الجاثوم؛ أو شلل النوم، هو اضطرابٌ بالنوم يعاني الشخص خلاله من شللٍ عضلي مؤقت لا يسمح بالحركة، وقد لا يكون الشخص قادراً على التحدث أيضاً، يعزوه البعض إلى وجود قوىً خارقة للطبيعة في الغرفة تسعى إلى إلحاق الأذى، إلا أنه قطعاً ليس كذلك، وتختلف أعراضه بين شعور الثقل على الصدر والهلوسات، أو حتى شعور الطفو فوق السرير، لكن بعيداً عن الخرافات، وبفضل العلم، أصبح من الممكن أن يتم علاج الجاثوم نهائياً.
هل يوجد علاج محدد لشلل النوم؟
لا يوجد علاج واضح لشلل النوم، بل يتكوّن العلاج من إدارة عوامل الخطر التي تسبب الحالة في المقام الأول، وفي كثير من الحالات؛ يكون شلل النوم حادثةً تحصل لمرةٍ واحدة ولا تتكرر عند الشخص، وقد يتوقع معظمنا تجربة شلل النوم مرةً واحدةً على الأقل في حياتنا، ومع ذلك؛ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بشكل متكرر، فمن المنطقي زيارة الطبيب للحصول على تشخيصٍ رسمي.
تتمثل الخطوة الأولى في علاج الحالة في تحديد أيّ سبب أساسي قد يؤدي إلى حدوث شلل النوم، قد يكون هناك عدد غير محدود من الأسباب لمثل هذه الحالة، وفقاً لمراجعة أُجريت عام 2018؛ تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً: الأرق أو قلة النوم ليلاً، والنوم القهري أو النعاس أثناء النهار، وفقدان السيطرة على العضلات، والتاريخ العائلي لوجود حالة شلل النوم لدى الأقارب الآخرين، والنوم على الظهر، وأنماط النوم المتقطعة بسبب نوبات العمل أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وتوقف التنفس أثناء النوم بسبب الاضطرابات النفسية الأخرى، كما تم ربط تكرار النوبات وشدتها بأعراض تشبه القلق والحرمان من النوم.
وبمجرد تحديد المشكلة الأساسية والسبب الأساسي، سيقترح الطبيب طرقاً ووسائلَ للقضاء على هذه المحفّزات، وقد يتخلص من بعض الأدوية المُستخدمة حالياً؛ إذ أن شلل النوم قد يكون ببساطة واحداً من أعراضها الجانبية، وقد تُقترح الاستشارة ومراجعة الطبيب النفسي إذا كان الشخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة؛ وهو سببٌ آخر لحدوث شلل النوم، كما تُعتبر التمارين البدنية أيضاً وسيلةً جيدةً للتأكد من أن الجسم متعب بدرجة كافية للنوم بعمق خلال دورة حركة العين السريعة بأكملها دون انقطاع؛ وهي المرحلة الأخيرة من النوم.
منع أو علاج الجاثوم نهائياً
يلجأ الطبيب المختص إلى تكوين تاريخ طبي كامل للحالة عن طريق طرح أسئلة حول نوبات معينة، وقد يفضل إجراء مخطط النوم الذي يرسم موجات الدماغ ونبض القلب والتنفس أثناء نوم الشخص طوال الليل، وهناك إجراء مخطط «كهربية العضل» لتسجيل مستويات النشاط الكهربائي في العضلات، وأيضاً إجراء اختبار «الكُمون المتعدد للنوم» لتقييم النعاس أثناء النهار.
بمجرد جمع جميع البيانات من الاختبارات المختلفة، سيقدم الطبيب تشخيصاً رسمياً لشلل النوم، ومن المرجح أن ينصح باتباع هذه الإجراءات لمنع مسببات شلل النوم؛ وبالتالي السماح للشخص بالنوم بهدوء وراحة؛ وهو ما يجب أن يمنع حدوث نوبات شلل النوم، تشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- النوم على أحد الجنبين بدلاً من الظهر؛ حيث أن معظم الناس تحدث هذه الحالة أثناء النوم على الظهر.
- أثناء نوبة شلل النوم، حاول التزام الهدوء والتركيز على تنفسك، يساعد فهم ما يحدث على التخلص من الشلل بشكل أسرع.
- ركز على تحريك عضلة صغيرة واحدة؛ يمكن أن تكون إصبع اليد أو إصبع القدم، مع بدء الحركة، ستستجيب العضلات المتبقية بشكل أسرع وتنهي النوبة.
- ركز على تنفسك، حاول أن تُحدث ضوضاءَ صغيرةً من أنفاسك تنبه شريكك أو تساعدك على الاستيقاظ بشكل أسرع؛ سوف يساعدك ذلك على الشعور بمزيد من التحكم.
- قلّل من التعرض للضوء في الليل، قد يؤدي ضوء الليل في غرفة النوم، أو الضوء المتروك في الحمام المجاور لغرفة النوم، إلى تعطيل النوم. الظلام هو أكثر ما يفضي إلى الحصول على قسطٍ جيد من الراحة في الليل.
- تجنب الكحول والنيكوتين والمخدرات طوال الليل؛ بدءاً من 3 ساعات قبل النوم. ويجب عليك أيضاً الحد من تناول الكافيين بعد الساعة 2 ظهراً؛ هذا لأنه يبقى لمدة 7 ساعاتٍ في الجسم.
- قم بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية التي قد تومض الأضواء أو ترسل إشارات صوتيةً صغيرةً لتنبيهك بالإشعارات؛ إذ يمكن أن تكون مزعجةً للغاية لنوم الشخص، احتفظ بكل هذه الأدوات خارج غرفة النوم، إذا لم تتمكن من إيقاف تشغيلها تماماً.
- تأكد من أنك مرتاح أثناء النوم، احصل على فراشٍ جيد، وتأكد من أن درجة حرارة غرفة النوم مريحة، واحرص على وجود أغطية يسهل الوصول إليها عندما تنخفض درجة حرارة الجسم في الليل.
- تخطى وقت القيلولة وحاول الاستغناء عنها؛ إذ يقول الأخصائيون أن الأشخاص الذين يتخذون القيلولة هم أكثر عرضةً للإصابة بشلل النوم؛ مقارنةً بغيرهم ممن لا ينامون وقت الظهيرة.
- مارس ما يكفي من التمارين الرياضية لإرهاق الجسم قبل النوم، سوف تسمح العضلات المتعبة للدماغ بالانزلاق إلى نومٍ أعمق، وإن لم تكُن من هواة ارتياد الصالة الرياضية، فممارسة الرياضة أو المشي أو الركض قبل النوم بساعات قليلة سيساعدك.
اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين الاضطراب في النوم والإصابة باضطراب القلق؟