاعتيادية للزكام أو الانفلونزا، امنح نفسك بضعة أيام لمحاربتها، فإن المضادات الحيوية لن تساعدك، بل إنها ستتخلص من الميكروبات الموجودة في أمعائك. هل تريد حقاً أن تستخدم دواءً لا فائدة منه سوى إصابتك بالإسهال؟ أتمنى ألا يكون كذلك.
أدوية علاج الإنفلونزا
لن يشفيك دواء الزكام، ولكنه قد يخفف من الأعراض، لذلك اختر الدواء الذي يُشعِرُك بالراحة، مهما كانت التركيبة الدوائية أو اسم الشركة المصنعة.
لا يبدو أن لفيتامين سي أية فوائد في هذه الحالة، ولكن قد تساعدك أقراص الزنك على التحسن إذا بدأت بتناولتها بانتظام منذ أول 24 ساعة من ظهور الأعراض. لم يتّضح إذا ما كانت تساعدك على مكافحة الفيروس، أم أنها تخفف من التهاب الحلق، كما يبدو أن تأثير مسحات الأنف هو إيقاف حِسّك بالشم فحسب، لذا لا تحاول أن تدلّل نفسك باستخدامها.
إذاً لتلخيص ما سبق فإن علاج الإنفلونزا والرشح يكمن في:
- شرب السوائل الساخنة وتجنُّب الكحول.
- شرب الشاي بالليمون والزنجبيل.
- أخذ القسط الكافي من الراحة.
- الغرغرة بالماء والملح.
- شرب الحساء الساخن.
- تناول الخضروات والفواكه.
- لا تلجأ مباشرة للمضادات الحيوية.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً